علما كندا (إلى اليسار) والولايات المتحدة يرفرفان في محيط جسر "أمباسادور" الذي يربط مدينة ويندسور الكندية بمدينة ديترويت الأميركية (Rob Gurdebeke / CP)

قلقٌ في كندا من ارتفاع الحمائية التجارية الأميركية ودعوةٌ لـ”نهوض شمال أميركي”

يسود قلق في الأوساط الدبلوماسية والاقتصادية في كندا، على المستوى الفدرالي كما على مستوى المقاطعات، من ارتفاع الحمائية التجارية في الولايات المتحدة في ظلّ إدارة الرئيس الديمقراطي الجديد جو بايدن، خاصةً وأنّ الجارة البرية الوحيدة لكندا هي أيضاً شريكها التجاري الأول ووُجهة ثلاثة أرباع صادراتها.

ويوم أمس تناول أربعةٌ من مندوبي مقاطعة كيبيك في الولايات المتحدة هذا الموضوع في لقاءٍ نظّمه "مجلس العلاقات الدولية في مونتريال" (CORIM) غداة توقيع بايدن المرسوم الذي شدّد بموجبه قواعد شراء المنتجات الأميركية (Buy American Act).

وأدارت اللقاءَ الرئيسة التنفيذية لجمعية الصناعيين والمصدّرين في كيبيك (MEQ) فيرونيك برو التي ذكّرت في مستهلّه بأنّ السوق الأميركية هي وجهة 70% من صادرات هذه المقاطعة، الثانية في كندا من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد.

من جهتها أشارت رئيسة بعثة كيبيك العامة في نيويورك، كاترين لوبييه، إلى أنّ قطاعات النقل والمرافئ والمطارات، ومعدّات النقل على السكك الحديد، والفولاذ والحديد، مهدَّدة بشكل خاص من ارتفاع في الحمائية.

رئيسة بعثة كيبيك العامة في نيويوروك كاترين لوبييه في صورة لها عندما كانت مساعدة مدير مكتب رئيس حكومة مقاطعة كيبيك (حقوق الصورة لـRadio-Canada)

"هناك مخاوف كثيرة من الإجراءات المتصلة بقواعد شراء المنتجات الأميركية التي تمّ الإعلان عنها بموجب أمر تنفيذي أمس (الاثنين)"، قالت لوبييه.

لكنّ لوبييه أضافت أنّ وقع تلك الإجراءات قد يكون محدوداً "لأننا معفيّون منها كوننا ننتمي لمنظمة التجارة العالمية وللاتفاق حول العقود العامة" و"لأنّ لدينا أيضاً اتفاق تبادل حرّ"، في إشارة من لوبييه إلى النسخة الجديدة من اتفاق التبادل التجاري الحرّ لأميركا الشمالية ("نافتا" NAFTA) بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك.

كما رأت لوبييه أنّ هناك وقعاً إيجابياً محتمَلاً في النوايا التي أعلنت عنها إدارة بايدن لجهة ترشيد العملية وزيادة الشفافية فيها وتعيين مُحاور واحد في الملف.

لكن بالرغم من أنّ مستوى التوتّر في العلاقات بين كندا والولايات المتحدة تراجع مع رحيل إدارة الرئيس دونالد ترامب، تبقى المخاوف قوية.

ودفعت هذه المخاوف ممثلي كيبيك في الولايات المتحدة إلى تكثيف الاتصالات بقطاع الأعمال الأميركي.

وينظر لاعبون رئيسيون في هذا القطاع، هم أيضاً، بعين القلق إلى قيود مُحتَملة على الصادرات الكندية.

الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن مخاطباً مواطنيه من أمام نصب أبراهام لينكولن التذكاري في واشنطن في احتفال افتراضي بعد أدائه اليمين الدستورية في 20 كانون الثاني (يناير) الجاري (Joshua Roberts / Getty Images / AFP)

"لدينا شبكة جيدة من نقاط الاتصال لنواصل شرح كيف أنّ سلاسل الإمداد (في البلديْن) متكاملة بنسبة عالية جداً وأنّ سعي الأميركيين لإيجاد وظائف (بهذه الطريقة) مرادفٌ لإلحاق الأضرار بالذات"، قالت لوبييه، مضيفةً "في الواقع ستكون النتيجة عكسية، ففي معظم الحالات سيقود ذلك إلى خسارة وظائف، وسيُلحِق الأذى بالمصنّعين وسيكون الجانبان (الأميركي والكندي) خاسريْن".

والنداء الكيبيكي الموجّه لقطاع الأعمال الأميركي لم يكن صرخةً في البرية، إذ تحدّث العديد من أصحاب الأعمال الأميركيين إلى ممثلي كيبيك في بلادهم "ليقولوا إنه يجب استثناء كندا من قواعد شراء المنتجات الأميركية".

وتنظر لوبييه بعين الرضى إلى هذا الموقف من قبل ممثلين عن قطاع الأعمال الأميركي وترى أنّ من الممكن البناء عليه.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو (إلى اليمين) مستقبلاً نائب الرئيس الأميركي (آنذاك) جو بايدن في مبنى البرلمان الكندي في أوتاوا في 9 كانون الأول (ديسمبر) 2016 (Patrick Doyle / CP)

وتسعى الولايات المتحدة لتحقيق "النهوض الأميركي" من أجل إعادة إطلاق الاقتصاد بعد الآثار المدمّرة لجائحة "كوفيد - 19" عليه. ويندرج مرسوم يوم الاثنين في هذا السياق.

لكن هناك مساعٍ في كندا لتوسيع هذا المفهوم ليشمل كلّ أميركا الشمالية. وتلقى هذه المساعي أصداء إيجابية في أوساط قطاع الأعمال.

وقالت لوبييه إنها أجرت محادثات مثمرة جداً في هذا المجال. "تساءلنا: لماذا لا نحقق نهوضاً شمالَ أميركي؟"، أشارت رئيسة بعثة كيبيك العامة في نيويورك.

وأضافت لوبيه أنّ "655.000 غرفة تجارة إقليمية وجمعية أعمال أُخرى" وقّعت على وثيقة ’’النهوض الشمال أميركي‘‘ التي تدعو لإيجاد ردّ مشترك على الأزمة الناجمة عن جائحة "كوفيد - 19"، وأنّ هذا "الكمّ من الأصوات الأميركية يرافقنا في كلّ واحدٍ من اللقاءات التي نعقدها مع الإدارة الأميركية لمواجهة الحمائية".

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

ترودو وزعماء المعارضة يهنّئون الرئيس الأميركي جو بايدن

الأكثرية باتت للسيدات في رئاسة بعثات كيبيك ومكاتبها التمثيلية حول العالم

كندا والولايات المتحدة والمكسيك توقّع على النسخة المعدّلة من “نافتا” الجديد

فئة:اقتصاد، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.