قال السيناتور  موري سانكلير عضو مجلس الشيوخ الكنديّ إنّ الحكومة الليبراليّة لم تف بتعهّداتها بتحقيق المصالحة مع السكّان الأصليّين.

وأضاف في حديث إلى سي بي سي ، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة،  إنّ الحكومة ما زالت تقوم بالكثير للتقليل من موقع السكّان الأصليّين وحقوقهم.

وموري سانكلير أوّل قاض من أبناء السكّان الأصليّين يتمّ تعيينه في مقاطعة مانيتوبا، والثاني في كندا، وكان رئيس لجنة الحقيقة والمصالحة التي أنشأتها الحكومة الكنديّة عام 2007.

وحقّقت اللجنة في  سوء معاملة لقيها نحو من 150 ألفا من أبناء السكّان الأصليّين في المدارس الداخليّة في العديد من أنحاء كندا خلال الفترة التي امتدّت من تسعينات القرن التاسع عشر حتّى تسعينات القرن الماضي.

وعانى هؤلاء من سوء المعاملة وسوء التغذية والأمراض والعيش في ظروف مزرية، ما أدّى وتوفّي 2300 تلميذ.

وتعهّد رئيس الحكومة جوستان ترودو بتنفيذ كلّ التوصيات التي رفعتها لجنة  الحقيقة والمصالحة عام 2016، ولكنّ العديد منها لم يصل إلى مرحلة التنفيذ.

ويعطي السيناتور سانكلير مثالا على ذلك رفض الحكومة الكنديّة الكشف عن الوثائق المتعلّقة بالتعويضات على أبناء السكّان الأصليّين في مدرسة سانت آن في أونتاريو، ويشير إلى أنّ الخلاف بشأنها ما زال أمام القضاء بعد 5 سنوات على صدور قرار لجنة الحقيقة والمصالحة.

و في حال لم يتمّ الكشف عن هذه الملفّات و يتمّ إتلافها، تكون الحكومة قد ساهمت في "تدمير ذاكرتنا الوطنيّة" حسب قول السيناتور موري سانكلير.

من جهة أخرى، أعرب سانكلير عن ارتياحه بشأن مشروع القانون الذي قدّمته الحكومة من أجل إدراج إعلان الأمم المتّحدة بشأن حقوق السكّان الأصليّين في القانون الكندي.

ويوفّر مشروع القانون ورقة عمل للحكومة والسكّان الأصليّين للتعامل معا على تنفيذه بالكامل.

وأكّد السيناتور موري سانكلير الذي يستعدّ للتقاعد من مجلس الشيوخ العام المقبل، أنّ تنفيذ إعلان الأمم المتّحدة حول حقوق السكّان الأصليّين خطوة مهمّة لتغيير العلاقة بين الحكومة والسكّان الأصليّين، لتصبح قائمة على أساس هذه الحقوق.

"لن نتمكّن من تحقيق المصالحة عندما ينظر إليها واحد من طرفَي الحوار على أنّها عمل خير ويراها الطرف الآخر اعترافا بحقوقه": السيناتور موري سانكلير عضو مجلس الشيوخ  الكندي.

وقدّمت الحكومة مشروع القانون سي-15 إلى مجلس العموم مرّة ثانية في وقت سابق من الشهر الجاري.

وسبق أن قدّمه قبل ذلك عضو مجلس العموم عن الحزب الديمقراطيّ الجديد روميو ساغاناتش، الذي ينتمي إلى أمّة الكري من السكّان الأصليّين، ووافق عليه مجلس العموم ولكنّه اصطدم بمعارضة المحافظين في مجلس الشيوخ، وانتهى مع حلّ البرلمان  قبل انتخابات العام 2019 .

ويعتزم  المحامي والقاضي والسيناتور موري سانكلير بعد التقاعد  تخصيص جزء من وقته من أجل تقديم الإرشاد والتوجيه إلى المحامين من أبناء السكّان الأصليّين كما قال في حديثه إلى سي بي سي.

ويتذكّر كما قال، العديد من المحامين من السكّان الأصليّين الذين ناضلوا من أجل أخذ موقعهم في نظام لا يحترم حقوقهم، ويضيف أنّه شخصيّا تعرّض للتمييز كونه من السكّان الأصليّين، وأنّ أحد القضاة أخطأ عندما اعتبره متّهما وليس محاميا.

ويُعرب  السيناتور موري سانكلير عن ثقته بمجلس الشيوخ ويغادره مرتاح البال كما قال، لأنّ الكثير من الشيوخ  يشاطرون رأيه ووجهات نظره.

و يتطلّع السناتور بعد التقاعد لتمضية الوقت مع أحفاده وأن يلعب دوره كجدّ كما كان ييتمنّى دوما.

(سي بي سي/ راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

السكّان الأصليّون: ماذا بعد سنتين على تقرير لجنة الحقيقة والمصالحة