أصبح التباعد الجسدي من سمات المرحلة الراهنة وهو من ضمن مجموعة الإجراءات الهادفة لمنع انتشار وباء "كوفيد - 19" (Charles Contant / Radio-Canada)

الإبقاء على إجراءات مواجهة الجائحة أمر حاسم لتجنيب كندا موجة جديدة منها

يؤكّد باحثون كنديون أنّ الإبقاء على الإجراءات المتخذة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجدّ المسبّب لجائحة "كوفيد - 19"، كاختبارات الكشف عن الفيروس وتعقب المصابين به والتباعد الجسدي والحجر الصحي الإلزامي، هو أمر حاسم من أجل تجنيب البلاد موجة جديدة من هذا الوباء.

"من دون تدخلات من هذا النوع ستعاود الجائحة الظهور، مع ما يعنيه ذلك من خطورة إغراق أنظمة الصحة العامة لدينا (بالمصابين بالفيروس)"، خلص الباحثون في دراسة نشرتها اليوم مجلة الجمعية الطبية الكندية (CMAJ).

وتُقدّم الدراسة بعض السيناريوهات وتقيّم تأثيرات هذه الأخيرة على عدد حالات الإصابة والوفاة الناجمة عن وباء "كوفيد - 19". والسيناريو الوحيد الذي يتيح لأنظمة الصحة العامة في المقاطعات الكندية أن تبقى قادرة على استيعاب المرضى هو ذاك الذي يبقي على كافة الإجراءات المتخذة حتى الآن لمواجهة الفيروس.

وإذا ما اعتُمد سيناريو الجهة المقابلة تماماً، أي إزالة كافة الإجراءات المتخذة حتى الآن، قد يُصاب ثلثا الكنديين، تحديداً 64,6% منهم، بالفيروس حسب واضعي الدراسة.

مدخل قسم الطوارئ في مستشفى "بيار بوشيه" في مدينة لونغُوي إلى الجنوب من جزيرة مونتريال في منطقة مونتي ريجي (Martin Thibault / Radio-Canada)

وإذا تم الاكتفاء بـ"تحسين استراتيجية الكشف عن الفيروس وعمليةِ تعقبه" تبلغ نسبة المصابين بالفيروس 0,4% من إجمالي السكان.

لكن بالرغم من أنّ هذه النسبة المئوية تبدو متدنية، سيكون مستحيلاً على النظام الصحي في كندا تحمّل هذا العدد الإجمالي من المصابين، يشرح واضعو الدراسة.

يُشار هنا إلى أنّ النسبة المئوية المذكورة أعلاه تمثل 152 ألفاً من إجمالي عدد سكان كندا البالغ 38 مليون نسمة.

وإذا ما أُضيف التباعد الجسدي إلى إجراءات السيناريو الأخير أعلاه تتراجع نسبة المصابين بالفيروس إلى 0,2% من إجمالي سكان كندا، ما يعني أنّ نظام الصحة العام سيكون قادراً على تحمّل هذا العدد من المصابين.

وبالتالي إنّ التباعد الجسدي وزيادةَ اختبارات الكشف عن الفيروس وتكثيفَ عمليات تعقب مسار المصابين به ومعرفة الأشخاص الذين تواصلوا معهم، كلّها معاً "تحافظ على إبقاء استخدام أسرّة المستشفيات ووحدات العناية الفائقة ضمن القدرة الاستيعابية للمستشفيات وتسمح بإزالة كافة حالات الوفيات تقريباً ووقف انتشار الوباء"، يقول واضعو الدراسة.

قاعة صف فارغة في إحدى المدارس الكندية (Anne-Louise Despatie / Radio-Canada)

وتحمل الدراسة تواقيع ثمانيةٍ من الباحثين في وكالة الصحة العامة في كندا.

الدكتورة فيكتوريا نغ هي من ضمن هؤلاء الباحثين وتطرقت إلى موضوع إعادة فتح المدارس من أجل وضع خلاصات الدراسة في سياقها.

"عندما تكون لدينا مستويات مرتفعة من العدوى المجتمعية مقرونة بالحدّ الأدنى من تدخلات هيئات الصحة العامة والتزامٍ ضعيف بإجراءات التباعد الجسدي، يكون لإغلاق المدارس تأثيرٌ متدنٍّ بالاشتراك مع التدخلات المشار إليها ولن يكون إغلاقها كافياً للسيطرة على الجائحة"، تقول الدكتورة نغ.

يُشار إلى تسجيل 288 حالة إصابة جديدة بوباء "كوفيد - 19" وحالة وفاة واحدة به في كندا في الساعات الـ24 الأخيرة.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

"كوفيد - 19": حكومة أونتاريو تدافع عن خطّتها لاستئناف العام الدراسي

"كوفيد - 19": جهود حكومية لتوفير أجهزة تنفّس ومعدات حماية لاحتياجات اليوم والغد

علماء الأوبئة يستعدون لموجة ثانية من "كوفيد - 19" قد تضرب في أيلول (سبتمبر)

فئة:صحة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.