بعد يوم على نجاة الحكومة الكنديّة برئاسة جوستان ترودو من تصويت على الثقة في مجلس العموم أمس الأربعاء، قدّم حزب المحافظين بزعامة إرين أوتاوا مذكّرة جديدة اليوم يُحتمل أن تفتح الباب على انتخابات مبكّرة في البلاد.

ذلك أنّ الحكومة الليبراليّة هي حكومة أقليّة، وتحتاج في أيّ تصويت على الثقة، لدعم أحد أحزاب المعارضة لتجنّب السقوط.

"نريد أن نوفّر للحكومة فرصة العمل مع كلّ الأحزاب، وتحسين مقاربتها والتصرّف بشفافية": زعيم حزب المحافظين المعارض إرين أوتول.

وأضاف أوتول في حديثه للصحفيّين صباح اليوم أنّ مقاربة الحكومة للجائحة بحاجة للمراجعة، وشجب قرارها  بإرسال شحنة من معدّات الوقاية الشخصيّة إلى الصين في شباط فبراير الفائئت،

ويوم أمس، صوّت الحزب الديمقراطي الجديد بزعامة جاغميت سينغ  وحزب الخضر بزعامة أنامي بول لدعم الحكومة في مذكّرة رفعها حزب المحافظين يدعو فيها إلى إنشاء لجنة تحقيق خاصّة بشأن إدارة الحكومة لقضيّة "وي تشاريتي".

فقد منحت الحكومة عقدا للجمعيّة لإدارة برنامج المنح الدراسيّة للطلّاب لقاء قيامهم بأعمال تطوّعيّة، دون إجراء مناقصة رغم أنّ لديها روابط وثيقة مع والدة رئيس الحكومة وشقيقه، وتمّ إلغاء العقد المثير للجدل فيما بعد.

وانتقدت أحزاب المعارضة رئيسَ الحكومة جوستان ترودو لأنّه حوّل التصويت على المذكّرة إلى تصويت على الثقة بحكومته، معرّضا بذلك البلاد إلى احتمال الدخول في انتخابات تشريعيّة مبكّرة.

وانتهز حزب المحافظين اليوم الثاني المخصّص للمعارضة في مجلس العموم ، ودعا زعيمه إرين أوتول الحكومة  في مذكّرة لجنة المال إلى إجراء تحقيق معمّق بشأن مجموعة من القضايا المتعلّقة بمقاربة الحكومة لجائحة كوفيد-19.

مذكّرة حزب المحافظين تطلب عددا كبيرا من الوثائق :

والمذكّرة واسعة للغاية وتطلب عددا من الوثائق كبيرا لدرجة قد تدفع الليبراليّين للقول إنّ من شأن إقرارها أن يشلّ عمل الحكومة، وهي الحجّة نفسها التي لجأت إليها الحكومة عند تقديم المحافظين مذكّرتهم الأولى.

وتطرح المذكّرة الكثير من التساؤلات بشأن إدارة حكومة جوستان ترودو للجائحة، من بينها تتبّع حالات الإصابة والبطء في الموافقة على اختبارات الكشف السريع عن فيروس كورونا المستجدّ و تداعيات اعتماد الحكومة على إرشادات منظّمة الصحّة العالميّة التي تسبّبت في تأخير فرض القيود على السفر وارتداء الكمامة.

كما تطالب بالتحقيق في استراتيجيّة الاتّصال التي اعتمدتها وكالة الصحّة العامّة والإغلاق الجزئي لنظام الإنذار المبكّر لشبكة استخبارات الصحّة العامّة العالميّة فضلا عن التحويلات الماليّة من أوتاوا لقطاع الصحّة في المقاطعات وما إذا كانت كافية لمواجهة الجائحة.

ويأمر حزب المحافظين الذي يشكّل المعارضة الرسميّة في مجلس العموم في مذكّرته الحكومة الكنديّة بنشر كافّة السجلّات المتعلّقة بفريق العمل حول لقاح كوفيد-19، واللجان الفرعيّة وخطّة توزيع لقاح محتمل، ورسائل البريد الإلكتروني وسجلّات مجموعة من الأقسام الحكوميّة، من بينها وكالة الصحّة العامّة ومكتب رئيس الحكومة.

وقالت  ميشال رامبل غارنر عضوة مجلس العموم والمتحدّثة باسم حزب المحافظين لشؤون الصحّة إنّ المذكّرة هي على الأرجح أهمّ شيء يمكن أن يتعامل معه البرلمان اليوم، "وهي الطريقة التي نتقدّم من خلالها كدولة في مقاربة أزمة كوفيد-19.

ورغم أنّ المذكّرة مطروحة اليوم على النقاش في مجلس العموم، إلّا أنّ التصويت عليها لن يجري قبل يوم الإثنين المقبل.

وقال إيف فرانسوا بلانشيه  زعيم حزب الكتلة الكيبيكيّة المعارض، إنّه سيصوّت بالتأييد على المذكّرة، بغضّ النظر عمّا إذا كانت أم لا تصويتا على الثقة بالحكومة، لكنّه شدّد على أنّ حزبه لم يتّخذ بعد قرارا بهذا الشأن.

وقال دون ديفيس عضو مجلس العموم والمتحدّث باسم الحزب الديمقراطي الجديد للشؤون الصحيّة إنّ حزبه يدعم المذكّرة.

(وكالة الصحافة الكنديّة/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

الحكومة الكندية تنجو من تصويت على حجب الثقة

لا “معاملة تفضيلية” لـ”وي تشاريتي” حسب ترودو بل “تصوّر” لوجود تضارب مصالح

حزب المحافظين والكتلة يطالبان باستقالة ترودو ومورنو على خلفية “وي تشاريتي”

جمعيّة “وي تشاريتي” توقف أنشطتها في كندا