تركت أكثر من 20.000 امرأة في كندا سوق العمل بين شباط (فبراير) وتشرين الأول (أكتوبر) 2020، فيما دخل السوقَ نحو ثلاثة أضعاف هذا العدد من الرجال خلال الفترة نفسها، حسب تقرير صدر اليوم عن مصرف "رويال بنك أوف كندا" (RBC)، أكبر مصرف كندي من حيث حجم الأصول.
وهذا النزوح يطال بشكل خاص النساء اللواتي ينتمين للفئتيْن العمريتيْن 20 - 24 عاماً و35 - 39 عاماً. ويرجّح التقرير سببه إلى التحديات التي تواجه المرأة في التوفيق بين دورها كأم ووظيفتها المهنية في ظلّ جائحة "كوفيد - 19".
وتواجه كندا حالياً موجةً ثانية من هذه الجائحة التي ضربتها في آذار (مارس) الفائت.
وإذا كانت بعض النساء قد تركن العمل لتربية أطفالهنّ فالبعض الآخر منهنّ تركن العمل للعودة إلى مقاعد الدراسة لتعلّم مهنٍ وتلقّن مهارات جديدة.

عاملة متخصصة في مصنع "جنرال موتورز" للسيارات في أونتاريو، كبرى مقاطعات كندا ومحركها الاقتصادي (أرشيف) / Frank Gun / CP
ويضيف التقرير أنّ الأمهات اللواتي لديهنّ أطفال دون سنّ السادسة شكّلن 41% من القوة العاملة النسائية في شباط (فبراير) الفائت، لكنهنّ شكّلن ثلثيْ النساء اللواتي غادرن سوق العمل.
وهذا الأمر قد يتسبّب بتباطؤ الانتعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد الجائحة ويترك أثراً سلبياً على الصناعات التي تشكل النساء معظم قوتها العاملة، تقول داون ديجاردان التي شاركت في وضع التقرير وهي نائبة كبير خبراء الاقتصاد لدى "رويال بنك أوف كندا".
"نحن بحاجة لرؤية النساء يعدن إلى سوق العمل مجدداً كي نضمن أنّ يُسجّل اقتصادنا معدلات النموّ الأقوى فيما نسير قُدُماً"، تضيف ديجاردان.

تجارة التجزئة من القطاعات التي تتواجد فيها المرأة أكثر من الرجل، والصورة لأحد متاجر وينيبيغ، عاصمة مقاطعة مانيتوبا في غرب وسط كندا (أرشيف) / Teghan Beaudette / CBC
وتبدي كلّ من ديجاردان وشريكتها في إعداد التقرير، كاري فريستون، قلقاً شديداً لأنّ عدداً كبيراً من النساء اللواتي فقدن وظائفهن خلال الجائحة لم يتمّ تسريحهنّ بشكلٍ مؤقّت ولا يبدون أنهنّ يبحثن عن عمل كزملائهنّ من الرجال.
وتعتقد الخبيرتان الاقتصاديتان أنّ مردّ ذلك قد يكون أنّ النساء هنّ أكثرُ ميلاً للعمل في قطاعات يلزمها وقتٌ أطول للتعافي من القيود المتصلة بالجائحة، ولأنّ إمكانية عملهنّ من المنزل قد تكون أدنى مستوىً من الإمكانية المتاحة للرجال لكونهنّ أكثر حضوراً في قطاعات الإيواء وتجارة التجزئة والفنون التي كانت من بين الأكثر تضرراً بسبب الجائحة. وأيضاً لأنّ على عاتقهنّ تقع في غالب الأحيان المسؤولياتُ الأكثر جسامةً المتعلقة بتربية الأطفال.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
مشاركة المرأة الكندية في العمل في أدنى مستوى في ثلاثة عقود بسبب جائحة "كوفيد - 19"
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.