رسام الكاريكاتير الراحل وبين يديه ألبوم رسومات جمعها له أولاده لمناسبة أعوامه التسعين/راديو كند

إرث برتيو رسام الكاريكاتير الكندي الفرنسي الذي اشتُهر بأسلوب السهل الممتنع

وافت المنية رسام الكاريكاتير الكندي من مقاطعة كيبيك رولان برتيوم الذي طبعت الحياة السياسية معظم أعماله، الشهير بتوقيعه الفني برتيو، يوم الاثنين مطلع الأسبوع في أحد مستشفيات مدينة مونتريال عن عمر ناهز الـ 93 عاما.

يوضح نجله دانيال برتيوم لهيئة الإذاعة الكندية بأن والده، الذي كان يعيش في مركز رعاية صحية، كان يعاني منذ عدة سنوات من مرض الزهايمر، ولكن وفاته أتت إثر إصابته مؤخرا بداء كوفيد-19.

ويسرد الابن مسيرة زاهرة، عمرها أكثر من أربعين عاما، خاضها والده صاحب النزعة الاستقلالية في كيبيك والمدافع الحريص على الكيان الفرنكوفوني وسيادته في كندا، وطبعت مواقفه السياسية هذه معظم رسوماته.

كان برتيو مولعا بالرسم منذ نعومة أظفاره، حتى أنه كان يرسم أساتذته في المدرسة. 

ولد في مدينة مونتريال في العام 1927، حصّل دبلوما في الرسم وبدأ مهنة الرسم الكاريكاتوري في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، على صفحات جريدة لا بريس الصادرة في مونتريال. ليلتحق فيما بعد بجريدة "Le Devoir" حيث خصصت له مساحة هامة في العمود الافتتاحي للصحيفة. هذا وعمل برتيو فيما بعد في عدة جرائد ومجلات فرنكوفونية في كيبيك ليستقر أخيرا في جريدة "الشمس" Le Soleil التي تصدر في كيبيك عاصمة مقاطعة كيبيك. آخر رسم له على صفحات هذه الجريدة، الذي طوى معه مسيرته المهنية، كان في العام 1997.

الفنان الكندي الفرنسي، رفيق برتيو في النضال من أجل سيادة كيبيك جيل فينيو، في رسم استثنائي للكاريكاتير الراحل/راديو كندا

يقول نجل فقيد كيبيك:

كان والدي رسام بورتريه بامتياز، كاريكاتوري غير عادي، كان مبدعا في استخراج الجوهر في شخصياته من خلال بضعة ضربات بالريشة. عندما تنظر إلى رسوماته تشعر بأنها تتفاعل معك وكأن والدي قد وضع الكلام على شفاه شخصياته المرسومة. حافظ دوما على احترام مهنته وفنه وشخصياته التي رسمها من دون أن يقصد الأذية والتجريح لأي أحد. كان يمتهن فن كشف عيوب السياسيين ولكن دون خسة أو ابتذال. الحصافة كانت عنوانا في حياة والدي المهنية والشخصية.

يعترف رواد الرسم الكاريكاتيري في كيبيك بتميّز أسلوب برتيو ويقول عنه خلفه في صحيفة "لو سوليي"، الكاريكاتوريست أندريه فيليب كوتيه: "كان يتمتع برتيو بأسلوب بسيط للغاية، مباشر، جيد، وعلى درجة كبرى من الفعالية والتأثير".

يقول دانيال بريوم إن والده كان يغرّد دوما في سرب خاص به وهو "لم يكن اجتماعيًا للغاية. كان حذرًا إلى حد ما. لم تكن الاتصالات الاجتماعية قوته العظيمة. كانت طريقته في التواصل من خلال أعماله".

حتى لو تدهورت قدراته العقلية في السنوات الأخيرة ، حافظ رولان بيرتيوم على صحة جيدة. قال ابنه: "لم يكن يتناول أي دواء ، ولم يخضع لعملية جراحية قط". 

تجدر الإشارة إلى أن مكتبة وأرشيف كيبيك الوطني تحتفظ منذ العام 1997 بعدد كبير من رسومات الكاريكاتير الراحل.

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، صحيفة لا بريس، صحيفة لو سوليي، صحيفة لو دوفوار)

فئة:ثقافة وفنون
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.