يحّذر اختصاصيون كنديون من أنه يمكن لفصل الشتاء أن يوفر المناخ المؤاتي لفيروس كورونا المستجد ويساهم في انتشاره أكثر فأكثر. هذا علما أن كوفيد-19 لم يثبت تأثره كثيرا بالحرارة.
يؤكد عالم الأوبئة في جامعة تورنتو في مقاطعة أونتاريو الدكتور كولين فورنيس بأن درجة الحرارة والرطوبة تؤثران على الفيروسات. ويمكن لتغيير المناخ والتقلبات الجوية أن تؤثر على استقرارها.
ووفقا لعالم الأوبئة الكندي فإن الفيروس يبدأ بالتبدد تلقائيا عند انتهاء صلاحيته ولكن كلما كان الطقس باردا كلما أخذت هذه العملية المزيد من الوقت.
يقول الدكتور فورنيس:
بدل أن يتلاشى خلال بضعة دقائق كما هي الحال في حرارة يوم صيفي، فإن الفيروس يستمر في طقس جليدي إلى أجل غير مسمى، وبدلا من أن يجّف على الفور، يتمركز و"يُخلِّد" بسبب درجات الحرارة المتدنية.
يدعو خبراء الصحة والأوبئة إلى الإقبال على الأنشطة في الهواء الطلق وتجنب الأماكن المغلقة والمزدحمة خلال فصل الشتاء (Lyzaville Sale / CBC)
يكون هواء الشتاء البارد عادة أكثر جفافا من هواء الصيف الدافئ، ولهذا الأمر تأثيره أيضا على طول عمر الفيروس.
كذلك يشير الأخصائي الكندي إلى أن البرد يمكن أن يغيّر أيضا في سلوك الإنسان مما من شأنه أن يعّزز انتشار الفيروس. فنظام حركة الهواء، على سبيل المثال، يكون أقل جودة نظرا إلى أن النوافذ في الشتاء تكون مغلقة.
يحّذر الدكتور فورنيس أنه في حال وجود عدد كاف من الأشخاص في مساحة سيئة التهوية مثلما هي الحال خلال احتفالات الأعياد، فهذا يعّزز انتشار الفيروس ويشكل له الأرضية الجيدة لكي يتفشى.
التباعد الجسدي في الخارج في فصل الشتاء ينصح الخبراء بالإبقاء عليه/راديو كندا
بدورها تقول اختصاصية العدوى الميكروبية في جامعة يورك في تورنتو الدكتورة داسانتيلا غوليمي كوتري بأن الهواء الجاف يجعل جسم الإنسان أكثر عرضة للفيروسات.
وتشير العالمة الكندية إلى وجوب تفادي لمس الوجه بالقفازات نظرا إلى أن هذه الأخيرة يمكن أن تلامس الأسطح في شكل متكرر.
وتنضح الأستاذة في جامعة يورك بأن توضع القفازات الشتوية التي يتم ارتداؤها وإن لفترة وجيزة جانبًا لعدة ساعات، حيث يمكن للفيروس أن يعيش لمدة ثلاث ساعات عليها. كما يجب غسل القفازات التي يتم ارتداؤها لفترة طويلة كتلك التي يستخدمها العامل في الهواء الطلق في شكل يومي.
ويقترح الدكتور كولين فورنيس وضع القفازات في آلة التجفيف (النشّافة)، حيث يمكن للحرارة أن تقتل معظم الفيروسات. ويضيف أن القفازات المصنوعة بالكامل من الألياف الطبيعية ، مثل القطن ، يمكن وضعها في الميكروويف.
ويتابع اختصاصي الصحة الكندي في تعداد السبل الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد عشية فصل الشتاء يقول: إن الوقت قد حان للحصول على لقاح الإنفلونزا. ويساعد هذا اللقاح في الحد من انتشار الزكام وبالتالي تقليل الضغط على نظام الرعاية الصحية. أضف إلى ذلك ،أنه يمكن للأنفلونزا أن تجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بـ COVID-19.
من جهتها، توصي الدكتورة Dasantila Golemi-Kotre بشراء جهاز الرطوبة في المنزل أو في المكتب لمحاولة مواجهة تأثير الهواء البارد على الأغشية المخاطية.
وفقًا للدكتور كولين فورنيس ، فإن ارتداء قناع ووشاح أو شال في الوقت ذاته لا ينبغي أن يشكل مشكلة. ومع ذلك ، فهو يحذر من أن الوشاح لا يمكن أن يحل محل القناع الواقي.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)
روابط ذات صلّة:
كندا: انتشار الفيروس عبر الهواء في آخر تحديث للسلطات الصحيّة حول كوفيد-19
كوفيد-19: وكالة الصحّة العامّة توصي بارتداء الكمّامات
شتاء كندا بارد وطويل وتحدياته هذه السنة في ظلّ “كوفيد – 19” تفوق المعتاد
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.