طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الكندية (أرشيف) / Andrew Vaughan / CP

الجائحة قلبت وضع العمل في قطاع الطيران رأساً على عقب

كان قطاع الطيران في كندا، كما في دول عديدة أُخرى، يشكو نقصاً في اليد العاملة قبل أن تتلبّد سماؤه بغيوم قاتمة حملتها جائحة "كوفيد - 19" التي ضربت كندا منتصف آذار (مارس) المقبل.

فقد بات خريجو برامج هندسة الطيران والملاحة الجوية وصيانة الطائرات يجدون صعوبات، لم تكن معهودة قبل الجائحة، في الحصول على عمل في مجالات اختصاصهم في الشركات التي كانت تجذب المتخرجين الجدد، كما يفيد تقرير لراديو كندا.

إيف أوريون كوسيك من بين هؤلاء، وهو كان يأمل في الحصول سريعاً على عمل. لكن بعد ست محاولات غير مُجدية تملّكه القلق.

"نعمل في مجال تصميم قطع الطائرات وفحصها أو نمذجتها. لأعطي صورة مبسّطة، نحن نوعاً ما الذراع اليمنى للمهندسين"، يقول كوسيك الذي ينهي دراسته في مجال تقنيات الهندسة الفضائية في المدرسة الوطنية للتقنيات الجوية (ÉNA) التابعة لمعهد إدوار مونبوتي للدراسات ما بعد الثانوية (Cégep Édouard-Montpetit) في مدينة لونغوي إلى الجنوب مباشرة من جزيرة مونتريال.

ويضيف كوسيك أنّ غالبية زملائه الذين كانوا بدأوا دورات تدريبية في شركات كبيرة كالخطوط الجوية الكندية (Air Canada) أو الخطوط الجوية "إير ترانزات" (Air Transat) لم يتمكنوا من متابعة دوراتهم بسبب الاقتطاعات الضخمة في الوظائف على كافة المستويات.

إيف أوريون كوسيك ينهي دراسته في مجال تقنيات الهندسة الفضائية في المدرسة الوطنية للتقنيات الجوية التابعة لمعهد إدوار مونبوتي (Jacques Poitras / Radio-Canada)

ويقول منتدى "آيِِرو مونتريال" (Aéro Montréal)، الذي يضمّ ممثلين عن مختلف القطاعات المتصلة بالطيران والصناعات الفضائية في مقاطعة كيبيك، إنّ هذه القطاعات سرّحت 3250 موظفاً منذ آذار (مارس) الفائت.

"هناك وظائف، ولكن ليس كما في السابق. تراجعت الحركة بنسبة 40% إلى 50%. كلّ ما تقوله وسائل الإعلام يؤثّر على خيارات العمل لدى جيل الشباب"، تقول الرئيسة التنفيذية لدى "آيِِرو مونتريال" سوزان بونوا.

وتشير بونوا إلى أنّ الشباب الذين يتابعون الدراسة حالياً في المدرسة الوطنية للتقنيات الجوية يدرسون من جملة ما يدرسونه تقنيات صيانة الطائرات.

"والطائراتُ وإن كانت متوقفة على الأرض فهي تحتاج للصيانة. سيحصل الشباب على وظائف، لكنّ الأمر سيكون أصعب بالنسبة لهم (من السابق)"، تضيف بونوا.

طائرة لشركة الخطوط الجوية "إير ترانزات" (Ivanoh Demers / Radio-Canada)

المركز الكيبيكي للتأهيل في الملاحة الجوية (CQFA) التابع لمعهد شيكوتيمي للدراسات ما بعد الثانوية (Cégep de Chicoutimi) في مدينة شيكوتيمي على مسافة 200 كيلومتر شمال كيبيك العاصمة يخرّج كلّ سنة 40 طياراً.

ويعتقد مدير المركز ستيف نورو أنّ الأشهر المقبلة ستكون صعبة على المتخرّجين.

"معدل التوظيف لدينا الذي يكون في العادة ممتازاً هو كارثي هذه السنة (بسبب الجائحة)"، يقول نورو.

ويشير نورو إلى أنّ قطاع الطيران يخضع للتقلبات الدورية، مذكّراً على سبيل المثال بتأثّر القطاع بهجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 الانتحارية على نيويورك وواشنطن وبالأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، مضيفاً أنّ العمل في هذا القطاع يتأثر بالتالي بأحداث من هذا النوع.

لذا على الخريجين الجدد التسلّح بالصبر قبل أن يبدأوا العمل كطيارين.

لكنّ نورو يشير إلى أنّ الأزمة الحالية لم تخفّف من اندفاع الطلاب على التخصص في الملاحة الجوية، فالمركز الذي يديره تلقى أكثر من 400 طلب تسجيل للعام الدراسي المقبل.

ويرى نورو أنّ آفاق العمل المستقبلية ستكون جيدة بعد عاميْن أو ثلاثة.

ستيف نورو، مدير المركز الكيبيكي للتأهيل في الملاحة الجوية التابع لمعهد شيكوتيمي (Radio-Canada)

من جهته يرى مدير المدرسة الوطنية للتقنيات الجوية (ÉNA) لويس ديشان أنّ المتخرّجين الذين كانوا يأملون بالحصول على وظيفة في إحدى الشركات الكبيرة يجب أن ينظروا الآن ناحية شركات أُخرى.

ويقول ديشان في هذا الصدد إنّه لا يزال هناك الكثير من الوظائف الشاغرة في قطاع الطيران، لاسيما خارج مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك وعاصمة الصناعات الجوية في كندا.

"حسب المواقع المتخصصة هناك 340 وظيفة شاغرة في هذا القطاع، أكان في مجال الهندسة أو أيضاً لخرّيجينا في التقنيات (الجوية)"، يقول ديشان.

ويشير ديشان في هذا الصدد إلى أنّ شركات الطيران في المناطق، كتلك التي تؤمن المواصلات إلى مناطق الشمال ومنها، لم توقف عملياتها، لا بل أنّ البعض منها قام بتوسيع أعماله واشترى طائرات جديدة لتقديم مجموعة جديدة من الخدمات.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

سَفرُ ما بعد الجائحة ليس كالسفر قبلها الذي قد تستغرقُ العودةُ إليه سنتيْن

"كوفيد - 19": تسريحات موظفين بالآلاف، قطاعا الطيران والمفروشات مثالاً

الخطوط الجوية الكندية تسرّح 5150 مضيفة ومضيفاً بسبب "كوفيد - 19"

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.