يعكف باحثون في جامعة كالغاري على تطوير طريقة تساعد في تطهير الكمامات الطبيّة بما يتيح إعادة استخدامها بدل طرحها في النفايات.
وتقضي عمليّة التطهير بِرشّ الكمامة بِمحلول من أزرق الميثيلين والمياه، وتعريضها من ثمّ للضوء مدّة 30 دقيقة، كما تقول د. بيليندا هين أستاذة الكيمياء وعضو فريق الباحثين المشاركين في الدراسة في جامعة كالغاري.
"يتمّ تنشيط الصَبغة المسمّاة أزرق الميثيلين بواسطة الضوء الداخلي. ويساهم أزرق الميثيلين، خلال تنشيطه، في إخراج طاقة الضوء ونقلها إلى الأوكسيجين المحيط بنا": د. بيليندا هين أستاذة الكيمياء في جامعة كالغاري.
ويؤدّي تنشيط الأوكسيجين إلى مفعول ارتجاعي، وهو ما يقضي على الفيروس ويدمّره كما قالت د. هين.
تقوم د. بيليندا هين بتعريض الكمامة للضوء بعد رشّها بمحلول أزرق الميثيلين والماء من أجل تطهيرها من الفيروسات/Riley Brandt/University of Calgary)
وأضافت بأنّ أزرق الميثيلين يساعد في تحويل طاقة الضوء، في حين يقضي الأوكسيجين على الفيروس.
و أزرق الميثيلين المعروف أيضا باسم كلوريد الميثيلثيونينيوم، هو في الوقت عينه صبغة ودواء.
جامعة كالغاري تشارك في دراسة عالميّة:
وتشارك د. هين في كونسورسيوم أبحاث عالمي، يضمّ من بين أعضائه منظّمة الصحّة العالميّة، يعمل على البحث في طرق تطهير بديلة لِلأقنعة الطبيّة.
والكمامات الطبيّة أحاديّة الاستخدام، ومن المتوقّع أن يتنامى الطلب عليها، خصوصا أنّ عددا من خبراء الأمراض المعدية يدعون إلى وضع كمامتَين في آن معا للوقاية، بعد ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا المستجدّ.
وتتوقّع د. بيليندا هين أن تعاني العديد من الدول نقصا في الكمامات، وتؤكّد على ضرورة مواجهة النقص وفي الوقت عينه، حماية العاملين في الخطوط الأماميّة .
"هذا ما أثبتته الدراسة، وقد طوّرنا منهجيّة جديدة رخيصة الثمن تتيح لنا تطهير الكمامات": د. بيليندا هين أستاذة الكيمياء في جامعة كالغاري
الكمامات إلزاميّة في الأماكن العامّة ووسائل النقل العام في مختلف المقاطعات الكنديّة/Andrew vaughan/CP".
وتقضي طريقة العمل كما تشرح د. هين، بِرشّ محلول أزرق الميثيلين والمياه ستّ مرّات على مساحة الكمامة من الداخل، ومرّتين من الخارج، وتعريضِها بعد ذلك للضوء، ويستخدم الباحثون مصباحَين لهذه الغاية، كلّ منهما لِأحد ناحيتَي الكمامة.
وتمّ اختبار الطريقة على الكمامات الطبيّة والكمامات من نوع إن 95، والكمامات المصنوعة من القماش كما قالت د. هين.
وكانت فعاليّتها محدودة على كمامات القماش، دون أن يعني ذلك أنّ الفيروسات بقيت عالقة فيها أو أنّه لا ينبغي استخدامها كما أوضحت الباحثة في جامعة كالغاري وأستاذة الكيمياء بيليندا هين.
وقد تكون طريقة تطهير الكمامات رخيصة نسبيّا في كندا، لكنّ الخطوة التالية التي يسعى إليها الباحثون، تتضمّن استخدام طاقة الشمس لتنشيط الصبغة، من أجل أن تستفيد منها البلدان المتوسّطة والمتدنيّة الدخل كما قالت د. بيليندا هين.
ويواصل الباحثون العمل للتأكّد من أنّ عمليّة تطهير الكمامات آمنة كلّيا كما قالت الباحثة، وأضافت أنّ أزرق الميثيلين يحظى بِموافقة وكالة الغذاء والدواء الأميركيّة.
ويستخدم الباحثون كميّة صغيرة للغاية من صبغة أزرق الميثيلين كما أوضحت الباحثة، وأضافت أنّ نقله سهل ولا يُعتبر مادة خطرة خلافا لِماء جافل.
وتسعى الدراسة أيضا لتحديد ما إذا كان تنشٌق كميّة صغيرة من أزرق الميثيلين لا يشكّل أيّ خطر، ودعت د. هين الجميع إلى عدم التهافت على شراء المحلول، وأضافت أنّ الأبحاث مستمرّة من أجل الوصول إلى تركيزات آمنة للاستخدام البشري.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.