رئيس الحكومة جوستان ترودو ووزيرة المال كريستيا فريلاند في مجلس العموم في أوتاوا في 18-08-2020//Adrian Wyld/CP

رئيس الحكومة جوستان ترودو ووزيرة المال كريستيا فريلاند في مجلس العموم في أوتاوا في 18-08-2020//Adrian Wyld/CP

تعليق عمل البرلمان الكندي: أبعاده والتوقّعات

أعلن رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو تعليق عمل البرلمان حتّى الثالث والعشرين من أيلول سبتمبر المقبل، ما يتيح للحكومة التركيز على أجندتها في وقت ترخي قضيّة المنظّمة الخيريّة "وي تشاريتي" بثقلها على الساحةالسياسيّة في البلاد.

وطلب رئيس الحكومة من حاكمة كندا العامّة جولي باييت تعليق عمل البرلمان، ما يعني أنّ توقّف عمل اللجان البرلمانيّة، بما فيها لجنة المال التي تحقّق في قضيّة منح عقد من دون مناقصة لمنظّمة "وي تشاريتي".

وتلقي حاكمة كندا العامّة جولي باييت خطاب العرش بعد انتهاء فترة التعليق في 21 أيلول سبتمبر المقبل، مع افتتاح دورة برلمانيّة جديدة.

ماذا يعني تعليق عمل البرلمان:

ويؤدّي تعليق العمل إلى إنهاء كلّ الإجراءات أمام البرلمان، مع بعض الاستثناءات كما تنصّ عليه الإجراءات والممارسات المتّبعة في مجلس العموم .

وقد يستمرّ تعليق عمل البرلمان بضع ساعات أو بضعة أشهر، وتتوقّف أعمال مجلسَي العموم والشيوخ، ولكنّ الحكومة تستمرّ في السلطة ويحتفظ أعضاء مجلس العموم بمقاعدهم.

أعلن رئيس الحكومة جوستان ترودو تعليق البرلمان حتّى 23 أيلول سبتمبر 2020/(Adrian Wyld//CP

أعلن رئيس الحكومة جوستان ترودو تعليق البرلمان حتّى 23 أيلول سبتمبر 2020/(Adrian Wyld//CP

وتمّ تعليق البرلمان عام 2008 في عهد حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر.

ولجأ هاربر إلى هذا الإجراء لتجنّب التصويت على  حجب الثقة بحكومته من قبل أحزاب المعارضة.

وفي العام التالي، أثار تعليق البرلمان مدّة شهرين  موجة احتجاجات لأنّه أدّى إلى توقّف أعمال لجنة مجلس العموم التي كانت تحقّق بشأن تسليم سجناء يعتقلهم  الجيش الكندي في أفغانستان إلى الحكومة الأفغانيّة رغم علم مسؤولين كنديّين أنّهم يتعرّضون للتعذيب.

وتعهّد الحزب الليبرالي بزعامة جوستان ترودو في حملته الانتخابيّة عام 2015 بعدم اللجوء إلى تعليق عمل البرلمان كما فعل ستيفن هاربر لتجنّب ظروف سياسيّة صعبة كما قال الليبراليّون في حينه.

لكنّ رئيس الحكومة جوستان ترودو طلب بالأمس من حاكمة كندا العامّة جولي باييت تعليق البرلمان.

ويحدّد خطاب العرش الذي هو بمثابة البيان الوزاري، خطّة الحكومة للتعافي من جائحة كوفيد-19، كما يشكّل فرصة للتصويت على ما إذا كانت الحكومة تحظى بثقة مجلس العموم كما قال رئيس الحكومة..

رئيس الحكومة جوستان ترودو وزوجته صوفي غريغوار يحيط بهما مؤسّسا جمعيّة وي تشاريتي غريغ و مارك كيلبيرغر (أرشيف) ADRIAN WYLD/CP

رئيس الحكومة جوستان ترودو وزوجته صوفي غريغوار يحيط بهما مؤسّسا جمعيّة وي تشاريتي غريغ و مارك كيلبيرغر (أرشيف) ADRIAN WYLD/CP

"علينا أن نقرّ أنّ خطاب العرش الذي قدّمناه قبل ثمانية أشهر لم يَشِر إلى جائحة كوفيد-19، ولم يكن لديه تصوّر للواقع الذي نحن فيه اليوم": رئيس الحكومة جوستان ترودو.

وجاءت هذه التطوّرات في وقت يُجري مفوّض المناقبيّة ماريون ديون تحقيقا في قضيّة المنظّمة الخيريّة "وي تشاريتي".

فقد منحت الحكومة هذه المنظّمة عقدا من دون مناقصة، لإدارة برنامج مِنح دراسيّة للطلّاب لقاء قيامهم بأعمال تطوّعيّة.

وتربط المنظّمة علاقات وثيقة بعائلة رئيس الحكومة ووزير المال السابق بيل مورنو.

وألغت الحكومة العقد في وقت لاحق، ولكنّ الجدل استمرّ ودعت المعارضة إلى استقالة رئيس الحكومة ووزير المال.

وكانت الحكومة قد سلّمت قبل نحو أسبوعين مجموعة من الوثائق المرتبطة بالمنظّمة الخيريّة "وي تشاريتي" إلى لجنة المال في مجلس العموم.

وتسلّم أعضاء لجنة المال التابعة لمجلس العموم الوثائق  بعد ظهر أمس الثلاثاء.

وتدعم الوثائق ما تدّعيه الحكومة الكنديّة من أنّ موظّفين فدراليّين رفعوا توصية بمنح عقد إدارة المِنح الدراسيّة إلى "وي تشاريتي".

وتوحي الأوراق في الوقت عينه أنّهم رفعوا هذه التوصية تحت ضغط القادة السياسيّين.

وكانت اللجنة قد تسلّمت هذه الأوراق قبل نحو أسبوعين، ولم يتسلّمها أعضاء اللجنة إلّا بالأمس، لأنّ المستشار القانوني كان يدقّق فيها للتأكّد من عدم وجود ما ينتهك السريّة في مجلس الوزراء والحياة الخاصّة.

بيار بوالييفر المتحدّث اسم حزب المحافظين للشؤون الماليّة/Adrian Wyld / CP

بيار بوالييفر المتحدّث اسم حزب المحافظين للشؤون الماليّة/Adrian Wyld / CP

وكان رئيس الحكومة يأمل حسب وكالة الصحافة الكنديّة، أن يساهم تسليم هذه الوثائق في وضع حدّ للجدل المثار في قضيّة "وي تشاريتي".

وانتقدت المعارضة قرار تعليق عمل البرلمان، وقال أندرو شير زعيم المحافظين، حزب المعارضة الرسميّة في مجلس العموم في بيان،  إنّ رئيس الحكومة جوستان ترودو "يختبئ وسط الجدل السياسي".

وفي وقت يتطلّع الكنديّون إلى الاستقرار والرياد’ أعطاهم ترودو الفساد والفوضى والتستّر كما قال شير في بيانه.

واعتبر زعيم الحزب الديمقراطي الجديد  المعارض جاغميت سينغ أنّه من الخطأ تعليق البرلمان وسط الأزمة الاقتصاديّة والصحيّة في البلاد.

"لا ينبغي إرغام الكنديّين على أن يدفعوا ثمن فضائح جوستان ترودو": جاغميت سينغ زعيم الحزب الديمقراطيّ الجديد المعارض.

وأشار سينغ إلى مجموعة من القضايا تواجه الكنديّين، من بينها برنامج المساعدة الكنديّة الطارئة CERB PCU، وتعويضات البطالة، وخطّة العودة الآمنة إلى المدارس، وهي كلّها قضايا قد يرغب الديمقراطيّون الجدد في أن يتطرّق إليها خطاب العرش.

وصباح اليوم، عقد  بيار بوالييفر المتحدّث باسم حزب المحافظين للشؤون الماليّة  ومايكل باريت المتحدّث باسم الحزب للشؤون الأخلاقيّة مؤتمرا صحفيّا في أوتاوا، أكّدا خلاله أنّ الحكومة تعمل على التستّر في قضيّة وي تشاريتي.

وأشار بوالييفر إلى الوثائق التي تسلّمتها اللجنة الماليّة التابعة لمجلس العموم التي تحقّق في قضيّة المنظّمة الخيريّة.

وأبرز بوالييفر وباريت الوثائق التي سلّمتها الحكومة إلى لجنة التحقيق، والتي أعيد تنقيحها على نحو مهمّ.، وتحدّثا عن محاولة للتستّر من قبل الحكومة.

"من الواضح أنّ لدى جوستان ترودو ما يخفيه. ولا يريد أن يعرف الكنديّون ما تتضمّنه الوثائق ، ولهذا السبب أغلق التحقيق البرلماني بشأنها": بيار بوالييفر المتحدّث باسم المحافظين للشؤون الماليّة.

وإسقاط الحكومة ليس في أولويّات المحافظين كما قال بوالييفر بل في مساءلتها وفي كشف حقيقة ما حدث في قضيّة المنظّمة الخيريّة "وي تشاريتي".

" يرغب ترودو في إجراء انتخابات قبل الكشف عن الحقيقة، لكنّ المحافظين يريدون أن تعرف كندا الحقيقة قبل أن تذهب إلى التصويت": بيار بوالييفر المتحدّث باسم المحافظين للشؤون الماليّة

ويشار إلى أنّ حزب المحافظين ينتخب زعيما جديدا يوم الأحد المقبل خلفا لأندرو شير الذي استقال من زعامة المحافظين في كانون الأوّل ديسمبر 2019، وعزا الاستقالة لأسباب عائليّة
وجاءت استقالته بعد شهرين من الانتخابات التشريعيّة الفدراليّة التي أسفرت عن فور الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الحكومة جوستان ترودو بالسلطة لولاية ثانية.

(وكالة الصحافة الكنديّة/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كندا : تعديل وزاري مُصغّر وتعليق عمل البرلمان

كريستيا فريلاند أوّل سيّدة وزيرة للمال خلفا للوزير المستقيل بيل مورنو

كندا: لجنة المال تتلقّى وثائق تتعلّق بقضيّة “وي تشاريتي”

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.