يتأفّف الكنديّون أحيانا من عبء الضرائب المفروضة على كاهلهم، ويتساءلون إن كانت الضرائب التي يدفعونها مرتفعة.
ويختلف الخبراء في الإجابة عن السؤال، لا سيّما أنّ هناك مستوين من الضرائب، الفدراليّة التي تفرضها أوتاوا، والمحليّة التي تفرضها حكومات المقاطعات.
وإذ يطلب البعض من الحكومة خفض العبء الضريبي، إلّا أنّ مجموعة من شباب جيل الألفيّة الميسوري الحال سبحوا عكس التيّار، وطلبوا زيادة الضرائب المفروضة عليهم.
وتنشط في هذا السياق مجموعة ريسورس موفمنت ResourceMouvement التي تضمّ نحوا من 200 شاب ما بين الثامنة عشرة والأربعين من العمر من ميسوري الحال والأغنياء.
و تتوسّع المجموعة التي تسعى لردم الهوّة بين الأغنياء وباقي الكنديّين.

أعضاء في مجموعة موفمنت ريسورس التي تدعو إلى زيادة الضرائب على الكنديّين الأكثر ثراء/Submitted by Resource Movement
ويدعو أعضاؤها إلى فرض ضريبتين جديدتين، الأولى "ضريبة الثروة" على أغنى 10 بالمئة من الكنديّين، والثانية "ضريبة الميراث" على أعلى 10 بالمئة من العقارات قيمة.
"ضريبة على الثروة لن يكون لها تأثير على حياتي. فلم لا؟ لن يذرف أحد دمعة إن كان عليّ أن أعطي جزءا من ميراثي": كلير تروتييه من مونتريال عضو ريسورس موفمنت.
وتضيف تروتييه أستاذة علم الأحياء الدقيقة في جامعة ماكغيل إنّها كانت محظوظة، وتابعت دراستها في مدرسة خاصّة ولم تقلق يوما لتسديد فواتيرها أو إيجار مسكنها.
وقدّمت مجموعة ريسورس موفمنت مبلغ 450 ألف دولار لجمعيّات العدالة الاجتماعيّة، و قدّمت كذلك مساعدات على مستوى القاعدة الشعبيّة لمرض كوفيد-19، من خلال تبرّعات جمعتها منذ تأسيسها عام 2015.

باتريك لوبلون الأستاذ في جامعة أوتاوا يستبعد أن تدرّ الضريبة على الثروة العائدات المأمولة/Simon lasalle/ Radio-Canada
وكانت المجموعة بصدد الإعداد لحملة تستهدف نظام الضرائب الكندي قبيل موعد الإعلان عن موازنة الحكومة الفدراليّة في آذار مارس، لكنّ الإعلان تأجّل بسبب جائحة كوفيد-19.
ونشرت ريسورس موفمنت شريط فيديو على موقعها الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، تطالب فيه الحكومة بفرض "ضريبة على ثروتي" و"ضريبة على ميراثي".
وتمتلك أ 10 بالمئة من أكثر العائلات الكنديّة ثراء 56،7 بالمئة من ثروة كندا، تتجاوز قيمتها 6،6 تريليون دولار حسب تقرير فدرالي صدر عن المدير البرلماني للموازنة في حزيران يونيو الماضي.
بالمقابل، يمتلك 40 بالمئة من الطبقة الأكثر فقرا 1،1 بالمئة من الثروة تُقدَّر قيمتها بـ1،23 مليار دولار.
وتقول ريسورس موفمنت إنّ ضريبة على الثروة تدرّ 9 مليارات دولار للخزينة، وتساعد في تمويل مساكنبأسعار مقبولة، وفي تأمين الدواء وعلاج الأسنان للجميع.
ويقول أحد الأعضاء، دانيال بواييه، إنّ في كندا ثروة هائلة لا تصل الحكومة إليها، وبإمكان المجتمع الذي هو بحاجة لها، أن يستخدمها على نحو بنّاء.
من جهة أخرى، يستبعد باتريك لولوتن أستاذ الشؤون الاجتماعيّة والدوليّة في جامعة أوتاوا أن تدرّ الضريبة على الثروة العائدات التي يأمل بها البعض.
وهناك سبل أخرى يسهل تطبيقها كما يقول لوبلون، من بينها معالجة كلّ المداخيل بالطريقة نفسها، بدءا بالمكاسب الرأسماليّة.
(راديو كندا/ سي بي سي / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.