أدانت كندا بشكل واضح "لا لبس فيه" الإنقلاب العسكري الذي وقع فجر اليوم في ميانمار (بورما) وإعلانَ الجيش هناك حالة الطوارئ مدة سنة واعتقاله مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة المدنية.
وأصدر وزير الخارجية مارك غارنو بياناً قال فيه إنّ كندا "قلقة جداً" من الوضع في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.
"تشعر كندا بقلق بالغ بسبب الإجراءات الأخيرة لجيش ميانمار الذي أعلن حالة الطوارئ مدة سنة وسيطر فعلياً على الحكم في البلاد واعتقل كبار المسؤولين المدنيين في الحكومة"، قال غارنو في بيان نشره اليوم موقع وزارة الشؤون العالمية في الحكومة الفدرالية.
"تدين كندا بشكل قاطع هذه الأعمال التي تُعرّض للخطر المسيرةَ السلمية للانتقال الديمقراطي في ميانمار"، أضاف وزير الخارجية الجديد في حكومة جوستان ترودو الليبرالية.
وذكّر غارنو بأنّ "كندا دعمت ميانمار في تنمية مؤسساتها الديمقراطية وفي تعزيز الحلّ السلمي للنزاعات".
وأضاف غارنو أنّ "كندا تدعو جيش ميانمار لإطلاق سراح جميع الأشخاص المُعتقَلين في إطار هذه العملية"، في إشارة إلى الإنقلاب العسكري، وأنها تحثّ المؤسسة العسكرية في هذا البلد "على وضع حدٍّ فوريّ لكلّ ما يعيق المسيرة الديمقراطية".
وأكّد غارنو أنّ "كندا تواصل مراقبة تطوّر الوضع (في ميانمار) عن كثب".

وزير الخارجية الكندي مارك غارنو (أرشيف) (Adrian Wyld / CP)
يُشار إلى أنّ الجيش في ميانمار اعتقل الزعيمة أونغ سان سو تشي، التي تُعتبر عملياً رئيسةَ الحكومة المدنية، ورئيسَ الجمهورية وين مينت ومسؤولين آخرين في حزبه.
وبرّر الجيش انقلابه الجديد، الذي حصل دون إراقة دماء، بـ"مخالفات هائلة" تخللت الانتخابات التشريعية الأخيرة في تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت.
لكنّ اللجنة الانتخابية نفت حصول المخالفات التي تحدّث عنها الجيش.
وحققت "الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية"، حزبُ أونغ سان سو تشي الحاكم منذ انتخابات 2015، فوزاً ساحقاً في الانتخابات الأخيرة.

الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي خلال لقائها رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو في أوتاوا في 7 حزيران (يونيو) 2017 (Lars Hagberg / AFP / Getty Images)
يُذكر أنّ كندا منحت أونغ سان سو تشي الجنسية الفخرية عام 2007 عندما كانت لا تزال معتقلة في بلادها من قبل العسكر على خلفية نشاطها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، لكنّها جرّدتها من هذه الجنسية عام 2018 بعد أن وافق البرلمان الكندي بإجماع أعضاء مجلسيْ العموم والشيوخ على اقتراح بذلك بسبب رفض الزعيمة البورمية التنديد بـ"الإبادة الجماعية" التي تعرّضت لها أقلية الروهينغا المسلمة في بلادها.
وفازت أونغ سان سو تشي بجائزة نوبل للسلام عام 1991 فيما كانت قيد الإقامة الجبرية، ولم تتمكن من الحضور الى أوسلو لإلقاء خطاب تسلّمها الجائزة سوى في عام 2012.
(وكالة الصحافة الكندية / موقع وزارة الشؤون العالمية / أ ف ب / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
كندا تطلب من روسيا والصين المساهمة في منع وقوع إبادة جماعية بحق الروهينغا
نزع الجنسية الفخرية عن سو تشي: مجلس الشيوخ على خطى مجلس العموم
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.