يقول الأستاذ المساعد في علم الاقتصاد في جامعة كالغاري (University of Calgary) البروفيسور تريفور تومب إنّ مقاطعة ألبرتا ستحصل في السنة المالية الحالية على 22 مليار دولار من الحكومة الفدرالية بفضل التحويلات المالية إلى المقاطعات على خلفية جائحة "كوفيد - 19". وكالغاري هي كبرى مدن ألبرتا في غرب كندا وعاصمتها الاقتصادية.
وستكون تلك أول مرّة منذ 55 سنة تتجاوز فيها إيرادات الحكومة الفدرالية في ألبرتا نفقاتِها في أغنى المقاطعات بالنفط. فالنفقات الفدرالية ستزيد بمعدّل 6700 دولار للفرد في ألبرتا، فيما معدل الزيادة على المستوى الوطني سيتجاوز 6300 دولار بقليل.
والتحويلات الفدرالية المعروفة بـ"مدفوعات المساواة" (equalization payments) مموّلة بشكلٍ رئيسي من ضريبة المبيعات وضريبة الدخل على الأفراد والشركات.
وفي العادة تتصدّر ألبرتا قائمة المساهمين في برنامج التحويلات بين مقاطعات كندا العشر وأقاليمها الثلاثة، لكنّ انهيار أسعار النفط وحلول جائحة "كوفيد - 19" قلّصا كثيراً من مساهمتها.
"أقدّر بأنّ الإيرادات الفدرالية المتأتية من الأفراد والشركات في ألبرتا ستتراجع بنحو 2200 دولار كمعدّل عن كلّ فرد. وهذا التراجع في الإيرادات هو الأعلى بين مختلف المقاطعات ويفوق بنسبة 15% المعدّل الوطني"، يقول البروفيسور تومب.
وألبرتا ليست وحيدة في هذا الوضع، فالجائحة ضربت كلّ المقاطعات، وبالتالي تراجعت الإيرادات الفدرالية منها كلّها.

رئيس حكومة حزب المحافظين المتحد في ألبرتا، جايسن كيني (Chris Wattie / Reuters)
"من الواضح أنها سنة غريبة، لم نرَ سنة مثلها في تاريخ ألبرتا الضريبي منذ أن أفلست المقاطعة عام 1935"، قال رئيس حكومة حزب المحافظين المتحد (UCP) في إدمونتون، جايسن كيني، يوم أوّل من أمس.
وأوضح كيني أنّ مقاطعته تتوقع في السنة المالية الحالية خسارة 14 مليار دولار في الإيرادات وعجزاً في الميزانية يتجاوز 20 مليار دولار بسبب زيادة كبيرة في النفقات الصحية والنفقات في مجالات أُخرى في ظلّ الجائحة.
لكنّ رئيس حكومة ألبرتا لا يعتقد أنّ هذه السابقة في 55 سنة ستغيّر الدينامية السياسية على المدى الطويل.
"أعتقد أنه في نهاية الأزمة سنرجع إلى وضع أكثر طبيعية بالنسبة لألبرتا، وأنا متأكد أنّه في المستقبل سيكون الألبرتاويّون مساهمين صافيين كما كانوا منذ 50 عاماً"، قال كيني.
لكنّ كيني أضاف أنه يثمّن كثيراً المساعدات الفدرالية التي يستفيد منها سكان مقاطعته.

منشآت لاستخراج النفط من الرمال الزفتية قرب فورت ماك موراي في شمال مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (أرشيف) / Jeff McIntosh / CP
ويرى البروفيسور تومب أنّ الوضع الاقتصادي الحالي يسلّط الضوء على دور النظام الفدرالي وأهميته.
"تتيح لنا الاتحادية توزيع المخاطر. عندما يكون اقتصاد إحدى المقاطعات قوياً وتكون عائداتها مرتفعة، من الطبيعي أن تساهم هذه المقاطعة أكثر من سائر المقاطعات. والعكس صحيح عندما تتدهور الأوضاع"، يقول تومب.
وهذا أيضاً رأي أستاذ العلوم السياسية في جامعة "ماونت رويال" (Mount Royal University) في كالغاري البروفيسور دواين برات، فيقول "يُظهر ذلك قيمة الحكومة الفدرالية، يُظهر قيمة الاتحادية".
وألبرتا هي الرابعة بين مقاطعات كندا العشر من حيث عدد السكان، يقطنها نحوٌ من 4,43 ملايين نسمة، وهي الثالثة من حيث حجم الاقتصاد.
وتشكّل الرمال النفطية (الرمال الزفتية أو القطرانية) في ألبرتا ثالث أكبر احتياطي نفطي حول العالم، بعد احتياطيّ كلّ من فنزويلا والمملكة السعودية على التوالي.
(راديو كندا / سي بي سي / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
تراجُع صادرات كندا من النفط الخام بواسطة السكك الحديد 63% في مايو بسبب الجائحة
كندا: ألبرتا تعوّل على الاستثمار في البنى التحتية لإنهاض اقتصادها
ألبرتا: تبدُّد الآمال بانتعاش قطاع النفط بعد سنواتٍ صعاب
كيني: "ألبرتا عاملت بقية كندا بالحُسنى وآن الوقت لكي تردّ بقية كندا الجميل"
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.