يفيد استطلاع جديد للرأي أنّ سكّان مقاطعة كيبيك كانوا أقلّ ميلاً من سائر الكنديين في تكوين انطباع سلبي عن الزعيم الجديد لحزب المحافظين الكندي (PCC - CPC) إرين أوتول.
فقد جاء في نتائج استطلاع أجرته مؤسسة "ليجيه" بالتعاون مع "جمعية الدراسات الكندية" (ACS - AEC) أنّ الزعيم الجديد لحزب المعارضة الرسمية في مجلس العموم أعطى انطباعاً سيئاً لـ12% من الناخبين الكيبيكيين، مقارنةً بـ20% لدى ناخبي سائر المقاطعات الكندية.
ومردّ هذا الفارق من 8 نقاط مئوية هو أنّ نسبة الكيبيكيين الذين لا يعرفون أوتول، أو لا يعرفون عنه سوى القليل، تفوق النسبة لدى سائر الكنديين.
فقد قال 54% من المُستطلَعين في مقاطعة كيبيك إنهم لا يعرفون عن أوتول ما يكفي ليجيبوا على أسئلة تتعلق به، وقال 13% آخرون إنهم لم يسمعوا به مطلقاً. أما في سائر كندا فهاتان النسبتان بلغتا 51% و8% على التوالي.

لوغو حزب المحافظين الكندي (Nathan Denette / PC)
"ليس هناك من وقعٍ لأوتول بعد لأنّه بالنسبة لمعظم الكنديين لا يزال السؤال هو ’’إرين مَن؟‘‘"، يقول نائب الرئيس التنفيذي لدى "ليجيه"، كريستيان بورك، في مقابلة هاتفية مع وكالة الصحافة الكندية.
وعلى سبيل المقارنة قال 21% من المُستطلَعين في كيبيك كما في سائر كندا إنّ لديهم رأياً إيجابياً عن أوتول الذي انتخبه المحافظون في 23 آب (أغسطس) الفائت زعيماً لهم خلفاً لأندرو شير الذي استقال من منصبه على خلفية نتائج الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرة.
وعلى الصعيد الجندري قال 27% من الرجال المُستتطلَعين إنّ لديهم رأياً إيجابياً عن أوتول مقابل 16% فقط من النساء المُستطلعات.
ولا يفاجئ هذا الفارق بورك. فلطالما شكّل الناخبون من النساء وجيل الشباب تحدياً للمحافظين، وبغضّ النظر عمّن هو زعيم الحزب، يلفت بورك.
لكنّ بورك يشير إلى أنّ أوتول نجح، منذ أن انتُخب زعيماً للمحافظين، في التمايز عن سلفه شير، إذ أكّد بشكل واضح أنه يؤيّد الحقّ في الإجهاض وأيضاً زواجَ مثليي الجنس.

زعيم حزب المحافظين الكندي أندرو شير ملقياً خطاباً في تورونتو في 28 أيار (مايو) 2019 (Cole Burston / CP)
وموقف أوتول الداعم لحرية الاختيار (pro-choice) في موضوع الإجهاض يُشجّع 44% من المُستطلَعين على الاقتراع لصالح المحافظين في الانتخابات المقبلة.
وفي النتائج اللافتة أيضاً قال 51% من ناخبي حزب المحافظين إنهم أكثر ميلاً من السابق لدعم الحزب منذ انتخاب أوتول زعيماً، فيما قال 52% من ناخبي الكتلة الكيبيكية (BQ) و49% من ناخبي الحزب الديمقراطي الجديد (NPD - NDP)، اليساري التوجه، و39% من ناخبي الحزب الليبرالي الكندي (PLC - LPC) الحاكم بقيادة جوستان ترودو إنّه باتت لديهم نظرة جديدة إلى حزب المحافظين.
"نرى أنّ هذا الجانب (موقف أوتول الداعم لحرية الاختيار) هو أكثر ما يُطمئن ناخبي الأحزاب السياسية الأُخرى بشأن أوتول. وما يسترعي الاهتمام هو أنّ هذا الأمر يشرح جزئياً، بعد سنة تقريباً، لماذا لم يتمكّن شير من الفوز"، يقول بورك في إشارة إلى خسارة المحافظين بقيادة شير الانتخابات الفدرالية العامة التي جرت في 21 تشرين الأول (أكتوبر) 2019 والتي عاد الليبراليون إلى السلطة بموجب نتائجها ولكن بحكومة أقلية.

زعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه (Radio-Canada)
لكنّ هذا الحماس لأوتول يتلاشى في كيبيك عندما يُسأل المستطلَعون في هذه المقاطعة رأيهم بشأن وعد الزعيم الجديد للمحافظين ببناء أنابيب نفط على امتداد كندا، فيقول 16% منهم فقط إنهم أكثر ميلاً لانتخاب المحافظين فيما يقول 29% آخرون إنهم أقلّ ميلاً لانتخابه.
ويزداد الفارق عندما يُطرح السؤال على ناخبي الكتلة الكيبيكية الذين يسعى أوتول لكسب أصواتهم، فيقول 9% منهم فقط إنهم أكثر ميلاً لانتخاب المحافظين بقيادته في ظلّ وعده ببناء أنابيب النفط فيما يقول 37% آخرون إنهم أقلّ ميلاً لانتخابه.
"وهذا عنصر قد يُلحق الأذى بالمحافظين في مقاطعة كيبيك بنسبة كبيرة"، يرى بورك.
وتنتمي الكتلة الكيبيكية ليسار الوسط وتدعو منذ تأسيسها عام 1990 لاستقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية، ولا تقدّم مرشحين سوى في المقاطعة المذكورة، الوحيدة ذات غالبية ناطقة بالفرنسية بين مقاطعات كندا العشر. وللكتلة 32 مقعداً في مجلس العموم من أصل 78 مقعداً هي حصة كيبيك في المجلس.
وشمل الاستطلاع 1521 كندياً بالغاً وأجرته "ليجيه" على الإنترنت، الأمر الذي لا يتيح احتساب هامش خطأ نظراً لكون العيّنة المستطلَعة غير احتمالية.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
استطلاع: انتخاب أوتول زعيماً للمحافظين قد لا يغيّر شيئاً في نوايا التصويت
زعيم المحافظين الجديد إرين أوتول يريد توحيد حزبه وإظهار أنّ "ترودو يُضعف كندا"
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.