استضافت المملكة السعوديّة قمّة مجلس التعاون الخليجي التي شاركت فيها قطر للمرّة الأولى منذ نحو ثلاث سنوات ونصف.
وأعلن وزير الخارجيّة السعوديّ عودة العلاقات كاملة بين بلاده ودولة قطر.
وكانت السعوديّة قد أعلنت قبيل انعقاد القمّة إعادة فتح الحدود البريّة والبحريّة واستئناف الرحلات الجويّة مع دولة قطر.
ووقّع القادة ورؤساء الوفود المشاركة في القمّة على البيان الختاميّ، ودعوا إلى طيّ صفحة الماضي وتنسيق المواقف السياسيّة لتعزيز دور مجلس التعاون الخليجيّ.
وقال وزير الخارجيّة السعوديّ الأمير فيصل بن فرحان إنّه تمّ الاتّفاق على تنحية الخلاف جانبا، وأعلن عودة العلاقات بين الدوحة ودول المجلس.
وقطعت كلّ من السعوديّة والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر واتّهمتها بدعم الإرهاب.
وأغلقت مجالها الجوّي مع الدوحة ومنعت المعاملات التجاريّة معها ومنعت دخول القطريّين إلى أراضيها.
وفرضت الدول الأربع شروطا على الدوحة لإنهاء القطيعة واستئناف العلاقات، ولكنّ قطر قابلتها بالرفض.
ضيفنا اليوم د. جمال عبدالله الأستاذ الزائر في جامعة مونتريال وأخصّائيّ سياسات الخليج والشرق الأوسط.
يقول د. عبدالله إنّ مشاركة قطر لم تكن مفاجئة، ويشير إلى انعقاد القمّة في مدينة العُلا في السعوديّة، خلافا للعادة حيث تُعقد القمم في العواصم أو المدن الرئيسيّة.
وانعقادها في العُلا له دلالته، ويُظهر وجه السعوديّة الحديث الذي يمثّله وليّ العهد الأمير محمّد بن سلمان.
ويتحدّث د. عبدالله عن أزمة ثقة بين دول الخليج، ويضيف أنّ المصالحة مرهونة بالمتغيّرات كثيرة في المنطقة فضلا عن إدارة أميركيّة جديدة بعد أسبوعين.
وترغب الولايات المتّحدة في أن تكون المواقف موحّدة، ولا يمكن أن تنشِئ واشنطن جبهة صدّ مقابل إيران دون أن تشارك قطر فيها.
أضف إلى ذلك الأزمات في اليمن وسوريّا والعراق وأهميّة توحيد الجهود بشأنها.
وحول الاتّهامات الموجّهة إلى قطر بزعزعة استقرار المنطقة ودعم التيّارات الإسلاميّة وموقفها من إيران، يقول د. جمال عبدالله أخصّائي سياسات دول الخليج والشرق الأوسط إنّ الأزمة التي بدأت قبل ثلاث سنوات ونصف لم تكن الأولى ولم تكن وليدة الساعة بل سبقتها أزمات أخرى، بدأت منذ عام 1995 خلال انقلاب القصر الأبيض الذي أدّى إلى تغيير القيادة في قطر.
ويشير د. عبدالله إلى الاستقبال الحار الذي لقيه رئيس قطر الشيخ تميم من قبل وليّ العهد السعودي، وأنّ الأمير محمّد بن سلمان أراد توجيه رسالة بأنّ المملكة تريد طيّ صفحة الماضي.
ولكنّ أزمة الثقة عميقة ولن يتمّ حلّها سريعا، لا سيّما أنّها انتقلت من القادة إلى الشعوب في المجتمع الخليجي القبلي كما قال د. عبدالله.
ويتحدّث د. عبدالله عن تغيّرات جوهريّة في المنطقة، وعن موجة تطبيع مع إسرائيل، وقّعتها 4 دول، ومن المتوقّع أن تلحق بها دول أخرى.
والإدارة الأميركيّة الحاليّة تريد إنهاء الملفّ قبل تسلّم الديمقراطيّين السلطة.
وعلاقة الديمقراطيّين مع دول المنطقة براغماتيّة في حين كانت علاقات الرئيس الأميركي ترامب شخصيّة.
ومن المحتمل إحياء الاتفاق مع إيران، ولا تريد دول الخليج أن يتمّ الاتّفاق الأميركي الإيراني دون إشراكها في المفاوضات،، وقد ساهمت كلّ هذه العوامل إلى المصالحة في الوقت الحالي.
ويتابع مشيرا إلى الجهود الدبلوماسيّة الكويتيّة المشكورة التي لا يستطيع أحد إنكارها، ويضيف أنّ كلّ الأطراف كانت تحتاج إلى ضامن قويّ خارجي وحليف استراتيجي للجميع.
ولم تتحرّك إدارة الرئيس ترامب قبل اليوم لأنّ مصالحها كانت منسجمة مع الجميع وكانت تبيع الأسلحة للجميع، وكما هو معروف، فإنّ علاقات الدول تحكمها المتغيّرات والمصالح السياسيّة.
وتريد قطر توجيه رسائل طمأنة إلى جيرانها لأنّ لديهم مخاوف تتعلّق بالإسلام السياسي والعلاقات مع تركيا وإيران.
وقد وضعت الدوحة خطّا أحمر بالنسبة لسياستها الخارجيّة، ولكنّها في ما يخصّ التيارات الإسلاميّة، تقدّم إشارات أو أوراق لِكسب جيرانها كما يقول د. جمال عبدالله.
ولا يستبعد أن تكون لِجائحة كورونا تأثير على التطوّرات، ولكنّه مختلف تماما عن الأبعاد الاقتصاديّة.
والمصالحة تساعد في ترميم الوضع الاقتصادي، وسط التأكيد على إعادة فتح الأجواء والحدود البريّة والبحريّة مع قطر.
وما زالت حالة الحذر موجودة، ولكنّ شعب الخليج واحد ويتطلّع إلى إعادة اللُحمة في المنطقة كما قال د. جمال عبدالله، الأستاذ الزائر في جامعة مونتريال وأخصّائي سياسات دول الخليج والشرق الأوسط في حديثه للقسم العربي في راديو كندا الدولي.
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.