الجالية اللبنانيّة في كندا متضامنة مع أبناء الوطن الأم/Myriam Eddahia / Radio-Canada

الجالية اللبنانيّة في كندا متضامنة مع أبناء الوطن الأم/Myriam Eddahia / Radio-Canada

انفجار مرفأ بيروت وتداعياته على الصحّة النفسيّة

ترك الانفجار المدمّر الذي هزّ مرفأ بيروت في الرابع من آب أغسطس بصماته المؤلمة على البشر والحجر.

وقضى الانفجار على أجزاء من العاصمة اللبنانيّة، وأوقع نحوا من 200 قتيل و6 آلاف جريح، و300 ألف مشرّد،  ودمّر منازل ومتاجر ومستشفيات ومدارس.

وزاد الانفجار من حدّة الازمة، بل الأزمات العديدة، السياسيّة والاقتصاديّة والماليّة والأمنيّة التي يعانيها وطن الأرز.

وهنا في كندا، يتابع الكنديّون اللبنانيّون بكثير من الحزن والقلق أخبار الوطن الأمّ، ودعوا كندا إلى مساعدة لبنان في هذه المرحلة الصعبة التي يجتازها.

وينظّمون مظاهرات دعم لأهلهم و كذلك حملات جمع تبرّعات لمساعدة المنكوبين.

انفجار بيروت واضطرابات ما بعد الصدمة عنوان محاضرة افتراضيّة تنظّمها في مونتريال الكاتبة والصحفيّة الكنديّة اللبنانيّة لميا شارلوبوا يوم الجمعة.

ويشارك فيها أخصّائيَون في علم النفس من كيبيك وكندا ولبنان، يتفاعلون مع المشاركين ويجيبون عن أسئلتهم.

تقول لميا شارلوبوا إنّها رغبت في تنظيم محاضرة حول الصحّة النفسيّة لأنّ المعاناة كبيرة بسبب الأزمة غير المسبوقة التي أدّى إليها تفجير المرفأ،  التي فاقت مآسيها والصدمة التي أحدثتها كلّ ما عاشه اللبنانيّون من ويلات خلال سنوات الحرب.

وتتيح المحاضرة الافتراضيّة التي تنظّمها ويشارك فيها عدد من علماء النفس لكلّ من يودّ، التعبير عن مشاعره وطرح الأسئلة دون حرج أو تردّد، لأنّ النفس كما الجسد، بحاجة للعلاج في حالات كهذه تقول الكاتبة والصحفيّة وأخصائيّة العلاقات العامّة لميا شارلوبوا.

 القسم العربي في راديو كندا الدولي يستضيف اليوم كلّا من لميا شارلوبوا الكاتبة والصحافيّة وأخصائيّة العلاقات العامّة، و نايلة عوض عالمة النفس وعضو نقابة علماء النفس الكيبيكيّة، ومن بيروت عالمة النفس وردة بوضاهر.

وتقول عالمة النفس وردة أبو ضاهر إنّ انفجار المرفأ حدث في وقت يعاني فيه اللبنانيّون أزمات  عديدة اقتصاديّة وصحيّة بسبب جائحة كورونا.

وكان وقع الصدمة كبيرا كما يمكن ملاحظته لدى التجوّل في شوارع بيروت، وفي أيّ منطقة من لبنان.

ويزيد من الطين بلّة الحرائق التي اشتعلت وغموض التحقيق في الانفجار وعدم قيام السلطات بما يطمئن الناس.

و اللجوء إلى العلاج النفسي يُعتبر أحيانا من المحظورات، التابو ، في المجتمعات العربيّة بالإجمال، لكنّها لمست رغبة لدى اللبنانيّين في تجاوز المحظور لأنّ ما حدث فاق قدرتهم على التحمّل.

عالمة النفس وردة عواضة (إلى اسفل تليسار) وعالمة النفس د. نايلة عواصة ( إلى أسفل اليمين) و الكاتبة والصحفيّة والمحاضِرة  وأخصائيّة العلاقات العامّة لميا شارلوبوا

وتقول د. نايلة عواضة عضو نقابة علماء النفس في كيبيك إنّ الشعور بالذنب طبيعي  من وجهة نظر نفسيّة في هذه الحالات.

والعوارض طبيعيّة و الانفجار الذي حصل غير طبيعي كما تقول، خصوصا أنّه تزامن مع أزمة عميقة يعانيها لبنان واللبنانيّون.

والشعور بالذنب طبيعيّ أيضا لدى أبناء الجالية، لأنّهم قريبين بالقلب  وبعيدين بحكم الجغرافيا عن الوطن الأمّ.

وتلاحقهم الأخبار أينما كانوا، عبر وسائل الإعلام وأيضا  وبصورة أخصّ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتزيد من حزنهم والكآبة، ومن هنا الحاجة للدعم النفسي كما تقول لميا شارلوبوا.

ورغم بعض الاختلاف في وجهات النظر بين أبناء الجالية، إلّا أنّهم برهنوا عن تضامن لا مثيل له في مساعدة لبنان وجمع التبرعات للمنكوبين كما قالت.

و روح التضامن تجلّت أيضا في لبنان بعد الإنفجار المدمّر  علما أنّ حبّ مساعدة الآخر موجود لديهم كما قالت عالمة النفس وردة عواضة.

وخلافا لما اعتقده البعض، لم يمنعهم هول المأساة من الخروج للمساعدة، وكان للتضامن وقع إيجابي على الصحّة النفسيّة  وعلى المشاعر، دون أن يتخلّى اللبنانيّون عن حقّهم الأساسي كما تقول .

وعبّروا عن استعدادهم للمضيّ قدما في جهودهم ومحاسبة الذين تسبّبوا في وصولهم إلى هذه الحال.

وتقول د. نايلة عواضة إنّ النظرة الإيجابيّة إلى الأمور تساعد نفسيّا، والتفكير الإيجابي يعقب التعبير بصورة طبيعيّة عن المشاعر.

وأبناء الجالية اللبنانيّة شعروا بالعجز عن المساعدة في البداية تحت هول الصدمة، وتغلّبوا على مشاعرهم وباشروا مبادرات المساعدة باندفاع وبالتعاون مع الصليب الأحمر الكندي.

وأشارت لميا شارلوبوا إلى الدعم الذي قدّمته  الحكومة الكنديّة والشعب الكندي للبنان واللبنانيّين، وموجة التعاطف التي عبّروا عنها للجالية اللبنلنيّة الكبيرة العدد والمتجذّرة في المجتمع الكندي.

والتضامن الدولي مع لبنان مهمّ كما تقول عالمة النفس وردة أو ضاهر لأنّ اللبنانيّين بحاجة لأن يؤمنوا بوجود دولة، ولم تمنحهم دولتهم شعورا بأنّها موجودة كما تقول وردة بوضاهر.

وممّا زادهم عزما وقوّة، أنّ هذه الدول قدّمت مساعداتها لجمعيّات خيريّة ومنظّمات إنسانيّة تعمل على الأرض، ولم تقدّمها للدولة  كما قالت.

 وأعطاهم الدعم الدولي الأمل وبأنّ ما يعيشونه هو أبعد من حقوق مهضومة وخطر يعيشون فيه، وأنّ هناك جريمة تُرتكب بحق الإنسانيّة كما قالت عالمة النفس وردة بوضاهر.

ونصحت عالمة النفس د. نايلة عوض كلّ من يعلني  نفسيّا من مأساة الانفجتر المدمّر للتعبير عن مشاعرهم، حتّى ولو اختلفت من يوم إلى آخر، لأنّ هذا طبيعي، وما حصل في بيروت في الرابع من آب غير طبيعي.

روابط ذات صلة:

لبنان : ذهول بعد الانفجار الكارثي في المرفأ والسلطة أعلنت حالة الحداد

كندا تقف عند الذكرى المئوية للبنان الكبير وتجدّد الدعوة لإصلاح مؤسساته

كنديون لبنانيون يطالبون كندا بتعزيز دورها في لبنان “كبلد صديق” ودعمه في النهوض

وزير الخارجية الكندي يصل إلى لبنان المنكوب في زيارة تضامنية مع شعبه

فئة:دولي، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.