فَقدَ قطاع المطاعم والخدمات المطعمية في كندا ثلثيْ موظفيه بسبب جائحة "كوفيد - 19"، والصورة من الأرشيف لأحد مطاعم مونتريال (Thomas Gerbet / Radio-Canada)

القطاع السياحي المنكوب بالجائحة: الأولية للسياحة المحلية بانتظار نهاية الجائحة

قالت وزيرة التنمية الاقتصادية في الحكومة الفدرالية ميلاني جولي إنّ استراتيجيات التسويق الفدرالية للسياحة يجب أن تتمحور، في المستقبل المنظور، بنسبة أقلّ حول جذب الزوّار الأجانب إلى كندا، لأنّ مضاعفات جائحة "كوفيد - 19" على صناعة السفر لا تزال مستمرة.

وتوافقت جولي مع نظرائها الدوليين على أنّ الرحلات الداخلية ستُعطى على الأرجح الأولوية حتى في الفترة التي تلي بدء عملية التلقيح ضدّ الوباء.

وقالت جولي إنّ الجهود التي تمّ بذلها في وقت سابق من العام الحالي لإعادة توجيه 40 مليون دولار إلى التسويق السياحي أعطت بعض النتائج.

وأشارت الوزيرة في هذا المجال إلى إقبال قوي على متنزّه بانف الوطني في مقاطعة ألبرتا في غرب البلاد وإلى توافد الزوار على منطقة غاسبيه في مقاطعة كيبيك في الشرق.

ومن المرجَّح أن تواصل حكومة جوستان ترودو الليبرالية هذا التوجّه إلى أن تكون البلاد قد تخطّت الأزمة الحالية.

شلالات نياغارا في الجانب الكندي (في مقاطعة أونتاريو) هي إحدى أهم الوجهات السياحية حول العالم (أرشيف) / Radio-Canada / Karen Pouliot

وقالت الوزيرة جولي في مقابلة صحفية إنّ الاستراتيجية ستتضمن على الأرجح تشجيع الناس في البداية على السياحة الداخلية، أي في المناطق التي يقطنونها، ثمّ لاحقاً القيام برحلات داخل كندا.

وقالت وزيرة التنمية الاقتصادية إنّ الجهود الدولية تأتي لاحقاً، عندما يتحقق المسؤولون الكنديون من أنّ سائر الدول قامت بتلقيح مواطنيها ضدّ داء "كوفيد - 19" على نطاق واسع، ما يضمن الحفاظ على صحة الكنديين وسلامتهم.

لكنّ انتظار نهاية الجائحة ليس أمراً سهلاً بالنسبة لمؤسسات عديدة. فعدد المسافرين تراجع كثيراً وقطاع السياحة تلقى ضربة قاسية في وقت سابق في ظلّ إجراءات الإغلاق التي اتخذتها السلطات للحدّ من انتشار الجائحة.

وإذا كانت سوق العمل الكندية قد استعادت أكثر من أربعة أخماس الـ3 ملاين وظيفة التي فقدتها في الربيع الفائت، لاسيما في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) الفائتيْن في ظلّ الإغلاق الاقتصادي في عزّ الجائحة، فإنّ أكثر من ربع الوظائف المتبقية تقع ضمن ما تسميه وكالة الإحصاء الكندية قطاع الإيواء والخدمات المطعمية الذي يضمّ الأنشطة السياحية.

وبعض المؤسسات السياحية لم تكن قادرة على العمل بكامل طاقتها أو كسب ما يكفي من المال خلال فصل الصيف لتتمكن من اجتياز فصل الشتاء.

ويرى رئيس "مجلس الأعمال الكندي" (BCC - CCA) غولدي هايدر أنّ هذه المؤسسات بحاجة لـ"مساعدة موجَّهة" لبعض الوقت.

وزيرة التنمية الاقتصادية في الحكومة الفدرالية ميلاني جولي تجيب على سؤال في مجلس العموم في أوتاوا (Justin Tang / CP)

يُشار إلى أنّ التحديث الاقتصادي الذي قدّمته الحكومة الفدرالية مطلع الأسبوع الفائت تضمّن مساعدات مالية منتظَرة منذ أمد طويل.

فقد رصدت فيه حكومة ترودو 500 مليون دولار لوكالات التنمية المناطقية لإنفاقها على المؤسسات السياحية لغاية حزيران (يونيو) المقبل بهدف دعم قطاع يعمل فيه نحو 750.000 شخص ويؤمّن نحو 2% من إجمالي الناتج المحلي.

كما خصّصت الحكومة للمؤسسات العاملة في القطاعات التي تضرّرت بشدة بسبب الجائحة، ومنها قطاع السياحة والترفيه، برنامجاً ائتمانياً جديداً يتيح لها اقتراض ما يصل إلى مليون دولار من المصارف الكبيرة، بفائدة متدنية وبكفالة بنسبة 100% من قبل الحكومة. وسيكون أمام المؤسسات التي تقترض هذا المال مهلة عشر سنوات لتسديده.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كندا: العجز في الميزانية 382 مليار دولار وقد يبلغ 400 مليار تبعاً لمسار الجائحة

"كوفيد - 19": قطاع السياحة المُثخن بالجراح في بريتيش كولومبيا وتحديات الاستمرار

فئة:اقتصاد، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.