أعلنت الحكومة الفدرالية أنها ستساعد المقاطعات والأقاليم على تعزيز خطوطها الدفاعية بوجه جائحة "كوفيد - 19" من خلال مدّها بمليارات الدولارات لجعل بناها التحتية، لاسيما منها المدارس والمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، أكثر مناعة ضدّ فيروس كورونا المستجدّ المسبّب لوباء "كوفيد - 19".
وكشفت وزيرة البنى التحتية والمجتمعات المحلية كاثرين ماكينا عن تفاصيل هذه الخطة أمس بعد أسابيع من المحادثات بين الحكومة الفدرالية وحكومات المقاطعات والأقاليم، وبعد سنوات من الانتقادات لحكومتها الليبرالية برئاسة جوستان ترودو على الوتيرة البطيئة في الإنفاق على البنى التحتية.
وبلغة الأرقام قالت ماكينا إنّ الحكومة ستوفّر أكثر من 3,3 مليارات دولار على وجه السرعة لمشاريع متصلة بمواجهة الجائحة يمكنُ المباشرةُ بتنفيذها دون تأخير. ويأتي هذا المبلغ من ضمن 33 مليار دولار وعدت بها حكومة ترودو في برنامجها المخصص للبنى التحتية في المقاطعات والأقاليم.
ويأتي الإعلان عن هذه الإجراءات فيما تستعد معظم المقاطعات لإعادة فتح مدارسها مطلع الشهر المقبل وتسعى لحماية سكانها من حالات تفشٍ جديدة لفيروس كورونا المستجدّ في مراكز الرعاية الطويلة الأمد، وهي دور فيها أشخاص مسنون غير قادرين على تدبّر شؤونهم بأنفسهم وسُجّلت فيها نسبة عالية من الوفيات بوباء "كوفيد - 19".
وبالتالي ترغب الحكومة الفدرالية في أن تستخدم المقاطعات والأقاليم مبلغ الـ3,3 مليارات دولار لإدخال تعديلات على المدارس والمستشفيات ودور الرعاية الطويلة الأمد تعززُ مناعتها بوجه انتشار فيروس كورونا المستجدّ، وأيضاً لتشييد مزيدٍ من الطرقات للدراجات الهوائية والمسارات المخصصة للمشي كي يتمكن المواطنون من الاستفادة من الطبيعة بكلّ أمان.
كما أنّ بإمكان المقاطعات والأقاليم استخدام هذا المال لتدعيم بناها التحتية ودفاعاتها ضدّ كوارث أُخرى كالفيضانات وحرائق الغابات.
ويجب أن تنجز المقاطعات مشاريعها قبل نهاية عام 2021، وللأقاليم مهلة إضافية مدتها سنة. ويجب ألّا تتخطى تكلفة المشروع الواحد 10 ملايين دولار.

وسط مونتريال وجسر فارغ يؤدي إليه في صورة من زمن الجائحة (Ivanoh Demers / Radio-Canada)
وفي إطار تمويلها للمشاريع الهادفة لتعزيز الدفاعات بوجه الجائحة، تغطي الحكومة الفدرالية 80% من تكلفة المشاريع التي توافق على تنفيذها في المقاطعات العشر وبنسبة 100% في الأقاليم الثلاثة. ووعدت الوزيرة ماكينا بتسريع عملية الموافقة على هذه المشاريع.
وفي العادة تغطي الحكومة الفدرالية ثلث تكلفة مشاريع البنى التحتية المقدَّمة من البلديات، ونصف تكلفة مشاريع المقاطعات، وثلاثة أرباع تكلفة مشاريع الأقاليم، بعد موافقتها على هذه المشاريع.
وقالت الوزيرة ماكينا إنّ على كلّ دولار تستثمره الحكومة الفدرالية في البرنامج الجديد أن يقوم بثلاث وظائف: الحفاظ على صحة الكنديين وسلامتهم، وإيجاد فرص عمل، ومواجهة التحديات الكبيرة "كالتغيرات المناخية وحالات عدم المساواة".
وعلى الحكومة الفدرالية الآن توقيع اتفاقيات مع كلّ واحدة من حكومات المقاطعات والأقاليم من أجل تعديل الاتفاقيات السابقة في مجال تمويل البنى التحتية.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إلى اليسار في حديث مع رئيس الاتحاد الكندي للبلديات بيل كارستن في أوتاوا في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 (Adrian Wyld / CP)
ورحّب الاتحاد الكندي للبلديات (FCM) بهذا الإعلان الجديد من قبل الحكومة، وحثّ رئيسُه بيل كارستن حكومات المقاطعات والأقاليم على التنسيق مع البلديات كي تتمكن من اتخاذ قرار بشأن الانضمام أو لا إلى هذا البرنامج الفدرالي.
وفي ردود الفعل الصادرة عن أحزاب المعارضة قال الناطق باسم الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، لشؤون البنى التحتية النائب تايلور باتشراتش إنّ الحكومة الليبرالية "تأخذ من بولس لتعطي بطرس"، مجادلاً بأنّ برنامج البنى التحتية بقيمة 33 مليار دولار لم يكن كافياً من الأساس، قبل حلول الجائحة، وأنّ أخذ المال منه لتمويل برامج بنى تحتية لمواجهة الجائحة سيحول بالتالي دون تلبية احتياجات أُخرى أساسية في مجال البنى التحتية.
ومن جهته رأى الناطق باسم حزب المحافظين لشؤون البنى التحتية النائب لوك بيرتولد أنّه كان ينبغي على الحكومة الليبرالية التحرّك قبل الآن في مجال دعم البنى التحتية لمواجهة الجائحة، وانتقدها بشدة لتباطؤها في تمويل مشاريع بنى تحتية على مرّ السنين.
ويُشكّل المحافظون المعارضة الرسمية في مجلس العموم بوجه حكومة الأقلية الليبرالية.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
كندا: ألبرتا تعوّل على الاستثمار في البنى التحتية لإنهاض اقتصادها
أوتاوا تبلغ المقاطعات أن تمويل البنى التحتية مشروط بالتنمية والمنافع البيئية
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.