مشهد موجع لأشكال التشرّد في المدينة الكوسموبوليتية مونتريال، يتكرر هذا المشهد كثيرا في وسط المدينة المتروبول وقد زادت الجائحة من معاناة المشردين يضاف إلى ذلك برد الشتاء القارس/راديو كندا

خيمة دافئة لإيواء أصدقاء مشرّد مونتريال الذي لاقى حتفَه في العراء وسط برد قارس

رافايل نابا أندريه، اسم سيظل يتذكره أهل مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك لسنين قادمة. إنه الفقير المعوز الذي لاقى مصرعه قبل عدة أسابيع في ليلة باردة، ووجد جثة هامدة داخل مرحاض موضوع في حديقة عامة.

تلك الليلة أقفلت أبواب الملجأ الذي يأوي مشردي مونتريال، "الباب المفتوح" أوصدت أبوابه بعدما تفشت فيه الإصابات بكوفيد-19، ولم يستطع الفقير البائس من الأمم الأوائل رافايل نابا أندريه أن يجد له مبيتاً.

ولإحياء ذكرى هذا المشرّد، تم إطلاق اسمه على خيمة مجهزة بوسائل التدفئة ومكرّسة لإيواء المشردين في مدينة مونتريال خوفا من أن يلقوا المصير المشؤوم ذاته. وتم بالفعل افتتاح هذه الخيمة مساء أمس الثلاثاء حيث تم استقبال العديد من المشردين الباحثين عن مبيت آمن ودافئ. هؤلاء يتوجهون إلى هذه الخيمة في حد أقصى عند الساعة الثامنة مساء ويبيتون بداخلها حتى الخامسة فجرا، وهو الوقت الذي يُحظر فيه التجول في المدينة.

ويكثر الجدل حاليا في كيبيك حول حظر التجول الذي تفرضه حكومة كيبيك للحد من انتشار الوباء. كذلك تثار مسألة أوضاع الأشخاص المشردين في مونتريال، من السكان الأصليين وغيرهم، التي ازدادت سوءا بسبب الجائحة. 

تقول السيدة ناكوزيت وهي مسؤولة في منظمات إنسانية تعنى بالمشردين في مونتريال وترأس منظمة "ملجأ نساء الأمم الأوائل"، "إنها كانت تطالب بخيام مجهزة بالتدفئة منذ شهور، ذلك كان منذ بدء الموجة الأولى من الجائحة". 

تدعو مراكز خدمة المشردين حكومة كيبيك إلى تكييف الإجراءات الاحترازية في شكل يساعد على الحدِّ من انتشار فيروس كورونا المستجد، بين الفئات الأكثر ضعفاً/راديو كند

كررتُ المطالبة بتلك الخيام، ليستجيب وزير شؤون السكان الأصليين  في حكومة كيبيك إيان لافرونيار على مطالباتي قبل نحو أسبوعين. وقد عقد هذا الأخير مؤتمرا صحافيا أعلن فيه أن خيمة مجهزة بالتدفئة سيتم إنشاؤها، ووضع  الملف بين يدي. كان أمرا مفاجئا ولكننا استطعنا التصرف ووجدنا الطريقة لتحقيق ذلك. كما أكدت السيدة ناكوزيت. 

هذا علما أن في نهاية المطاف، مدينة مونتريال هي التي قدمت الخيمة على نفقة البلدية. وتقول السيدة ناكوزيت إن كل الأموال التي تم جمعها من حملة التبرعات عبر وسائل التواصل وغيرها والتي بلغت نحو 40 ألف دولار سيمكن توظيفها في احتياجات أخرى لمشردي مونتريال. 

من البديهي أن يستمر وجود هذه الخيمة لفترة طويلة، إلى حين انتهاء الحاجة إليها، كما تقول ناكوزيت. ولكن بلدية مونتريال أوعزت أنها ستقدمها لمدة اسبوعين فقط.

ولكن على الرغم من كل شيء، فإن رئيسة منظمة "ملجأ النساء من السكان الأصليين " في مونتريال تعرب عن سعادتها العارمة بإنشاء خيمة مجهزة بالتدفئة في وسط مونتريال صالحة لمدة أسبوعين على الأقل. وتضيف ناكوزيت أن ردود الفعل إيجابية للغاية لقرار تسمية المكان تخليدا لذاكرة رافايل أندريه.

مشرّدون افترشوا الأرض في محطّة قطار الأنفاق في مونتريال/Philippe-Olivier Constant /Instagram

مبادرة يقودها السكان الأصليون في مواجهة المأساة

توضح الناشطة الإنسانية أنه بفضل التبرعات، لا سيما من مجتمعات السكان الأصليين المختلفة، سيتمكن الأشخاص الذين يقصدون خيمة مونتريال من الجلوس على كراسي مريحة، وتناول حاجتهم من المأكل والمشرب واستخدام قفازات وبطانيات وضعت بتصرفهم، وكل ذلك ضمن قواعد التباعد الاجتماعي وتدابير الوقاية الصحية للحفاظ على سلامتهم.

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)

روابط ذات صلة:

المشرّدون بين سندان البرد القارس ومطرقة الوباء

جائحة كوفيد-19 تركت تداعياتها على المشرّدين في كندا

المشردون في مونتريال

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.