في مقاطعة بريتيش كولومبيا يتزايد عدد الإصابات الجديدة بـ كوفيد-19 في صفوف الشباب دون الـ 40 من العمر الأمر الذي يشغل السلطات الصحية/ THE CANADIAN PRESS / GRAHAM HUGHE

المعضلة في إقناع جيل الشباب باتباع التدابير الوقائية الصحية

تعرب السلطات الصحية في مقاطعة بريتيش كولومبيا في الغرب الكندي عن قلقها من تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا في صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عاما، وهي فئة عمرية تسجل في الآونة الأخيرة ارتفاعا في عدد الإصابات بالجائحة. من هنا التشديد مؤخرا من قبل السلطات الصحية في المقاطعة المطلة على الهادي على تجنب التجمعات لا سيما في صفوف الشباب لدرء خطر تفشي العدوى سريعا.

حاورت هيئة الإذاعة الكندية حول هذا الموضوع  الاختصاصي في الطب النفسي البروفيسور المحاضر في جامعة فكتوريا في مقاطعة بريتيش كولومبيا في الغرب الكندي فريدريك غروزيه. يؤكد هذا الأخير الذي يدير أيضا مركزا للابحاث حول الشباب والمجتمع، بأنه من المهم جدا العمل على إشراك جيل الشباب في إيصال الرسالة.

ويلاحظ البروفيسور الكندي أن التكنولوجيا الرقمية لا يبدو أنها استطاعت أن تشغل الشباب وتغنيهم عن التواصل الجسدي مع أترابهم، فهذه التكنولوجيا العصرية التي كنا نتخيل أنها ستفي بالغرض في زمن الكورونا والحجر لم تستطع أن تملأ أوقات الشباب وحاجاتهم الاجتماعية.

يقول الاختصاصي النفسي:إن الجائحة أثبتت لنا بأن لا وسائل التواصل الاجتماعي ولا الانترنيت ولا الحاسوب استطاعوا أن يعوّضوا الشباب عن الاحتكاك الجسدي ومخالطة الأصدقاء.

يقول البروفيسور الكندي إنه لم يفاجىء بعدم اكتراث الشباب للتدابير الصحية الوقائية. ويرجع ذلك بشكل أساسي بحسب رأيه إلى حقيقة أنهم عانوا الكثير أثناء الحجر الصحي حيث لم يكن باستطاعتهم أن يجتمعوا بأصدقائهم والخروج معا لممارسة أنشطة تشكل لهم متعة قصوى.

أضف إلى ذلك كما يقول الاختصاصي الكندي أنه كانت هناك صعوبات على مستوى المدرسة والعمل والجو عموما الذي واكب تطورات تفشي الجائحة في كندا والعالم. 

يجد خبير الطب النفسي أنه في أي حال من الأحوال لا ينبغي توجيه اللائمة إلى الشباب. "لنتذكر جميعا يقول الدكتور غروزيه، فإن هؤلاء الشباب هم من جعلنا نعيش في زمن الخوف من استفحال أزمة الجائحة لأنهم هم من شغلوا الوظائف في محلات البقالة والمطاعم وكل مرافق الخدمات الأساسية في البلاد". 

في مطلع شهر ايار/مايو 2020 بدأ الكنديّون يخرجون للتمتّع بالطقس الجميل بعد أن خفّفت السلطات إجراءات الوقاية من الفيروس بصورة تدريجيّة/الصحافة الكندية:Justin Tan

يتابع الطبيب النفسي إن "استراتيجية التواصل ونقل المعلومات للشباب التي اعتمدتها سلطات المقاطعة لم تكن صحيحة ". في اعتقاده "أنه إذا أردنا أن يتخذ الشباب إجراءات وقائية لأنفسهم علينا أن نرسل إليهم رسالة بضرورة أن يقوموا بهذه الإجراءات من أجل المحافظة على حياة الآخرين. بمعنى أن نحّذرهم من أن عدم اكتراثهم بالتدابير الوقائية الصحية قد يؤدي إلى نقل العدوى إلى ذويهم ممن هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالجائحة. في هذه الحالة يخلص الطبيب الكندي يمكن أن نضمن تصرفا واعيا والتزاما من قبل الشباب".  

 

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)

روابط ذات صلة:

كوفيد-19: السلطات الصحيّة تحذّر من ذروة في عدد الحالات الخريف المقبل

بريتيش كولومبيا تدلي بدلوها في شأن تطبيق”إنذار كوفيد” الرقمي

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.