في مقاطعة ألبرتا في الغرب الكندي، يخشى خبراء الصحة العامة من أن عدم إنزال العقوبة بحق من يتجاهل القيود الاحترازية للحد من انتشار وباء كوفيد-19، سيحول دون قدرة المقاطعة على منع حدوث موجة ثالثة محتملة من الوباء. خصوصا مع ظهور سلالات جديدة للفيروس التاجي في أنحاء المقاطعة.
بعد مرور نحو عام على ظهور الوباء، يواصل العديد من سكان مقاطعة ألبرتا في انتهاك التدابير الصحية، التي وضعتها السلطات المحلية للحدّ من انتشار داء كوفيد-19، من دون أن يخضعوا للعقاب. والامثلة عديدة في مقاطعة البراري على تحدي بعض الأفراد والمؤسسات المجتمعية للقيود الوقائية الصحية المفروضة من قبل السلطات الحكومية والصحية.
في نهاية الأسبوع المنصرم، سار متظاهرون بدون أقنعة واقية في المركز التجاري "شينوك سنتر" في مدينة كالغاري. ولم تحرر شرطة المدينة أية مخالفة بحق أي منهم.
كنيسة "Grace Life Community Church" قرب العاصمة ادمنتون، واصلت من جهتها، في تحدي القيود الاحترازية وتستمر بفتح أبوابها واستقبال المؤمنين، على الرغم من أمر صادر بإغلاقها الشهر الفائت واعتقال راعي الكنيسة.
كذلك في وقت سابق من الشهر الجاري، شجّعت مجموعة صغيرة من المحتجين على التدابير الوقائية، زوجين على مغادرة الفندق الذي كانا يقضيان فيه مدة الحجر الإلزامي، قبل انتهاء مدة العزل.
وعلى مرأى من عناصر الشرطة، خرج الزوجان من الفندق، وسط تصفيق المتظاهرين المحتجين على القيود الاحترازية.
تقول مصادر الشرطة إن التحقيق لا زال جاريا ولكن لم تتم معاقبة أي شخص حتى الآن.
في مقاطعة مانيتوبا، اخترقت إحدى الكنائس نهاية الشهر المنصرم التدابير الوقائية. ونشرت شريط فيديو على صفحتها على فيسبوك، يظهر فيه نحو من 40 مرنما من الأطفال من دون أقنعة واقية ولا احترام للتباعد الجسدي داخل الكنيسة/راديو كندا
تحذّر البروفيسور المساعدة في تخصص طب الأطفال في جامعة ألبرتا، الدكتورة تحسين لادا،
من أنه في حال كان تطبيق القواعد رمزيا فحسب، من دون أن يهدف إلى منع التجاوزات المستقبلية، أو يردع الناس عن تكرار المحاولة، فهو لن يكون فعالا.
تضيف الاستاذة الجامعية: " إن الرسالة التي يتلقفها المجتمع في هذا الإطار، هي أن هذه القيود غير مهمة وأننا قد نكون آمنين حتى لو لم نتبعها، ولكن الواقع مغاير لهذه الحقيقة تماما".
إعطاء دور أكبر للشرطة
في سياق متصل، أكدت كبيرة الأطباء في ألبرتا، دينا هينشو، على ثقتها في خبرة الشرطة، مشيرة إلى أهمية دور التثقيف والتوعية.
تقول: "في كثير من الحالات، تسمح هذه الخطوات الأولى في تطوير شراكة أفضل مع هؤلاء الأفراد. بالطبع، عندما لا ينجح ذلك، فإننا ندعم دائمًا اتخاذ الإجراءات اللازمة".
توضح مديرة الصحة العامة، بأن السلطات الصحية تتخذ هذه القرارات بشكل مستقل، ويلقى على الشرطة مسؤولية تطبيقها بالطريقة التي تراها مناسبة.
يعرب الدكتور سجاد فاضل، وهو باحث في الصحة العامة في جامعة كالغاري، عن اعتقاده بأن عدم الامتثال للقواعد الصحية من قبل بعض السياسيين المنتخبين، فإن ذلك يؤدي إلى "تآكل ثقة الشعب".
يضيف هذا الأخير قائلا:
عندما تكون هناك رسائل متناقضة ومتباينة، عندما يقول الناس شيئا ولكنهم يفعلون شيئا آخر، فإن هذا الأمر يؤثر سلبا على شريحة المجتمع التي عليها اتباع التوصيات.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)
روابط ذات صلة:
الشرطة لهم بالمرصاد، لكن منتهكي القيود الاحترازية لا يوفرون سعيا عبر البلاد
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.