متجر ألبسة مستعملة في مونتريال (حقوق الصورة: Radio-Canada)

كندا: ثلاثة أرباع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة اضطرت للاستدانة لاجتياز الجائحة

تفيد دراسة استطلاعية أجراها الاتحاد الكندي للمؤسسات المستقلة (CFIBFCEI) أنّ ثلاثة أرباع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البلاد اضطرت للاستدانة من أجل اجتياز أزمة "كوفيد - 19" وأنّ 68% من التي استدانت تقدّر أنها تحتاج لأكثر من سنة كي تتمكّن من تسديد ديونها.

وبلغ معدل ديون المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بسبب الجائحة 135.000 دولار، ويقدّر الاتحاد إجمالي هذه الديون بـ117 مليار دولار، 49,9 ملياراً منها في أونتاريو، كبرى مقاطعات كندا العشر من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد، وتليها كيبيك، ثانية كبريات المقاطعات، بـ21,3 ملياراً.

وأجرى الاتحاد الاستطلاع بواسطة الإنتنرنت بين 26 حزيران (يونيو) و2 تموز (يوليو) ونشر نتائجه أمس.

نائب رئيس الاتحاد جاسمان غينيت علّق على هذه الأرقام بالقول إنّ الديون الخاصة شهدت "انفجاراً" بسبب الجائحة أسوةً بالدين العام.

"يقول العديد من أصحاب المؤسسات التي أعادت فتح أبوابها إنهم غير متأكدين من قدرتهم على تسديد الديون التي راكموها لغاية الآن لكي يستطيعوا الاستمرار في العمل"، يقول غينيت، مضيفاً أنّ "الانتعاش الاقتصادي لن يحصل بين ليلة وضحاها" وأنّ "للحكومات وللمستهلكين دوراً حيوياً يقومون به كي نخرج (من الأزمة)".

بطاقات ائتمان / Joe Raedle / Getty Images

ولتعويض الخسائر في الأرباح الناجمة عن أزمة "كوفيد - 19" ولمواجهة التكاليف الإضافية الناجمة أيضاً عن الأزمة يلجأ أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى وسائل مختلفة: المدخرات الشخصية (37% منهم)، بطاقات الائتمان (34%)، القروض المصرفية (18%)، المدّخرات المخصصة لفترة التقاعد (11%)، القروض العقارية (9%) والاستدانة من أفراد العائلة (9%).

وتُظهر هذه الأرقام كم أنّ تحوّل الديون الخاصة بالمؤسسات إلى ديون شخصية هو خطر فعلي. وبالإضافة إلى تأثيرها السلبي على الاستهلاك، تشكل هذه الظاهرة عائقاً إضافياً بوجه انتعاش الاقتصاد مجدداً، يشير الاتحاد الكندي للمؤسسات المستقلة.

وأطلق الاتحاد مؤخراً حملة "أختارُ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يومياً"، بالفرنسية (JechoisisPME#) وبالإنكليزية (SmallBusinessEveryDay#)، بهدف دعم المؤسسات المحلية في مختلف أنحاء كندا، وهو يشجّع المستهلكين على الانضمام إلى حملته لأنّ هذه المؤسسات هي حالياً أحوج ما تكون إلى دعمهم.

وتلقت الحملة دعماً من مؤسسات كبيرة، كـ"سكوشا بنك" (Scotiabank)، أحد أكبر المصارف الكندية، و"رويال بنك أوف كندا" (RBC)، أكبر المصارف الكندية من حيث الأصول والقيمة السوقية، الذي ضاعف نقاط المكافآت الخاصة ببطاقاته الائتمانية للمستهلكين الذين يسددون بها مشترياتهم واستهلاكاتهم في مطاعم ومتاجر صغيرة ومتوسطة محلية.

عامل في متجر مواد غذائية (أرشيف) / CP / Nati Harnik

"دعمُ المستهلكين يعيد البسمة إلى وجوه أصحاب المؤسسات (الصغيرة والمتوسطة) المتضررين مالياً ونفسياً من الأزمة. وعلى الصعيديْن الجماعي والفردي يمكننا فعل المزيد"، يقول المحلل الرئيسي للسياسات الاقتصادية في الاتحاد، غوبينات جيابالاراتنام، عن حملة "أختارُ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يومياً".

"ولا تنسوا: كلما تحسنت حال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كلما كانت عودة الانتعاش الاقتصادي أسرع"، يضيف جيابالاراتنام.

والاتحاد هو أكبر تجمّع للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في كندا، يعدّ 110.000 عضو من بين هذه المؤسسات في مختلف قطاعات الاقتصاد وكافة مناطق البلاد.

وتتكون الدراسة التي أجراها الاتحاد من جزئيْن. تمحور الجزء الأول حول تحديد نسبة المؤسسات التي استدانت بسبب الجائحة والفترة الزمنية التي تلزمها لتسديد ديونها. وشارك 4502 مستطلَع في هذا الجزء وبلغ فيه هامش الخطأ 1,5 نقطة مئوية، 19 مرّة من أصل 20.

أمّا الجزء الثاني فتمحور حول تحديد إجمالي ديون الشركات والديون الإضافية التي راكمتها بسبب الجائحة. وشارك 2114 مستطلَعاً في هذا الجزء وبلغ فيه هامش الخطأ 2,1 نقطة مئوية، 19 مرّة من أصل 20.

(وكالة "كنديان نيوز واير" / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كندا: ارتفاع المبيعات الصناعية في أيار (مايو) بعد تراجع تاريخي في ظلّ الجائحة في نيسان (أبريل)

جائحة "كوفيد - 19" تسببت بتغييرات جذرية في نفقات الكنديين

كندا: إضافة 953 ألف وظيفة إلى سوق العمل في يونيو وتراجع معدّل البطالة إلى 12,3%

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.