الموجة الثانية من كوفيد-19 حتميّة في رأي العديد من الخبراء/Graham Hughes/CP

الموجة الثانية من كوفيد-19 حتميّة في رأي العديد من الخبراء/Graham Hughes/CP

كوفيد-19: الموجة الثانية آتية حسب عدد من خبراء الصحّة

يدور الحديث بكثرة  حول العالم عن موجة ثانية من فيروس كورونا المستجدّ.

وليس السؤال المطروح  ما إن كانت ستحدث موجة ثانية من تفشّي الوباء بل متى تحدث وما تكون تداعياتها، وفق ما ورد في تقرير أعدّه سي بي سي، القسم الإنكليزي و راديو كندا القسم الفرنسي  في هيئة الإذاعة الكنديّة في مونتريال.

ويعتقد بعض الخبراء الذين تحدّثت إليهم سي بي سي أنّ الموجة الثانية قد بدأت، ولكنّ عددا منهم يقول إنّ الموجة الثانية سوف تكون أقلّ حدّة، وسوف يكون من الممكن السيطرة على مدّتها.

ومن غير الممكن حسب رأيهم الاستنتاج أنّ الوضع في مقاطعة كيبيك سيكون أسوأ من باقي أنحاء كندا.

ويشار في هذا السياق إلى أنّ عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 يشكّل أكثر من نصف عددها الإجمالي في كندا.

وشارك 170 طبيبا وأخصّائي وبائيّات  وأخصّائي صحّة عامّة في استقصاء غير رسميّ أجرته الإذاعة.

فرانسوا لوغو رئيس حكومة كيبيك يضع كمامة على وجهه/Paul Chiasson /CP

فرانسوا لوغو رئيس حكومة كيبيك يضع كمامة على وجهه/Paul Chiasson /CP

وأشار ثلثا المشاركين إلى أنّ موجة ثانية من تفشّي الفيروس "محتملة للغاية، ورأى نحو من 24 بالمئة أنّها "محتملة إلى حدّ ما.

و ثمّة جدل يثار حول مفهوم الموجة الثانية ومعانيها المختلفة، ويمكن فهمها في هذا الإطار على أنّها زيادة مستمرّة في الإصابات.

و يستند الخبراء الذين يتوقّعون الموجة الثانية إلى تاريخ الأمراض المعدية، مثل المتلازمة التنفسيّة الحادّة الوخيمة SARS، التي سبّبها فيروس مرتبط وراثيّا بفيروس كورونا، الذي تسبّب بمرض كوفيد-19.

"من المهمّ أن ندرك أنّ الموجة الثانية ليست أمرا قد يحدث أم لا، ولم تحدث أيّة جائحة من الأمراض التنفسيّة في موجة واحدة": د. سيدريك ينسوني أخصّائي الوبائيّات في المركز الاستشفائي التابع لجامعة ماكغيل في مونتريال.

ويضيف د. ينسوني أنّ انتشار العدوى يستمرّ بعض الوقت، وقد يستمر بضعة أشهر وحتّى سنتين.

والعامل الثاني الذي يعزّز حدوث موجة ثانية يكمن في أنّ عدد الأشخاص الذين أصيبوا في الموجة الأولى لم يكن كافيا لإحداث مستوى كاف من المناعة لدى السكّان بصورة إجماليّة.

ارتفع عدد الإصابات والوفيات بمرض كوفيد-19 في مراكز رعاية المسنّين في كيبيك وأونتاريو /Graham Hughes/CP

ارتفع عدد الإصابات والوفيات بمرض كوفيد-19 في مراكز رعاية المسنّين في كيبيك وأونتاريو /Graham Hughes/CP

وأفادت دراسة صدرت قبل نحو أسبوعين أنّ أقلّ من 1 بالمئة من الكنديّين أصيبوا بمرض كوفيد-19 منذ بداية الجائحة. واستندت الدراسة إلى نتائج 10 آلاف اختبار دم جرت في مختلف أنحاء كندا باستثناء مقاطعة كيبيك التي ستصدر النتائج بشأنها في وقت قريب.

ولمّا كان وجود الأجسام المضادّة يشير إلى وجود عدوى فيروس كورونا، فإنّ هذه الدراسات السكّانيّة تساعد في تحديد عدد الكنديّين الذين أصيبوا حتّى الآن حسب معدّي الدراسة.

ماذا ستكون عليه الموجة الثانية:

من المحتمل أن تكون الموجة الثانية قد بدأت في كيبيك وفق ما يُستدَلّ بعض المؤشّرات.

فبعد أن بلغ عدد الحالات اليوميّة الذروة في شهري نيسان أبريل و أيّار مايو، تراجع إلى أدنى مستوى له في حزيران يونيو.

وارتفع معدّل الإصابات اليومي منذ بداية تمّوز يوليو على نحو مستقرّ، وتجاوز 150 حالة في اليوم الواحد.

"في حال لاحظنا ارتفاعا دون تراجع في الأسبوعين المقبلين، يمكن القول إنّنا في الموجة الثانية": د. مارك غولدبيرغ أخصّائي وبائيّات البيئة والأستاذ في معهد الطبّ التابع لجامعة ماكغيل.

وتؤكّد حكومة كيبيك أنّ الوضع الصحّي تحت السيطرة رغم ارتفاع الحالات، وتشير بصورة خاصّة إلى انخفاض عدد حالات الاستشفاء والوفيات.

الكمامة إلزاميّة في الأماكن العامّة المغلقة في كيبيك منذ 17 تمّوز يوليو 202/ Martin Bilodeau/ Radio- Canada

الكمامة إلزاميّة في الأماكن العامّة المغلقة في كيبيك منذ 17 تمّوز يوليو 202/ Martin Bilodeau/ Radio- Canada

ويتوقّع بونوا ماسيه الأستاذ في معهد الطبّ التابع لجامعة مونتريال أن يرتفع عدد حالات الاستشفاء في وقت لاحق من الخريف المقبل.

ويتوقّع أن يزداد الخطر في أيلول سبتمبر المقبل، مع بداية العام الدراسي وارتفاع عدد الأنشطة التي تجري في الداخل بعد نهاية فصل الصيف.

لكنّ خبراء آخرين يتردّدون في إعطاء توقّعات، على اعتبار أنّ فيروس كورونا جديد ، ولا تتيح  لهم البيانات المتوفّرة بشأنه توقّع أنماط العدوى .

وتوقّع عدد من الأطبّاء أن يتراجع عدد الإصابات في فصل الصيف، كما يحدث في حالات الإنفلونزا التي ينتقل الفيروس المسبّب لها  من خلال قطرات الجهاز التنفّسي ، كما قال د. يانوس كازوروفسكي مدير الأبحاث في معهد طبّ العائلة والطوارئ في جامعة مونتريال.

وأضاف د. كازوروفسكي أنّ فيروس كورونا المستجدّ مختلف عن فيروس الانفلونزا، و أشار إلى عدد الحالات المرتفع  في الولايات المتّحدة خلال فصل الصيف.

التزام الناس بالإرشادات الصحيّة يساعد في الحدّ من انتشار الوباء حسب خبراء الصحّة/Nathan Denette/CP

التزام الناس بالإرشادات الصحيّة يساعد في الحدّ من انتشار الوباء حسب خبراء الصحّة/Nathan Denette/CP

دور الحكومات والمواطنين مهمّ في حال حدوث موجة ثانية:

ويتوقّع الخبراء حدوث موجة ثانية من تفشّي وباء فيروس كورونا.

ويحذّرون من خطورة تداعياته المرتبطة بالإجراءات التي اتّخذتها الحكومة والتزام الناس بالإرشادات الصحيّة.

فمن جهة، يفوق ما يعرفه العلماء اليوم عن فيروس كورونا المستجدّ ما كانوا يعرفونه قبل ستّة أشهر، ومن الجهة الأخرى، بات الناس أكثر اطّلاعا على الإجراءات الصحيّة المختلفة، وبات عدد أكبر من الوسائل متوفّرا لدى الحكومات لمواجهة الفيروس.

وفي طليعة المقترحات التي وردت في الاستقصاء الذي أجرته سي بي سي، فرض ارتداء الكمامة و إغلاق أماكن انتشار الوباء ووقف الأنشطة غير الاساسيّة، و إغلاق شامل، و زيادة عدد اختبارات الفيروس وتتبّع المخالطين، والتركيز على حماية المجموعات الأكثر عرضة لخطر الإصابة، وتجنّب الأطفال، وإعطاء معلومات واضحة حول الوضع والمخاطر المتعلّقة بانتشار الفيروس، ومراجعة الخبراء.

ويشار في هذا السياق إلى أنّ سي بي سي أجرت الاستقصاء قبل أن تفرض حكومة كيبيك برئاسة فرانسوا لوغو ارتداء الكمامة إلزاميّا في الأماكن العامّة المغلقة في مقاطعة كيبيك في 18 تمّوز يوليو.

ويتوقّع د. برايان وايت غي أخصّائي الصحّة العامّة وطبيب العائلة والأستاذ في جامعة مونتريال أن تكون إدارة  الوضع في حال حدوث الموجة الثانية، أفضل بكثير ، نظرا لكلّ ما تعلّمه الخبراء والأخصّائيّون منذ بداية الجائحة قبل نحو ستّة أشهر.

وبات بإمكان السلطات الصحيّة تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وحمايتهم على نحو أفضل،والحدّ من انتشار العدوى في مراكز الرعاية الطويلة الأمد كما قال د. وايت غي.

ورصد الاستقصاء آراء الخبراء بشأن الاستراتيجيّة التي ينبغي أن تعتمدها حكومة كيبيك في حال حدوث موجة ثانية من تفشّي الوباء.

وحلّ ارتداء الكمامة إلزاميّا في الأماكن العامّة المغلقة في كيبيك في طليعة الأجوبة التي أعطاها الخبراء، الذين رأوا أنّ الحكومة تأخّرت في اللحاق بالإجماع العلمي بشأنه.

وركّز الخبراء في الاستقصاء أيضا على أهميّة توفير حماية أفضل للمسنّين، وخصوصا المقيمون منهم في مراكز الرعاية الطويلة الأمد.

وأثنى العديد منهم على قرار حكومة كيبيك إضافة 10 آلاف  مساعد للمرضى للعمل بدوام كامل في مراكز رعاية المسنّين في المقاطعة، الذي أعلنه رئيس الحكومة فرانسوا لوغو في أيّار مايو الفائت.

لكنّهم حذّروا من أنّ التأخير في تطبيق هذه الإجراءات قد يؤدّي إلى خسائر في الأرواح.

(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

أقلّ من 1% من الكنديين أُصيبوا بكوفيد 19، وفقًا لدراسة كندية

المصاب بأعراض قلبية ويتجنب المستشفى خوفاً من “كوفيد-19” يُعرّض نفسه لمخاطر جمّة

كورونا المستجدّ: 1,8 مليون كندي فوق الـ18 يعتقدون أنهم أُصيبوا بالفيروس

فئة:صحة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.