تحصد نخبة من الموسيقيين الكلاسيكيين في مقاطعة كيبيك المزيد من الإقبال الشعبي على الاستماع إلى نتاجاتهم الموسيقية الصرفة. وهناك أسباب متعددة كما يقول الخبراء في هذا المجال لاستقطاب الموسيقى الصرفة من جديد الاهتمام من قبل العامة من الناس.
هذا الواقع المستجد يؤكده لهيئة الإذاعة الكندية البروفيسور في علوم الموسيقى في جامعة كيبيك في مونتريال دانيك تروتيه. يعطي هذا الأخير على سبيل المثال الشعبية التي حققها مؤخرا الموسيقيان من كيبيك جان-ميشال بليه والكسندرا ستريلسكي.
حصدت هذه الأخيرة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي جائزة فيليكس كأفضل عازفة بيانو وهي المرة الأولى التي تحصد فيها فنانة كيبيكية هذه الجائزة في تاريخ جوائز فيليكس التي تقدم سنويا لصناع الإنتاج الفني الكندي الفرنسي. وكانت ستريلسكي حصدت في العام 2019 ثلاث جوائز فيليكس بينها جائزة اكتشاف العام وجائزة التأليف الموسيقي.
والمعروف أن جوائز فيليكس ترعاها الـ ADISQ وهي مؤسسة كيبيك لصناعة الديسك والعروض والفيديوهات.
يُعلّل أستاذ العلوم الموسيقية بأن أسباب الاهتمام مجددا بالموسيقى الكلاسيكية الحديثة يعود إلى وجود منصات لبث الموسيقى عبر شبكة الانترنيت ما يعرف بالإنجليزية بـStreaming Media، وهو مصطلح يعني توصيل الوسائط المتعددة مثل الفيديو والصوت عبر الإنترنت بشكل مضغوط يقلل من فترة الانتظار أثناء المشاهدة أو الاستماع.
يقول الأستاذ تروتيه:
عندما نقول بث موسيقي متدفق أي عبر منصة الكترونية، نقول أيضا موسيقى يمكن تشغيلها في كل وقت وغالبا استخدامها كخلفية. ولهذا نجد أن الموسيقى النيو-كلاسيكية قد تم بثها من قبل القنوات والمنّصات بشكل متدفق ومتواصل.
في هذا الإطار يشير أستاذ العلوم الموسيقية إلى أن كلا من الفنانين بليه وستريلسكي حققا ملايين من أعداد الاستماع على منصة Spotify، وهذا الأمر يعد إنجازا كبيرا.
هذه هي الموسيقى التي نسعى من خلال الاستماع إليها، اكتساب قسط وفير من الراحة، وهذا إنجاز يجب عدم التغاضي عنه خصوصا في زمن يتحرك فيه كل شيء بسرعة (أستاذ العلوم الموسيقية دانيك تروتيه).
ويعرب البروفيسور الكندي عن اغتباطه بالمكانة التي حققتها الموسيقى الكلاسيكية في عصر تغلب فيه كفة موسيقى البوب والهيب هوب. "إن السوق الموسيقية اليوم أصبحت أكثر تنوعا"، يردف استاذ الموسيقى.
في سياق متصل، أصدر عازف البيانو من مقاطعة كيبيك لويس-إيتيان سانتيه الخريف الماضي أولى ألبوماته الإفرادية، وهو ألبوم موسيقي كلاسيكي صرف من دون أغاني.
هذا الفنان وإن كان قد نال نصيبه من العواقب بسبب الجائحة، إلا أنه يجد أنها عادت ببعض من الإيجابية والفائدة لموسيقاه.
من سخرية الأقدار، أن يكون هذا الوقت هو الأفضل لهذه الموسيقى الهادئة.
أعتقد أن الناس بحاجة إلى تكريس الوقت لأنفسهم، بحاجة إلى فضاء ذهني على الأقل في حالة استحالة تحقيقه في شكل حسي ملموس.
"أوغوستين" عنوان إحدى المعزوفات في البوم سانتيه، وهو يقول إنها تحية "لأولئك الذين يقضون حياتهم في خدمة الآخرين"، إلى العاملين في الخطوط الأمامية في خضم الجائحة، الذين يواصلون في تقديم الخدمات الأساسية لغيرهم.
هذا الفنان يعد حاليا لإصدار ألبومه الإفرادي الثاني ويأتي الإلهام في شكل خاص في الليل عندما "يشتد به الأرق ولا يُغمض له جفن".
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)
روابط ذات صلة:
فنان كندي يغني في الوقت الضائع على أسرّة مرضى الكوفيد
ماذا حلّ بموسيقيي الشوارع ومحطات الأنفاق في زمن كورونا؟
سينما الهواء الطلق في كندا تتحوّل إلى مسارح للدراغ كوينز في زمن الكورونا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.