تحتفل الطوائف المسيحية الغربية حول العالم كل عام بذكرى ميلاد السيد المسيح في بيت لحم في الخامس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر/راديو كندا

الجائحة تخطف بهجة عيد الميلاد ويَخفَتُ صوتُ الترنيم في الكنائس

لا تكتمل بهجة عيد الميلاد عند الطوائف المسيحية إلا بالمشاركة والاستماع إلى الترانيم التي تنشدها جوقات الكنائس. وتنشد الأصوات السماوية أعذب الألحان وأكثرها فرحا ودفئا لما يحمله هذا العيد من رمز للولادة والحياة والخير والمحبة والعطاء. 

تصدح الكنائس عادة في زمن الميلاد بأجواء الفرح والحبور بما تحتويه من زينة ميلادية وشجرة يعلّق عليها المؤمنون دعواتهم وطلباتهم وفي طليعتها في ميلاد 2020 رفع الوباء والبلاء الذي أصاب الكون بأسره من دون استثناء.

هذا وتستقطب الأمسيات الميلادية داخل الكنائس عددا كبيرا من الزوار. ويبقى العيد ناقصا بالنسبة لهؤلاء إذا لم تتضمن باقة الترانيم روائع الميلاد الغنائية مثل "منتصف الليل الميلادي" Minuit Chrétien وترنيمة "هلّلوا للسيدة العذراء أم يسوع" Ave Maria.

وكانت توّقفت الكنائس عن استقبال المؤمنين والاحتفال برتبة القداس بمشاركة أبناء الرعية منذ بداية فيروس كورونا المستجد ليعاد يسمح لها بفتح أبوابها مع السماح بعدد محدود من الزوار. علما أن عددا من الكنائس تابع بالتواصل مع المؤمنين أون لاين  الذبيحة الإلهية في شكل مباشر عبر مواقع التواصل.

في مقاطعة كيبيك في الوسط الكندي خفتت تماما أصوات جوقات الكنائس منذ بدء الموجة الثانية من الجائحة بداية الخريف بعدما كانت هناك عودة خجولة لبعض منها خلال الصيف المنصرم.

وتشير منظمة "تحالف الجوقات في كيبيك" التي تضم 250 كورسا إلى أن أقل من نصف عدد الجوقات قد عاد إلى التمرينات عن بعد عبر تطبيق زووم أي أون لاين.

تقول المديرة العامة للمنظمة ماري-إيلين لامورو بأن التواصل لا زال قائما بين أعضاء الجوقة ولكنهم أوقفوا نشاطهم منذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي. "ولعل الموجة الثانية من الجائحة تسببت بإحباط عزيمة البعض".

تكاد تخلو الكنائس عبر أنحاء كندا تماما من المؤمنين خلال قداسات الآحاد والأعياد منذ بداية فيروس كورونا المستجد/راديو كندا

يغمرنا شعور بالحزن، إن من أصعب ما يكون هو ألا نستطيع أن ننشد ونرنم سويا.

بالإضافة إلى ذلك هناك التأثير المالي الذي يتسبب به توقف نشاط الجوقات. تعتمد هذه الأخيرة في شكل كبير على إحياء الأمسيات الميلادية التي تشكل بالنسبة إليها نصف الإيرادات السنوية. وتنعي لامورو بأن بعض الجوقات في كيبيك لم تستطع حتى ضم قائد أوركسترا إلى كورسها هذا الخريف.

لا شك أن الحنين سيغلّفنا هذا الميلاد خلال إحياء رتبة القداس في الكنائس لأن الأصوات لن تصدح في سمائها وستفتقر القلوب إلى البهجة والفرح التي كانت تحدثها النغمات المهللة المرّنمة. 

لم تقف لويز-ماري بيلتييه استاذة الموسيقى ورئيسة جوقة "المرنمون الصغار" في حي بوبور في ضواحي مدينة كيبيك عاصمة مقاطعة كيبيك، مكتوفة الأيدي وهي تبّنت الحل الذي فرضته الجائحة وهو "الأون لاين".

يُسجل سنويا نحو 50 طفلا تتراوح أعمارهم بين 9 و17 عاما في الجوقة التي أسستها بيلتييه قبل أربعين عاما. وكانت اضطرت هذه الأخيرة إلى وقف كل التمارين بالحضور شخصيا منذ بداية الجائحة. هذا الخريف أنشأت منّصة رقمية لإعادة نبض الحياة إلى كورسها وقد تم تسجيل 25 طفلا يشاركون في بروفات الترنيم مرة واحدة في الأسبوع أون لاين.

تقول بيلتييه لمذياع هيئة الإذاعة الكندية: إن الأهداف مختلفة، إذ لا يمكن تحقيق جودة عالية في الصوت والأداء في التمرينات عن بعد.

 وتفرض الطريقة الجديدة التي فرضتها الجائحة تحديات شتى أمام هذه المعلمة التي تلّمذت طيلة حياتها الأجيال الموسيقية.

في زمن ليس ببعيد كانت تقدّم جوقة "المرّنمون الصغار" أنشطة عدة في موسم عيد الميلاد لدى الطوائف المسيحية. فكانت تخدم قداسات الميلاد وتقيم ترانيمها كذلك تُحيي حفلات الإنشاد الكنائسي داخل دور رعاية المسنين وفي الهواء الطلق، مدخلة البهجة إلى القلوب المكسورة والوحيدة.

لأول مرّة لن نستطيع القيام بذلك. أشعر بحزن عميق جراء ذلك. كنا نحمل في أصواتنا الفرح والدفء لقلوب العجزة في مراكز دور الرعاية عندما نرّنم لهم فرح الميلاد. تشكل أصوات الأطفال بالنسبة لي، تخلص إلى القول السيدة بيلتييه، قناة استثنائية تساهم في نشر الانسجام والسلام الداخلي.

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)

روابط ذات صلة:

ميلاديّات من كندا والعالم

أطبّاء اونتاريو متضامنون في زمن الميلاد

الكندي المصري ميشال حدّاد: مبادرة طيّبة لئلاّ تقفل الكنيسة أبوابها

لبنان خافقٌ في القلوب والحناجر وعلى المنابر الميلادية في كندا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.