حركة 20 شباط فبراير في المغرب في الذكرى العاشرة على انطلاقها.
ففي مثل هذا التاريخ من العام 2011 ، انطلقت حركة احتجاجات واسعة النطاق في مختلف أنحاء المملكة.
ونزل عشرات الآلاف من المغربيّين في عشرات المدن إلى الشارع للمطالبة بالحريّة والديمقراطيّة والعدالة الاجتماعيّة واستقلاليّة القضاء ومحاربة الفساد وإجراء انتخابات نزيهة وتغيير الدستور.
وانطلقت الحركة في سياق احتجاجات الربيع العربي الذي بدأ في تونس، ولقيت العديد من مطالب المحتجّين تجاوبا من قبل الملك محمّد السادس.
وجرت انتخابات مبكّرة ، أسفرت عن تشكيل حكومة بقيادة حزب العدالة والتنمية.
وساهمت الحركة في وجهها الإيجابيّ في كسر حاجز الخوف من السلطات ولكنّ زخمها تراجع مع مرور الوقت، رغم أنّها حظيت بتأييد حركات حقوقيّة ونقابيّة. عديدة.
صيفنا اليوم في القسم العربي في راديو كندا الدولي الأستاذ عبد القادر مزيغي، منسّق لجنة الدفاع عن حريّة الصحافة في المغرب، فرع مونتريال.
وتهدف الحركة لإطلاع الرأي العام والحكومة الكنديّة وحكومات المقاطعات على ما يتعرّض له الصحفيّون من اضطهاد، و إدانة كلّ اعتداء على حريّة الرأي.
يقول الأستاذ عبد القادر مَزيغي إنّ الحركة تعمل من كندا على مساندة الصحفيين في الوطن الأم من خلال التعريف بقضيّة الحريّات وبصورة خاصّة حريّة الصحافة في المملكة.
ويتحدّث عن عدد من الصحفيين الذين تمّ اعتقالهم، ومن بينهم توفيق بوعشرين وعمر راضي والناشط الحقوقي المعطي منجب وسواهم.
ولجنة الأمم المتّحدة حول الاعتقال التعسّفي قالت إنّ اعتقال بوعشرين كانت من باب الاعتقال التعسّفي.
وصحيح أنّ حركة 20 شباط ساهمت في تغيير الدستور، ولكن الاستبداد لم يسقط كما قال الأستاذ مَزيغي، والصحفيّون المعتقلون هم ضحايا التشهير بمشاركة مواقع قريبة من السلطة، وظروف الاعتقال استثنائيّة.
والقضاء في المغرب مستقلّ عن العدالة، وهو في يد الأمنيّين الذين يسيّرون المغرب حاليّا.
ويقول عبد القادر مَزيغي إنّ الاعتقالات تكون معروفة قبل حدوثها من خلال مواقع تابعة للسلطة، تعطي اليوم الذي سوف يُعتقل فيه هذا الصحفي أو ذاك، وهو أمر خطير في المغرب حسب قوله.
ويشير ضيف القسم العربي عبد القادر مزيغي ردّا على سؤال إلى أنّ كلّ السلطات في يد الملك، رغم وجود حكومة، والحكومة تنفّذ ما يقوله الملك والمربّع الذي يدور في فلكه،
و رئيس الحكومة لا يتمتّع بالسلطة ولم تُعهد إليه على سبيل المثال مهمّة إدارة جائحة فيروس كورونا المستجدّ في المغرب.
ويقول الأستاذ مَزيغي إنّ الفساد في المغرب منهجي، وكلّ من يدور في دائرة المخزن جزء من المنظومة الفاسدة.
و صحافة الاستقصاء تتحدّث عمّا يُسمّى "خدّام الدولة"، وهناك زواج بين سلطة المال والأعمال، والملك هو المستثمر الأوّل ، وأصبحت المغرب كَمملكة الموز.
وحول ما يثار عن تراجع زخم الحراك، يقول عبد القادر مزيغي إنّ هناك تراجعا نحو القبضة الأمنيّة والقمع، وليس هناك تراجع في الحريات بل هناك استمراريّة في قمع الحريّات.
وهناك تراجع في الزخم على المستوى الوطني، ولكن هناك احتجاجات تخرج باستمرار في هذه المنطقة أو تلك، وخرجت حركة احتجاجات في الريف عام 2016، وروح الحراك ما زالت مستمرّة، وسوف تخرج احتجاجات يوم السبت في نحو 30 مدينة مغربيّة في الذكرى العاشرة لحركة 20 شباط.
وعن آمال التغيير التي أحيتها الحركة، يقول الأستاذ مزيغي إنّ الأمل موجود أبدا.
والملك محمّد السادس كان ملك الفقراء في المرحلة الأولى من تولّيه العرش، ولكنّ الوضع تغيّر على مرّ السنوات.
وما زالت الطبقة الوسطى في المغرب تعاني، وثلث اقتصاد المغرب غير مهيكل، وازداد الفقراء فقرا، ورغم الاستقرار السياسي في المملكة، فإنّ مرتبتها في التنمية البشريّة دون مرتبة الجزائر وتونس وليبيا كما يقول عبد القادر مَزيغي.
وحول الشعبيّة الواسعة التي يتمتّع بها الملك محمّد السادس، يقول الأستاذ مزيغي إنّ الملك يسود ويحكم.
وحركة الاحتجاج مختلفة عمّا جرى في مصر حيث جرت المظاهرات في ميدان التحرير بصورة أساسيّة في حين توزّعت الاحتجاجات المغربيّة في مختلف مناطق البلاد.
والنظام الملكي المغربي كان أكثر ذكاء في التعامل مع الحراك، ولكن القبضة الأمنيّة كبيرة، والمخزن موجود في كلّ مكان، حتّى في وسائل الإعلام.
ويقول عبد القادر مَزيغي إنّه شخصيّا ليس ضدّ الملك ولكنّه مع التغيير، والمفارقة أنّ كلّ التظاهرات التي خرجت في المغرب كانت سلميّة، ودون إراقة دماء.
وفي ختام حديثه للقسم العربي، يقول منسّق لجنة الدفاع عن حريّة الصحافة بالمغرب فرع كندا عبد القادر مَزيغي إنّ التعريف بقضيّة الحرّيات أساسي جدّا.
والأصوات الحرّة تحت مجهر السلطة، وهناك ممارسات جديدة للتشهير بِالمعارضين وبِالأصوات الحرّة، ومن المهمّ التعريف بقضيّة حقوق الإنسان لأنّ هناك قبضة أمنيّة مُحمكة.
ويعمل فرع اللجنة في مونتريال للضغط على الحكومة الكنديّة كي تضغط على الحكومة المغربيّة من أجل رفع اليد عن الصحفيين المعتقلين وكافة المعتقلين السياسيين في المغرب.
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.