اتّخذت الحكومة الكنديّة والحكومات المحليّة في المقاطعات المزيد من إجراءات الوقاية والإغلاق سعيا منها للتصدّي للعدد المرتفع من حالات الإصابة والاستشفاء و الوفاة بمرض كوفيد-19.

ونصحت الحكومة الكنديّين بتجنّب السفر غير الضروري وفرضت على العائدين منهم إلى البلاد البقاء في الحجر الصحّي مدّة 14 يوما أكانوا يشعرون أم لا بأعراض المرض.

كما فرضت على كلّ شخص في الخامسة وما فوق من العمر إجراء اختبار الكشف عن الفيروس قبل الصعود على متن رحلات جويّة دوليّة متّجهة نحو كندا.

وتجاهل عدد من السياسيّين هذه الإجراءات وسافروا خلال عطلة الأعياد في رحلات غير ضروريّة  إلى وجهات مختلفة خارج البلاد .

وتقول د. ماريا ساندارام أخصائيّة الوبائيّات وعضو وكالة أبحاث الرعاية الصحيّة إنّ ما يقوم به السياسيّون هو بمثابة نموذج للجمهور الذي يخدمونه وينبغي بالتالي أن يخضعوا لمعايير عالية.

وما يُطمئِن حسب ما قالت د. ساندارام ، أنّ هناك سياسيّين يقرنون أقوالهم بالأفعال ويطبّقون ما يدعون الناس للقيام به.

وهناك سياسيّون لا يلتزمون للأسف بالسياسات التي يدعون الآخرين إليها، ممّا يُلحق الضرر  بالثقة و بقدرتنا على الاستمرار كما قالت  د. ساندرارام في حديث إلى وكالة الصحافة الكنديّة

وتَعرَّض عدد من السياسيّين من نوّاب ووزراء فدراليّين ومحليّين في المقاطعات للانتقاد بعد أن كشفت الأخبار عن قيامهم برحلات خلال عطلة الأعياد.

وأكّد مكتب رئيس الحكومة الكنديّة أنّ جوستان ترودو أمضى عطلة الميلاد في العاصمة أوتاوا، ولم يسافر أحد من الوزراء خلال تلك الفترة.

وأفاد مارك هولاند مسؤول الانضباط Whip لدى الحزب الليبرالي الحاكم  في بيان عن تفاصيل قيام نوّاب من الحزب برحلات إلى خارج البلاد، من بينهم نائبان غادرا البلاد خلال عطلة الأعياد.

وأفاد البيان أنّ النائبة عن الحزب الليبرالي كمال خيرة تخلّت عن مهامّها كسكرتيرة برلمانيّة لوزيرة التنمية الدوليّة كارينا غولد.

وأوضحت خيرة أنّها  شاركت في تجمّع ضمّ أقلّ من  10 أشخاص حدادا على والدها وعمّها.

وقامت بزيارة  إلى سياتل في الولايات المتّحدة لهذه الغاية، واعتبرت أنّ سفرها ضروري، ولكنّها قرّرت التخلّي عن مهامّمها كسكرتيرة برلمانيّة لعدم صرف الأنظار عن الأعمال المهمّة التي تقوم بها الحكومة كما قالت.

وأضاف البيان أنّ النائب عن الحزب الليبرالي سمير زبيري توجّه في الثامن عشر من الشهر الفائت إلى ديلاوير في الولايات المتّحدة لزيارة جدّ زوجته المريض، وعاد إلى كندا نهاية الشهر. 

وتخلّى زبيري عن مهامّه في اللجان البرلمانيّة، والتزم النائبان كمال خيرة وسمير زبيري بالإرشادات والتوجيهات الصحيّة طوال الوقت خلال رحلتهما كما ورد في بيان مسؤول الانضباط في الحزب الليبرالي مارك هولاند.  

وفي مقاطعة ألبرتا، قام النائب الفدرالي عن حزب المحافظين في مجلس العموم الكندي رون ليبرت برحلتين إلى ولاية كاليفورنيا منذ شهر آذار الفائت لمتابعة "مسائل صيانة أساسيّة في المنزل " كما أفاد بيان صادر عن مكتبه، في المنزل الذي يملكه النائب في هذه الولاية الأميركيّة.

وأكّد ناطق باسم مكتب ليبرت أنّ النائب قام بإحدى الرحلتين خلال عطلة البرلمان.

"لم تكن هناك رحلات غير ضروريّة، وقد التزم ليبرت بتوجيهات الصحّة العامّة، بما فيها  برنامج اختبار الكشف عن الفيروس لدى الوصول إلى ألبرتا، في كلّ مرّة سافر فيها" حسب ما أفاد المتحدّث باسم النائب رون ليبرت.

 وفي مانيتوبا، غرّدت النائبة  الفدراليّة عن الحزب الديمقراطي الجديد في مجلس العموم الكندي نيكي أشتون على موقع تويتر مشيرة إلى قيامها برحلة إلى اليونان لزيارة جدّتها المريضة، بعد أن أمضت عيد الميلاد مع عائلتها في المقاطعة.

وأفاد بيان صادر عن الحزب أنّ زعيم الديمقراطيّين الجدد جاغميت سينغ لم يكن على علم بالرحلة وأنّه سيتمّ تجريد النائبة أشتون من مهامّها كمتحدّثة باسم الحزب.

"بينما نتعاطف مع وضع السيّدة أشتون ونتفهّم حاجتها لأن تكون مع عائلتها، يلتزم ملايين الكنديّين بإرشادات الصحّة العامّة، حتّى عندما يتعذّر عليهم زيارة الأقارب المرضى والمسنّين. ويتوقّع الكنديّون عن حقّ أن يكون ممثّلوهم المنتخبون قدوة لهم" كما ورد في بيان أصدره الحزب الديمقراطيّ الجديد، أحد أحزاب المعارضة في مجلس العموم الكندي.

وأفاد البيان أنّ نيكي أشتون هي الوحيدة من نوّاب الحزب التي سافرت إلى خارج البلاد.

وأفاد حزب الكتلة الكيبيكيّة المعارض في مجلس العموم الكندي أنّ أيّا من نوّابه لم يسافر خارج البلاد.

و بغضّ النظر عن رحلة النائب عن حزب المحافظين رون ليبرت،أكّدت تشيلسي تاكر السكرتيرة الصحفيّة  لزعيم الحزب إرين أوتول، أنّ "نوّاب الحزب يلتزمون بتوجيهات السلطات الصحيّة بما فيها تلك المتعلّقة بالسفر، وقد التزموا بها جميعا حسب علمنا" كما قالت تاكر في حديث إلى سي بي سي القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة.

وفي مقاطعة أونتاريو، استقال وزير المال رود فيليبس من منصبه بعد عودته من رحلة إلى جزر الكاريبي.

وأثارت الرحلة الجدل لا سيّما في ظلّ إجراءات الإغلاق الصارمة التي أعلنها رئيس حكومة المقاطعة دوغ فورد.

"استقالة وزير المال هي الدليل على أنّ حكومتنا تأخذ على محمل الجدّ الالتزام بمعاير أعلى" كما قال رئيس الحكومة  دوغ فورد في بيان.

وعيّن فورد بيتر بثلينفالفي وزيرا للمال، وأكّد أنّ تعيينه يضمن الاستقرار الاقتصادي في المقاطعة خلال الأشهر المقبلة، في وقت تقدّم الحكومة الدعم للعائلات والشركات والعمّال لمساعدتهم على مواجهة تداعيات الجائحة.

وأفاد بيان صادر عن مكتب وزير المال أنّ رود فيليبس استقال من منصبه وأنّ "قرار السفر خلال العطلة كان خاطئا ومرّة أخرى، أقدّم اعتذاري دون تحفّظ" كما ورد في البيان.

وفي ألبرتا، عادت تريسي آلار  وزيرة الشؤون البلديّة في حكومة جيسن كيني إلى البلاد من رحلة قامت بها إلى جزر هاواي الشهر الماضي.

وقال رئيس حكومة المقاطعة جيسن كيني إنّه طلب من الوزيرة العودة إلى البلاد حالما علم بوجودها في الخارج.

وأصدر كيني أوامره بعد ذلك إلى أعضاء الجمعيّة التشريعيّة بعدم مغادرة البلاد إلّا في رحلات عمل حكوميّة ، وأشار إلى أنّه  يتحمّل المسؤوليّة لأنّه لم يكن واضحا بشأن قواعد السفر المتعلّقة بنوّاب المقاطعة.

وأوضح أنّه لن يعاقب الوزيرة آلار أو سواها من أعضاء الحكومة الذين سافروا لأنّهم لم يخالفوا القانون.

وأعرب كيني عن ثقته بأنّ كلّ النوّاب العائدين والذين في طريق العودة إلى المقاطعة سوف يلتزمون بقواعد الحجر الصحّي الإلزاميّة بالنسبة لكافّة المسافرين.

وفي تطوّر طرأ بعد ظهر الإثنين، أعلن كيني أنّه قبل استقالة الوزيرة تريسي آلار، كما أنّ مدير مكتبه جيمي هاكابي استقال من منصبه بناء على طلب رئيس الحكومة.

كما وافق رئيس حكومة ألبرتا جيسن كيني على تخلّي عدد من النوّاب عن مسؤوليّاتهم في الجمعيّة التشريعيّة، مشيرا إلى أنّ سفرهم إلى خارج البلاد خلال عطلة الأعياد ينمّ عن سوء تقدير.

وقال النائب عن حزب المحافظين الموحّد في ألبرتا بات رين إنّه عاد من رحلة قام بها إلى المكسيك، واعتذر لأنّه قام مع عائلته برحلة كانت معدّة مسبقا "عقب دورة برلمانيّة حافلة" وأضاف بأنّه سوف يلتزم بتوجيهات رئيس الحكومة الجديدة بشأن السفر.

كما أكّد  كلّ من جيسن ستيفان وتانيا فير و جيريمي نيكسون ، وهم جميعا أعضاء في الجمعيّة التشريعيّة في ألبرتا، أنّهم عادوا إلى البلاد التزاما منهم بتوجيهات جيسن كيني رئيس حكومة المقاطعة.

وفي مقاطعة سسكتشوان، تعرّض جو هارغريف وزير الطرقات السريعة في حكومة حزب سسكتشوان برئاسة سكوت مو للانتقاد بسبب رحلة قام بها إلى ولاية كاليفورنيا خلال عطلة الأعياد.

وقال هارغريف إنّه أَطلَع رئيس الحكومة على نيّته في السفر وأضاف أنّه يعتزم وضع نفسه في الحجر الصحّي بعد عودته إلى البلاد.

وتوقّع سكوت مو في  بيان صادر عن مكتب رئاسة الحكومة أن يتّبع الوزير هارغريف النصائح التي تطلبها سلطات الصحّة العامّة، في حين اعتبرت المعارضة أنّ تصرّف الوزير  هو بمثابة صفعة على وجه سكّان المقاطعة.

وفي مقاطعة كيبيك، قال بيار أركان النائب عن الحزب الليبرالي المحلّي في الجمعيّة الوطنيّة الكيبيكيّة (البرلمان)  إنّه نادم على قراره القيام برحلة مع زوجته إلى جزر باربادوس .

وأضاف بأنّه يدرك حجم الانتقادات التي يتعرّض لها الذين يسافرون خلال الجائحة  رغم أنّ السفر غير محظور.

وأوضح أنّه أجرى كما زوجنه اختبار الكشف عن الفيروس قبل السفر وبعد عودته من باربادوس.

وأعلنت زعيمة الحزب الليبرالي المحلّي في كيبيك دومينيك أنغلاد في بيان عن تجريد النائب بيار أركان من مسؤوليّاته كمتحدّث لشؤون النقل  ومتحدّث باسم مدينة كيبيك

ولم يعط البيان أيّة تفاصيل حول أسباب تجريد أركان من مسؤوليّاته، ولكنّ القرار عقابيّ على الأرجح بسبب عدم التزام النائب بتوجيهات السلطات الصحيّة في المقاطعة التي تدعو إلى تجنّب السفر غير الضروري.

ودوما في كيبيك، قال يوري شاسان النائب عن حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك الحاكم  (الكاك) إنّه قام بزيارة البيرو للقاء شريكه في الحياة الذي لم يره منذ نحو سنة كما قال.

وأضاف أنّه يشارك في برنامج كفالة كي يهاجر شريكه إلى كيبيك، مشيرا إلى حصول تباطؤ في المعاملات بسبب جائحة فيروس كورونا المستجدّ.

وأوضح شاسان أنّ زعيم حزب الكاك، رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو سمح له بالقيام بالرحلة إلى البيرو.

(وكالة الصحافة الكنديّة/ سي بي سي/ راديو كندا)

روابط ذات صلة:

كوفيد-19: إغلاق الحدود الكنديّة الأميركيّة قد يستمر حتّى العام المقبل

كوفيد-19: الإغلاق مرّة جديدة في تورونتو وبيل مع استمرار ارتفاع الحالات

كوفيد-19: إجراءات إضافيّة في ألبرتا والجيش يدعم السكّان الأصليّين في مانيتوبا