علّق وزير الخارجيّة الإيراني محمّد جواد ظريف على تسجيل سرّي مسرّب يوحي فيه المتحدّث أنّ تحطّم الطائرة الأوكرانيّة في العام الماضي بعد دقائق على إقلاعها من مطار طهران مزيّف.
وردّ ظريف والمتحدّث باسمه على الخبر الذي نشرته سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، بالقول إنّ التسجيل مزيّف.
"الادّعاءات الواردة في الخبر غير صحيحة ولا أساس لها، ولا تتوافق العديد من التصريحات المنسوبة إلى د. ظريف مع اللغة التي يستخدمها بشكل إجمالي، والإدّعاء بوجود مثل هذا التسجيل غير صحيح" كما ورد في بيان نشره سعيد خطيب زاده المتحدّث بِاسم الخارجيّة الإيرانيّة على موقع الوزارة الإلكتروني باللغة الفارسيّة وترجمته سي بي سي إلى لانجليزيّة.
ونصح ظريف الحكومة الكنديّة "بِالتصرّف بمهنيّة بدل الإثارة غير المثمرة" وإلى تقديم تقرير خبير عن الحادثة إن كان له رأي.
وتقول سي بي سي التي حصلت على التسجيل، إنّه في عهدة الشرطة الملكيّة الكنديّة ووكالة الاستخبارات الكنديّة ومؤسّسة أمن الاتّصالات منذ أسابيع.
وتحقّق أجهزة الأمن في صحّة التسجيل وتتعامل معه بالجديّة التي يستحقّها حسب قول رالف غوديل مستشار رئيس الحكومة جوستان ترودو الخاص حول قضيّة الطائرة الأوكرانيّة.
الحقيقة قد لا يتمّ الكشف عنها حسب التسجيل:
ولجأت سي بي سي إلى ثلاثة أشخاص من أجل ترجمة التسجيل من الفارسيّة إلى الانجليزيّة مع كلّ الفروق اللّغويّة الدقيقة.
وتقول مصادر إنّ الصوت المسموع في التسجيل هو صوت وزير الخارجيّة الإيراني محمّد جواد ظريف.
ويشير الشخص المتحدّث في التسجيل إلى "آلاف الاحتمالات " لِتفسير سقوط الطائرة، بما في ذلك هجوم متعمّد يشارك فيه اثنان أو ثلاثة متسلّلين.
ويضيف أنّ الحقيقة حول إسقاط الطائرة لن تنكشف على الأرجح، ولن يتمّ الكشف عنها أبدا من قبل أعلى المستويات الحكوميّة والحرس الثوري الإيراني.
"لن يقولوا لنا ولا لأيّ أحد، لأنّهم لو فعلوا ذلك، سوف يفتحون الباب حول أنظمة الدفاع في البلاد ، ولن يكون من مصلحة الوطن قولها علنا" كما ورد في التسجيل.
وتفيد مصادر أنّه تمّ التقاط تسجيل المحادثة الخاصّة في الأشهر التي تلت حادثة تحطّم الطائرة في الثامن من كانون الثاني يناير 2020.
وشدّد وزير خارجيّة إيران في تغريدة على موقع تويتر، ردأ على الخبر الذين نشرته سي بي سي، على أنّ طهران اعتقدت دوما أنّ هناك تفسيرات عديدة محتملة حول إسقاط الطائرة، ولكنّها خلصت إلى أنّ خطأ بشريّا كان وراء الحادثة.
أسفر تحطّم الطائرة عن مقتل ركّابها وأفراد طاقمها جميعا، و أغلبيّتهم كنديّون وإيرانيّون، وأيضا من جنسيّات أخرى/Nazanin Tabatabaee/WANA/Reuters
وأسفرت الحادثة عن مقتل جميع ركّاب الطائرة البالغ عددهم 176 راكبا، من بينهم 103 ركّاب مرتبطون بِكندا، يحمل 57 منهم الجنسيّة الكنديّة، والآخرون تأشيرة الإقامة الدائمة في كندا.
وقال المتحدّث بِاسم الخارجيّة الإيرانيّة سعيد خطيب زاده في بيانه إنّ وزير الخارجيّة محمّد جواد ظريف شدّد كما يعرف الجميع، على ضرورة البحث في كافّة الاحتمالات، خلال الاجتماعات الرسميّة التي أعقبت حادثة تحطّم الطائرة.
وتحدّث البيان بصورة خاصّة عن لقاء مع وزير الخارجيّة الكندي، في إشارة واضحة إلى وزير الخارجيّة في حينه فرانسوا فيليب شامبان.
واتّهم خطيب زاده كندا بتسييس الحادثة ودعاها إلى عدم زيادة حزن العائلات التي فقدت أحبّاء من خلال هذه الأعمال والشائعات.
ويشار إلى أنّ أغلبيّة ركّاب الطائرة كنديّون وإيرانيّون، وهناك ركّاب يحملون جنسيّات أوكرانيا والسويد وأفغانستان والمملكة المتّحدة.
وتمّ تشكيل مجموعة دوليّة للتنسيق والتدخّل من أجل ضحايا الطائرة الأوكرانيّة، و ووقّعت دول المجموعة مذكّرة تفاهم بخصوص التعاون بشأن التعويضات من قبل إيران لِعائلات الضحايا.
ويشار إلى أنّ في كندا جالية إيرانيّة كبيرة العدد، يتوزّع أبناؤها على كبريات المدن الكنديّة، ويقيم الكثيرون منهم في تورونتو الكبرى، ومونتريال الكبرى، وأيضا في مدينتي إدمنتون و كالغاري في مقاطعة ألبرتا ومدن أخرى عبر أنحاء البلاد.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.