الانفجار المدمّر في مرفأ بيروت غيّر م العديد من أحيئاء المدينة وتسبّب بدمار هائل/Mohamed Azakir/Reuters

الانفجار المدمّر في مرفأ بيروت غيّر م العديد من أحيئاء المدينة وتسبّب بدمار هائل/Mohamed Azakir/Reuters

بيروت ما بعد انفجار المرفأ: الترميم في مرحلة ما بعد الصدمة

ترك الإنفجار المدمّر الذي هزّ مرفأ بيروت في الرابع من آب أغسطس بصماته الأليمة على البشر والحجر، ودمّر  مستشفيات ومدارس ودور عبادة و بيوتا وقصورا ومبان أثريّة وأحياء تراثيّة تزخر بها العاصمة اللبنانيّة ، وتجمع بين فنّ المعارة القديم والحديث.

واليوم، وبعد مرحلة الطوارئ التي تلي عادة الكوارث والصراعات، تسعى بيروت للملمة جراحها واستعادة رونقها ووجها الجميل الذي تشوّه بفعل الانفجار.

ومن الغنيّ عن القول إنّ إعادة ترميم ما تهدّم وبناء ما تدمّر  تتطلّب الكثير من الوقت والمال، ولا يمكن تنفيذها من دون المساعدات الدوليّة التي يحتاجها لبنان.

فقد وقع الانفجار في وقت يعاني فيه بلد الأرز مجموعة أزمات، سياسيّة واقتصاديّة وماليّة واجتماعيّة، وفي ذكرى مرور مئة عام على قيام دولة لبنان الكبير.

القسم العربي يستضيف  اليوم فاتن قيقانو، الأخصّائيّة ف الدراسات حول سياسات استقبال اللاجئين ومرشّحة الدكتوراه في جامعة مونتريال وهي أيضا عضو في مجموعة بحث في الجامعة حول إعادة الإعمار بعد الكوارث والحروب.

وشاركت فاتن قيقانو في ورشات إعادة الإعمار في سوريا، وهي على تواصل مع جمعيّات غير ربحيّة في لبنان، تعاونت في تبادل الخبرات والمعلومات معها.

وتتحدّث فاتن قيقانو  عن سلبيّات وإيجابيّات في الوضع على الأرض، في مجتمع يعاني أصلا  صعوبات اقتصاديّة واجتماعيّة كبيرة. 

وتشير إلى أنّ المفوضيّة العليا للاجئين قسمت  الأحياء المدمّرة في العاصمة اللبنانيّة  إلى مناطق، يشرف الجيش على إعاما الإعمار والترميم فيها.

وتحدّد فاتن قيقانو الإيجابيّات في موجة التضامن والتكاتف  التي يشهدها لبنان في مرحلة ما بعد الكارثة، على الصعيد الداخلي، وأيضا من قبل  المجتمع الدولي، والتعاطف مع الصليب الأحمر اللبناني الذي ينشط على الأرض.

ومن الإيجابيّات أيضا، أنّ اللبنانيّين يستأنفون شيئا فشيئا حياتهم اليوميّة، ويقومون بمشاريع مختلفة.

لكنّ السلبيّات كبيرة، وفي طليعتها غياب الحوكمة، وازواجيّة أحيانا  في عمل المنظّمات المحليّة، لأنّ البعض منها غير مسجّل مع الوكالات الدوليّة.

والمنظّمات غير الربحيّة، ورغم العمل المهمّ الذي تقوم بها، غير قادرة على مواجهة الأوضاع غير المسبوقة التي يعيشها لبنان،  و يحصل أن تتلقّى أحيانا مساعدات  عينيّة من الخارج قد لا تكون بحاجة لها.

ومن السلبيّات أيضا، غياب  رؤيا شاملة لإعادة الإعمار، ، بالإضافة إلى أنّ المباني المدمّرة كليّا لا تلقى الاهتمام  و تتصعب إعادة إعمارها في غياب إطار قانوني.

وتشير مرشّحة الدكتوراه في جامعة مونتريال فاتن قيقانو إلى أهميّة الحفاظ على النسيج الاجتماعي، وتجنّب التغيير الديمغرافي الذي يحصل عادة بعد الكوارث والنزاعات.

ومن المهمّ كما تقول، الإفادة من إعادة الإعمار من أجل "بناء الأفضل" ، وإشراك أصحاب المنازل والمباني  في العمليّة والأخذ بآرائهم، ،  والتركيز على مساعدة السكّان وأصحاب الأعمال الصغيرة الذين فقدوا مورد رزقهم، وتدريب الشباب على مهن، للمساهمة في خفض معدّل البطالة في أوساطهم.

وتقول مرشّحة الدكتوراه فاتن قيقانو في ختام حديثها للقسم العربي إنّ  الحديث عن طائر الفينيق و "بيروت يللّي ما بتموت" إيجابي ، ولكنّ ثمّة علامة استفهام مطروحة حول إعادة الإعمار وإن كانت تجري على أسس متينة، وإن كانت مرونة اللبنانيّين جيّدة أم أنّها قد تنعكس سلبا عليهم.

روابط ذات صلة:

فريق عمل كندي معني بلبنان لدعم الخدمات القنصلية وللمعالجة السريعة لمسائل الهجرة

كندا تعرب عن تضامنها مع لبنان والكنديين من أصل لبناني وهي “مستعدة للمساعدة”

استمرار وصول المساعدات إلى لبنان والجالية اللبنانيّة متضامنة مع الوطن الأمّ

لبنان : ذهول بعد الانفجار الكارثي في المرفأ والسلطة أعلنت حالة الحداد

فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.