فرضت جائحة فيروس كورونا المستجدّ تحدّياتها على أكثر من قطاع، وسعت الحكومات والشركات والأعمال للتكيّف مع الظروف المستجدّة في إطار جهوده التصدّي لانتشار العدوى.
وارتفع عدد الموظّفين الذين يعملون عن بعد، وتحوّلت الجامعات والمدارس من التعليم الحضوري إلى التعليم عن بعد والتعليم الهجين الذي يجمع بين الإثنين، و أصبحت الرعاية الصحيّة تُقدَّم عن بعد في بعض الحالات، وازداد التسوّق الإلكتروني رواجا وبات يشمل مشتريات الحياة اليوميّة.
ورغم أنّ تقنيّات المعلوماتيّة والتقنيّات الرقميّة كانت موجودة قبل الجائحة، إلّا أنّ نطاق استخدامها توسّع كثيرا حول العالم، وارتفعت الحاجة إلى المزيد من الأخصّائيّين العاملين في هذا المجال.
ويتطلّب التحوّل الرقمي تقنيّات ووسائل تضمن عملا آمنا، ولم تكن العديد من الشركات وقطاعات العمل مؤهّلة له كما يجب.

وزير العمل في حكومة كيبيك جان بوليه يقول إنّ المقاطعة تحتاج إلى المزيد من الموظّفين في قطاع تقنيّات المعلوماتيّة/Jacques Boissinot/CP
وفي كيبيك، تسعى حكومة فرانسوا لوغو لتعزيز هذا القطاع ورصَدت 19 مليون دولار إضافي في حملة توظيف تهدف لاجتذاب 6500 موظّف إضافيّ.
وتهدف الحكومة إلى تشجيع الشركات على تطوير خبرات موظّفيها لسدّ النقص في مجال الاحتياجات الرقميّة واليد العاملة المتخصّصة في تقنيّات المعلوماتيّة.
وتهدف كما قال الوزير بوليه، إلى تشجيع الشباب والنساء وأبناء الجاليات المهاجرة على العمل في مجال تقنيّات المعلومات.
واختار العديد من الأشخاص تغيير توجّههم الوظيفي واتّباع دورات تأهيليّة للعمل في مجال تقنيّات المعلوماتيّة.
ويقول بيار صامويل غوليه كوتيه المستشار في معهد أوسوليفان في مدينة مونتريال إنّ المعهد يقدّم دروسا هجينة منذ بداية الجائحة، نصفها حضوريّ والنصف الآخر عن بعد.
ويقدّم المعهد برامج دراسيّة عديدة في مجال تقنيّات المعلوماتيّة، وارتفع الطلب عليها بكثرة، ويقدّم المعهد جزءا كبيرا منها لطلّابه عن بعد.
وأكّد وزير العمل الكيبيكي جان بوليه أنّ المقاطعة تحتاج إلى نحو 6500 موظّف إضافيّ في مجال تقنيّات المعلوماتيّة.

ارتفع عدد التلاميذ الذين يتابعون الدراسة عن بعد بسبب جائحة كوفيد-19/Getty Images/Istock/Pinstock
وأنشأت الحكومة صندوقا بقيمة 15 مليون دولار لتأهيل الموظّفين الحاليّين الراغبين في دراسة تقنيّات المعلوماتيّة أو تطوير خبراتهم فيها.
وسوف تكون 900 مؤسّسة قادرة على استيفاء الشروط المطلوبة للاستفادة من هذا الدعم الحكومي بعد عودة الانتعاش الاقتصادي حسب قول الوزير بوليه.
وتستفيد الشركات من الإعانة للأجور التي توازي قيمتها أحيانا 85 بالمئة من الأجر.
وتخصّص الحكومة كذلك 4 ملايين دولار للعاطلين عن العمل الذين فقدوا أعمالهم بسبب جائحة كوفيد-19، في إطار برنامج المساعدة لإنعاش الاقتصاد.
وكانت حكومة فرانسوا لوغو قد أعلنت في تشرين الثاني نوفمبر 2020 عن برنامج المساعدة على تعافي الاقتصاد.
وأعلن وزير العمل جان بوليه تخصيص 115 مليون دولار للبرنامج الذي يستفيد منه نحو من 20 ألف عامل تأثّروا بِالتباطوء الذي أدّت إليه الجائحة، لإعادة تأهيلهم أو مساعدتِهم على اكتساب مهارات جديدة.
ويتلقّى الأشخاص المؤهّلون لمتابعة البرنامج 500 دولار في الأسبوع طوال فترة التأهيل على مِهن تؤدّي إلى فرص عمل جيّدة.
وأوضح الوزير بوليه أنّ شبكات التربية والعمل تساعد في تسهيل الحصول على التأهيل، لا سيّما دورات التأهيل القصيرة الأمد التي تلبّي الحاجة في بعض الوظائف والمهن المطلوبة.
وسوف يتسنّى تدريب الأشخاص المؤهّلين للاستفادة من برامج تأهيل قصيرة المدى في معاهد على المستويَين الثانويّ والجامعيّ حسب قول وزير العمل الكيبيكي جان بوليه.
وسيكون بإمكان هؤلاء تغيير توجّههم الوظيفيّ أو تطوير مهارات جديدة في مجال عملهم.
ويقول المستشار في معهد أوسوليفان بيار صامويل غوليه كوتيه إنّه من الصعب مثلا على شخص في الأربعينات من العمر، يعمل ويملك منزلا وسيّارة، أن يتخلّى عن كلّ شيء لمتابعة دورة تأهيليّة طوال سنة كاملة، ويتطلّب الأمر تضحيات كبيرة كما قال .
وأضاف مؤكّدا على الدور الذي يمكن أن تلعبَه الشركات والمؤسّسات في توفير تأهيل إضافيّ لموظّفيها، يعزّز مهاراتهم في مجال تقنيّات المعلوماتيّة بما يتناسب وظروف العمل عن بعد التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجدّ.
وأكّد وزير العمل جان بوليه في بيان، أنّ الاستثمار الإضافي في تقنيّات المعلوماتيّة يتيح زيادة عدد الأشخاص المؤهّلين للعمل في تقنيّات المعلوماتيّة ، القطاع "الاستراتيجي والأوّلي" حسب الوزير بوليه.
(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.