عمّالٌ في قطاع البناء في مقاطعة كيبيك (أرشيف) / Radio-Canada

كيبيك: موجة ثانية محتمَلة من الجائحة تعني خسائر كبيرة للاقتصاد والمالية العامة

إذا ضربت الموجة الثانية المتوقَّعة من جائحة "كوفيد - 19" مقاطعةَ كيبيك بقوة هذا الخريف سيتحمّل اقتصادُ المقاطعة وخزينتُها العامة العواقبَ.

فعمليات التسريح الجماعي للموظفين قد تتوالى، وكذلك عمليات إغلاق المؤسسات، ما يلحق الأذى بمشروع حكومة كيبيك لإعادة إطلاق الاقتصاد، فيكون النزيف الذي بدأ في الربيع مع وصول الجائحة لم ينتهِ بعد، كما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الكندية.

وفي هذه الحال سيزداد الطلب على المساعدات التي تقدّمها الحكومة أكثر من أيّ وقت مضى، وسيكون الوقع على المالية العامة التي تأثرت سلباً بالموجة الأولى من الجائحة ملموساً بعد أن تراجع الاحتياط النقدي للمقاطعة.

لكن بالرغم من ذلك يحافظ وزير العمل في حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك ("كاك" - CAQ) جان بوليه على تفاؤله.

فبوليه، وهو عضو في لجنة الأولويات للنهوض الاقتصادي، أكّد اليوم أنّ حكومة فرانسوا لوغو جاهزة لكلّ الاحتمالات.

وزير العمل الكيبيكي جان بوليه (Ivanoh Demers / Radio-Canada)

لكنّ بوليه لا يخفي أنّ فصل الخريف قد يكون صعباً، إن بالنسبة لصحة الاقتصاد أو لصحّة المالية العامة.

"هل ستكون هناك عمليات تسريح جماعي (للموظفين)؟ نعم"، قال اليوم وزير العمل الكيبيكي ردّاً على سؤال حول توقعاته للخريف المقبل في مؤتمر صحفي عقده أساساً حول موضوع آخر.

وأضاف بوليه أنه يجب توقّع إغلاق مؤسسات عديدة أبوابها، لاسيما في قطاعات أكثر هشاشة من غيرها، من بينها الفنادق والمطاعم والسياحة والثقافة وبعض أقسام تجارة التجزئة والصناعاتُ الجوية، على حدّ قوله.

وأشار بوليه إلى أنّ بعض القطاعات ستظلّ متأثرة لفترة أطول بكثير من غيرها فيما ستشهد قطاعات أُخرى ازدهاراً في أعمالها.

وبالتالي سنرى قطاعات تسرّح عمّالاً فيما تعاني قطاعاتٌ أُخرى نقصاً في اليد العاملة.

ومنذ وصول الجائحة فقدت مقاطعة كيبيك 830.000 وظيفة قبل أن تبدأ استعادتها بشكل تدريجي، ولم يزل هناك 250.000 وظيفة لم يتم استعادتها بعد.

وكانت مقاطعة كيبيك تنعم قبل حلول الجائحة بمعدل بطالة متدنٍ للغاية، لدرجة بلوغ حالة العمالة الكاملة، فيما معدّل البطالة هو حالياً بحدود 9,5%.

صورة من الجو لمونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك الكندية وعاصمتها الاقتصادية (Tourisme Montréal)

وإذا تسببت موجة ثانية من الجائحة بأضرار اقتصادية واسعة في الأشهر المقبلة ستَلحق بالخزينة العامة أضرارٌ حتى أكبر منها.

"سيتوجب علينا اتخاذ إجراءات استثنائية تبعاً للأوضاع"، قال بوليه الذي ذكّر بأنّ الإمكانيات المالية للحكومة هي حالياً أقلّ بكثير مما كانت عليه في الربيع الفائت.

فأوّل موجة من جائحة "كوفيد - 19" استنزفت 6,6 مليارات دولار من الأموال العامة في كيبيك.

وفي حزيران (يونيو) الفائت قدّر وزير المالية الكيبيكي إريك جيرار العجز في الميزانية بـ14,9 مليار دولار، وأعلن عن وضع 4 مليارات دولار جانباً لتعويض تأثيرات موجة ثانية محتملة من جائحة "كوفيد - 19".

واليوم جدّد وزير العمل الكيبيكي التأكيد على أنّ حكومته ستكون حاضرة لمساعدة الأشخاص الذين قد يفقدون وظائفهم بسبب موجةٍ ثانية.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

الجائحة أفقدت كيبيك 450 ألف وظيفة في 4 أشهر، لكنّ النهوض متواصل

الإبقاء على إجراءات مواجهة الجائحة أمر حاسم لتجنيب كندا موجة جديدة منها

سوق العمل الكيبيكية المحتاجة لليد العاملة تسحب الشباب قبل إنهائهم الدراسة

فئة:اقتصاد، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.