أثار مشروع الحكومة الكنديّة المتعلّق بتقديم طلب الحصول على جواز سفر العديد من علامات الاستفهام بشأن حماية المعلومات الخاصّة.
فقد وقّعت الحكومة الليبراليّة برئاسة جوستان ترودو في كانون الأوّل ديسمبر 2020 على عقد بقيمة 1،5 مليون دولار مع شركة آي بي إم فرع كندا، من أجل تطوير تطبيق إلكتروني يمكن للكنديّين مراجعته عبر الهاتف الخليوي أو عبر اللوحة الإلكترونيّة أو الكومبيوتر.
ويسمح التطبيق بِتقديم طلب ٍ للحصول على جواز سفر ودفع التكلفة وتقديم صورتهم الشمسيّة بسهولة وعلى نحو آمن.
ومنذ تمّوز يوليو 2013، أصبح برنامج جواز السفر الكندي من مسؤوليّة وزارة الهجرة و اللجوء والمواطنة. وهدفت الحكومة من وراء هذا الإجراء إلى الاستفادة من الخبرة العمليّة لِوزارة الهجرة والمنصّة الإلكترونيّة الخاصّة بها، وأيضا من قدرات وزارة التنمية والخدمات على تقديم الخدمات على المستوى الوطني الكندي، والشبكة الخاصّة بها.
وأكّد ريمي لاريفيير المتحدّث باسم وزارة الهجرة الكنديّة أنّ عمليّة تقديم الطلب إلكترونيّا آمنة للغاية.وكانت الحكومة قد أعدّت المشروع منذ أشهر عديدة، واضطرّت لِتسريع بلورته بسبب جائحة كوفيد-19 ، وليكون الحصول على الجواز عملانيّا وأكثر سهولة.
وأعطت الحكومة مهلة ثلاثة أشهر لِشركة آي بي إم فرع كندا لتطوير التطبيق الإلكتروني الذي يُستخدم في المشروع النموذجي لِطلبات الحصول على جواز سفر كندي.
وتسبّبت إجراءات الوقاية الصحيّة التي فرضتها السلطات للتصدّي لِلجائحة في تأخير معالجة طلبات الحصول على جواز سفر، وأصدرت وزارة الهجرة 897401 جواز فقط العام الماضي، مقارنة بـ2،6 مليون جواز في العام 2019.
وأعطت الوزارة الأولويّة في معالجة الطلبات في الأشهر الأربعة الأولى التي أعقبت بداية الجائحة للأشخاص المضطرّين للسفر لأسباب طارئة.
كما اضطرّت الحكومة إزاء التأخير الحاصل في معالجة الطلبات، إلى تمديد مهلة جواز السفر المنتهية صلاحيّته مدّة سنتين إضافيّتين.
وأكّدت لورين سانكي المتحدّثة باسم وزارة الهجرة واللجوء والمواطنة أنّ الوزارة تتولّى إدارة المعلومات الشخصيّة لِمقدّمي الطلبات، وتحديد معطيات الأمن الخاصّة على هذا الصعيد.
ويتساءل سبستيان غامبس أخصّائي المعلوماتيّة في جامعة كيبيك في مونتريال "أوكام"، كيف يكون ممكنا أن تختبر شركة آي بي إم التطبيق دون أن تكون قادرة على الوصول إلى البيانات الواقعيّة لطالبي جوازات السفر.
كما أنّه من غير المعروف بعد كيف ستتحقّق الحكومة من صورة مقدّم الطلب.
ولم توضح الحكومة ولا شركة آي بي إم أين سيتمّ تخزين بيانات الكنديّين الإلكترونيّة .
وسوف يلجأ التطبيق الذي تطوّره الشركة لصالح الحكومة الكنديّة إلى خدمات شركة أمازون للتجارة الإلكترونيّة، وفرعها الذي يدير الحوسبة السحابيّة Cloud computing.
ويقول البروفسور غامبس إنّ معلومات الكنديّين الشخصيّة تكون في خطر في حال انتقلت إلى الخارج، ذلك أنّ قانون الحوسبة السحابيّة الأميركي يسمح بنقل المعلومات إلى الخارج.
والتحدّي الآخر يكمن في التحقّق من هويّة مقدّم الطلب كما يقول البروفسور غامبس، وقطع الطريق على المحتالين الذين قد ينتحلون هويّة أشخاص آخرين.
ويتعيّن أن تجمع الحكومة الكثير من المعلومات من مقدّم طلب الحصول على جواز سفر لقطع دابر الاحتيال كما قال غامبس.
وأعرب عن أمله في أن تستعيد الحكومة بالكامل إدارة التطبيق الإلكتروني فور انتهاء المشروع النموذجي.
وقد تمّ إطلاع مفوّضيّة الحياة الخاصّة الكنديّة على المشروع الصيف الماضي.
وتقول المتحدّثة باسمها آني ترامبلي إنّ المفوّض دانيال تيريان يتواصل مع وزارة الهجرة للحصول على المزيد من المعلومات بشأن المشروع قبل التعليق عليه.
ونشير إلى أنّ جواز السفر الكندي مزوّد منذ عام 2013 بِشريحة إلكترونيّة على صفحة الغلاف، تتضمّن كلّ المعلومات الموجودة على الصفحة الثانية، أي رقم الجواز والإسم ومكان الولادة ومدّة صلاحيّة الجواز.
(راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.