أقنعة تنفّس واقية من فئة "ان 95" (Mladen Antonov / AFP)

“كوفيد – 19”: جهود حكومية لتوفير أجهزة تنفّس ومعدات حماية لاحتياجات اليوم والغد

لم تُشر الحكومة الفدرالية في إعلانها عن عقدٍ مع شركة "جنرال موتورز" لصناعة أقنعةٍ واقية إلى أنّ تسليم هذه الأقنعة سيتم على دفعات خلال العام المقبل.

وكذلك الأمر بالنسبة لقسم كبير من ملايين القفازات والملابس الواقية وليترات السوائل المعقمة لليديْن التي أوصت عليها الحكومة، فهو سيُسلَّم العام المقبل.

وهذه كلها جزء من طلبيات ضخمة أرسلتها الحكومة إلى عدة شركات بهدف تأمين معدات ولوازم الحماية لعاملي قطاع الصحة، لاسيما للذين يهتمون بالمصابين بوباء "كوفيد - 19".

يُذكر أنّ رئيس الحكومة جوستان ترودو تطرّق أمس في مؤتمره الصحفي اليومي إلى الإمدادات من معدات الحماية الفردية من الوباء، فقال إنّ حكومته أبرمت عقداً مع "جنرال موتورز" لصناعة 10 ملايين قناع طبي، مضيفاً أنّ عمّال عملاق صناعة السيارات بدأوا عملية الإنتاج وأنّ الدفعات الأولى من الأقنعة ستكون جاهزة قريباً، لكنه لم يذكر قيمة العقد ولا مدّته.

وبالرغم من أنّ معدات الحماية ولوازمها توزَّع على الجهات المعنية فور وصولها إلى كندا، وقد وصلت منها لغاية الآن حمولة 42 طائرة كما قالت الحكومة هذا الأسبوع، فواقع الحال هو أنّ العديد من الطلبيات التي وضعتها الحكومة لن تكون كافية لتلبية الطلب الكبير الناجم عن الجائحة.

وزيرة الخدمات العامة والمشتريات في الحكومة الكندية أنيتا أناند متحدثة في مؤتمر صحفي في أوتاوا في 16 نيسان (أبريل) 2020 (Adrian Wyld / CP)

وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الكندية هذا الأسبوع أشارت وزيرة الخدمات العامة والمشتريات في الحكومة الليبرالية أنيتا أناند إلى "عدم إمكانية التنبؤ بمسار انتشار الفيروس (كورونا المستجدّ المسبّب للوباء) في الأشهر المقبلة".

لذلك اختارت الحكومة وضع طلبيات من معدات الحماية ولوازمها "تفوق ما طلبته المقاطعات والأقاليم" الكندية، قالت أناند، "فإذا ما ضربت البلادَ موجةٌ ثانية (من الوباء) واحتجنا إلى أجهزة تنفس اصطناعي، على سبيل المثال، نكون مستعدين".

يُذكر أنه مع وصول الجائحة إلى كندا منتصف آذار (مارس) الفائت أصبح عدد أجهزة التنفس المتوفرة في البلاد مسألة مُلحّة. وكان قطاع الصحة، كما المواطنون العاديون، ينظر بقلق شديد إلى العواقب الكارثية للنقص في هذه الأجهزة على بلدان عديدة ضربها الوباء قبل كندا.

وسارعت المستشفيات وحكومات المقاطعات والحكومة الفدرالية إلى وضع طلبيات للحصول على أجهزة التنفس الاصطناعي. فهذا الجهاز هو أكثر المعدات الأساسية أهمية في علاج أكثر حالات وباء "كوفيد - 19" خطورة.

وطلبت الحكومة الفدرالية لغاية الآن نحواً من 30 ألفاً من هذه الأجهزة، لكن لم يصل منها بعد سوى 203 أجهزة.

ومن ضمن أجهزة التنفس الاصطناعي التي أوصت عليها الحكومة الفدرالية عشرةُ آلاف جهاز طلبتها من شركة "فكسوس" (Vexos) العالمية التي لديها مصنع في ماركام في مقاطعة أونتاريو. وستقوم "فكسوس" بصناعة هذه الأجهزة بالتعاون مع فريق الدكتور آرثر ماكدونالد، عالم الفيزياء الكندي الحاصل على جائزة نوبل في هذا المجال عام 2015.

جهاز تنفّس اصطناعي (John Minchillo / CP / AP)

وساهمت بشكل رئيسي إجراءاتُ التباعد الجسدي التي فرضتها السلطات في منع انهيار النظام الاستشفائي في كندا، كما قالت المسؤولة العليا عن الصحة العامة في كندا الدكتورة تيريزا تام هذا الأسبوع.

لكنْ في الوقت نفسه ساهم النقص في المعدات واللوازم الواقية في الانتشار الكارثي للوباء في مراكز الرعاية الطويلة الأمد للمسنين في البلاد.

ومن ضمن ما وثّقه الجنود الكنديون الذين أرسلتهم الحكومة الفدرالية إلى هذه المراكز الواقعة في مقاطعة أونتاريو، بناءً على طلب من حكومة المقاطعة لمساعدة العاملين فيها، هو كيف أنّ هؤلاء الموظفين خففوا من استخدام تلك المعدات، أو أساؤوا استخدامها. وأشار تقرير القوات المسلحة الكندية إلى أنّ هذا الأمر عائد في جزء منه إلى ندرة هذه المعدات وأسعارها.

وهنا يبرز السؤال: عند أي مستوى يمكن القول إنّ لدى كندا ما يكفيها من معدات الحماية؟

"بالنسبة لتحديد سقف لمعدات الحماية الشخصية، نواصل تحليل الوضع فيما نرى أن الطلب عليها يواصل الارتفاع"، تقول الوزيرة أناند.

وتنقل وكالة الصحافة الكندية عن شركة خاصة في أوتاوا قولها إنّ كندا ستحتاج العام المقبل إلى ما يزيد عن 3,3 مليارات قناعٍ واقٍ أُحادي الاستعمال.

ومن جهته يرى حزب المحافظين الذين يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم أنّ على الحكومة الليبرالية أن تكون أكثر وضوحاً في التفاصيل المتعلقة بكميات معدات الحماية التي تقوم بشرائها وبمصادرها.

وزير الابتكار والعلوم والصناعة في الحكومة الفدرالية نافديب سينغ باينز (أرشيف) / CBC

وأظهر النقصُ في معدات الحماية ولوازمها في كندا فجوات في سلاسل الإمداد تحاول الحكومة الفدرالية سدّها بتشجيع المصانع الكندية على تحويل جزء من إنتاجها لجهود مكافحة انتشار الجائحة.

وكان ترودو قد وجّه في آذار (مارس) الفائت نداءً إلى كافة الشركات الكندية كي تنتج ما تحتاج إليه البلاد من معدات الحماية ولوازمها. ولبّت النداء أكثر من 6300 شركة، حسب ما قاله وزير الابتكار والعلوم والصناعة في الحكومة الفدرالية نافديب باينز في مقابلة صحفية. وانضمت لاحقاً أكثر من 700 شركة إلى القائمة.

"ما نريد القيام به أساساً هو ليس فقط بناء قدرات محلية (لاحتياجات) اليوم، لكن نريد بناء قدرات (لاحتياجات) الغد أيضاً"، قال باينز.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

"كوفيد - 19": "أمور مقلقة" في مراكز رعاية المسنّين في أونتاريو

علماء الأوبئة يستعدون لموجة ثانية من "كوفيد - 19" قد تضرب في أيلول (سبتمبر)

كمامات مصنوعة بأنامل كندية عربية‎ ‎للوقاية من "كوفيد - 19"

ترودو يعد بالقيام باللازم لتجنّب إتلاف معدّات طبّيّة من مخزون كندا الوطنيّ

"كوفيد - 19": "كندا غوس" من المعاطف الشتوية إلى ملابس المستشفيات لمكافحة الفيروس

كندا: مِقصّات الخياطة تُعاون مباضع الجراحة في مواجهة "كوفيد - 19"

فئة:سياسة، صحة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.