علمُ كندا الذي تتوسطه ورقة القيقب وعلمُ المملكة المتحدة (Pawel Dwulit / CP)

اتفاق مؤقت مع بريطانيا لحماية التبادل معها بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي

وقّعت كندا والمملكة المتحدة اتفاقاً مؤقتاً يحول دون حصول زيادة تلقائية على الرسوم الجمركية عندما تخرج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بصورة رسمية في اليوم الأوّل من عام 2021، أي يوم الجمعة من الأسبوع المقبل.

وأعلنت نائبةُ رئيس الحكومة الكندية وزيرةُ المالية كريستيا فريلاند أمس عن الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين البلديْن والذي يضمن عدم فرض السلطات البريطانية رسوماً جمركية على الواردات من السلع الكندية كقطع غيار السيارات والكركند وشراب القيقب، على سبيل المثال، ابتداءً من الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل.

وقالت فريلاند إنّه من خلال هذا الاتفاق "تضمن حكومتنا للشركات الكندية التي تتاجر بالسلع مع المملكة المتحدة أن تواصل الاستفادة من الوصول التفضيلي" إلى هذه السوق، مضيفة أنّ الاتفاق "مهم بالنسبة لشركات ووظائف عديدة في كندا تستفيد من الروابط الاقتصادية القوية بين بلديْنا".

وبلغت قيمة التبادل التجاري بين كندا والمملكة المتحدة 29 مليار دولار عام 2019، حسب بيانات الحكومة الفدرالية. والمملكة المتحدة هي ثالث سوق من حيث الأهمية للصادرات الكندية، وتحلّ مباشرة خلف السوق الصينية وبعيداً جداً عن السوق الأميركية التي تذهب إليها ثلاثة أرباع الصادرات.

كركندٌ من غلّة صيّادي الشرق الكندي (أرشيف) (الصورة لـ Radio-Canada)

ويتمّ التبادل التجاري بين كندا والمملكة المتحدة حالياً بموجب اتفاق التبادل التجاري الحرّ بين كندا والاتحاد الأوروبي. لكنّ ذلك لن يعود ممكناً مع خروج المملكة المتحدة من الاتحاد.

لذا أجرى مسؤولون رسميون في البلديْن مفاوضات للتوصل إلى اتفاق جديد يتمّ بموجبه توسيع نطاق بنود الاتفاق الكندي الأوروبي ليشمل المملكة المتحدة بعد الـ"بريكست" (Brexit)، أي بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

لكنّ البرلمان الكندي لم يوافق على الاتفاق قبل أن يوقف أعماله بسبب عطلة أعياد نهاية السنة. وهذا ما جعل حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا، وهي حكومة أقلية، وحكومة المحافظين برئاسة بوريس جونسون في لندن تسارعان لإيجاد مخرجٍ يحول دون التطبيق التلقائي لرسوم جمركية جديدة على صادرات كلٍّ من البلديْن إلى الآخر.

رئيس الحكومة الفدرالية زعيمُ الحزب الليبرالي الكندي جوستان ترودو مجيباً على سؤال في مجلس العموم في أوتاوا (أرشيف) (Justin Tang / CP)

وقالت نائبةُ رئيس الحكومة الكندية وزميلتُها وزيرة التجارة الدولية ماري نغ إنّ مذكّرة التفاهم الجديدة بين كندا والمملكة المتحدة تتيح للرسوم الجمركية أن تبقى عند مستوياتها الحالية إلى أن يصادق البرلمان الكندي على اتفاق تجاري كامل بين البلديْن.

"بإعلانها تبني مذكّرة التفاهم والرسوم الجمركية التفضيلية المطابقة تضمن حكومة كندا أنّ بإمكان شركات الأعمال أن تواصل أنشطتها التجارية بسهولة ودون إجراءات إدارية إضافية"، قالت وزارة الشؤون العالمية في الحكومة الكندية في بيان أمس، مضيفةً أنّ هذا الاتفاق المؤقّت بين كندا والمملكة المتحدة "يضمن الاستقرار والثبات" في التبادل التجاري بين البلديْن.

نائبة رئيس الحكومة وزيرةُ المالية الكندية كريستيا فريلاند في مؤتمر صحفي في أوتاوا مع وزيرة التجارة الدولية ماري نغ (أرشيف) (Sean Kilpatrick / CP)

وكان كبار المسؤولين الرسميين عن التجارة الدولية في المملكة المتحدة قد أعربوا في وقت سابق من الشهر الحالي عن قلقهم وخيبة أملهم من عدم مصادقة البرلمان الكندي على اتفاق الاستمرارية التجارية مع بلادهم قبل الأول من كانون الثاني (يناير) 2021.

وقال المسؤولون البريطانيون إنهم قلقون من أن يتسبب التأخير في المصادقة على الاتفاق بـ"أضرار ودمار" لقطاع الأعمال، وألقوا لائمة الوضع على السياسيين الكنديين الذين، حسب قولهم، لم يتمكنوا من وضع خلافاتهم الحزبية جانباً.

يُذكر أنّ المملكة المتحدة شهدت استفتاءً على الـ"بريكست" في 23 حزيران (يونيو) 2016 صوّت فيه 51,9% من المقترعين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي كانت بلادهم قد انضمّت إليه عام 1973 عندما كان يُعرف بـ"السوق الأوروبية المشتركَة".

(وكالة الصحافة الكندية / موقع وزارة الشؤون العالمية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

باريس تصادق على اتفاق "سيتا" بين كندا والاتحاد الأوروبي

اتفاق تجاري بين كندا والمملكة المتحدة بعد الـ"بريكسيت"

ترودو يعلن عزم أوتاوا على ابرام اتفاق تجاري مع لندن

فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.