مصنع سيارات "فورد" في أوكفيل في مقاطعة أونتاريو (أرشيف) / Chris Young / CP

أعلى نموّ فصلي للاقتصاد الكندي في الربع الثالث بعد تراجع تاريخي في الربع الثاني

عرف الاقتصاد الكندي في الربع الثالث من العام الحالي أفضل أداء فصلي له في السجلّات المتوفرة، إذ سجّل نموّاً بنسبة 40,5% وفق وتيرة سنوية. وهذا النموّ القياسي جاء مدعوماً بشكل رئيسي بإنفاق أُسري قوي، وفق ما أفادت به وكالة الإحصاء الكندية اليوم.

وكان أفضل أداء للنموّ الفصلي لإجمالي الناتج المحلي الفعلي، قبل صدور بيانات اليوم، ذاك المُسجَّل في الربع الأول من عام 1965 والبالغة نسبته 13,2% وفق وتيرة سنوية.

ولكن، خلافاً لما كانت عليه الحال قبل 55 عاماً، تأتي هذه الوثبة القوية في نموّ الاقتصاد الوطني في الفصل الأخير عقب تراجع تاريخي في الفصل السابق.

فخلال الربع الثاني من العام الحالي توقفت قطاعات واسعة من الاقتصاد عن العمل في إطار الإجراءات التي اتخذتها السلطات الفدرالية وسلطات المقاطعات للحدّ من انتشار جائحة "كوفيد - 19" التي ضربت كندا بقوة في آذار (مارس) الفائت.

ونجم عن ذلك طلبٌ مكبوت لدى المستهلكين وارتفاعٌ في معدّل الادّخار. لكن مع حلول شهر تموز (يوليو) كانت السلطات قد خفّفت القيود بشكل ملموس، فارتفعت نفقات الأُسر الكندية بشكل قوي خلال الشهر المذكور وفي الشهريْن التالييْن، آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر).

مقر بنك كندا في أوتاوا (أرشيف) / Radio-Canada

وتقول وكالة الإحصاء الكندية إنّ الربع الثالث شهد ارتفاعاً ملموساً في مبيعات العقارات السكنية، بفضل أسعار الفائدة المتدنية، وفي أعمال الترميم المنزلي.

ودفع بنك كندا (المصرف المركزي) باتجاه أسعار فائدة متدنية. فقام بتخفيض معدّل الفائدة الأساسي ثلاث مرّات في آذار (مارس) حتى بلغ 0,25% بهدف دعم الاقتصاد والنظام المالي الكندييْن خلال الجائحة.

وظلّ هذا المعدّل المرجعي، وهو سعر الفائدة لليلة واحدة بين المصارف، عند هذا المستوى منذ ذلك الحين.

وزادت الأُسر الكندية الإنفاق في الربع الثالث من 2020 على سلعٍ أُخرى أيضاً، كالسيارات. وسجّل الإنفاق الاستهلاكي ارتفاعاً قوياً وإن كان مستواه لا يزال أدنى بـ5% من السقف التاريخي الذي بلغه قبل حلول الجائحة.

وارتفعت بالتالي مدّخرات الأُسر في ظلّ تراجع خيارات الإنفاق المتاحة أمامها.

مصنع لانتاج خشب البناء في كندا (أرشيف) / Radio-Canada

وفي تعليق له على هذه الأرقام الصادرة اليوم يقول رويس مينديس، كبير خبراء الاقتصاد لدى "سي آي بي سي" (CIBC)، أحد أكبر المصارف الكندية، إنّه ستتوفر للمستهلكين الكنديين الموارد اللازمة للإنفاق في مرحلة ما بعد الجائحة.

"أعتقد انّه خلال السنة المقبلة يجب أن يستمرّ التركيز على عودة الكنديين إلى نمط حياة أكثر طبيعيةً"، قال مينديس، "وهذا الأمر سيعيد عادات الإنفاق لدى الكنديين إلى نمطِ حياةٍ أكثر طبيعيةً، ويعيدُ الاقتصادَ الكندي إلى نمطِ حياةٍ أكثر طبيعية".

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

ارتفاع ديون المستهلكين الكنديين بدفعٍ من الاقتراض لشراء العقارات والسيارات

"كوفيد – 19": أكبر تراجع فصلي للاقتصاد الكندي في الربع الثاني من 2020

بنك كندا مع سعر فائدة متدنٍّ لدعم النهوض و"الحفرة عميقة وطريق الخروج منها طويل"

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.