انتشرت عدوى كوفيد-19 في عدد من مصانع معالجة اللحوم في مقاطعة ألبرتا منذ الموجة الأولى من جائحة فيروس كورونا المستجدّ.
واضطرّ البعض منها لإغلاق أبوابه بصورة مؤقّتة بعد ظهور عدد مرتفع من الإصابات وعدد من حالات الوفاة في صفوف العمّال.
وتُجري الشرطة الملكيّة الكنديّة تحقيقا هو الأوّل من نوعه في حالة وفاة مرتبطة بانتشار العدوى وقعت في مصنع كارغيل لمعالجة اللحوم في مدينة كالغاري.
وأثار انتشار العدوى في مصنع أوليميل لِمعالجة اللحوم في مدينة ريد دير في ألبرتا القلق، وعمدت إدارة المصنع الأسبوع الماضي إلى إغلاقه مؤقّتا بعد وقوع 445 إصابة وحالة وفاة بالفيروس بين العمّال.
وأعرب البعض منهم عن ارتياحهم لإغلاق المصنع الأسبوع الماضي، لكنّ العديد من الأخبار التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي و سلّطت الضوء على العمّال المهاجرين في المصنع أثارت الحزن والألم في أوساطهم.
اغرق مصنع معالجة اللحوم أوليميل أوبابه مؤقّتا في مدينة ريد دير في ألبرتا بسبب تفشّي عدوى كوفيد-19 بين العمّال/CBC/هيئة الإذاعة الكنديّة
"أطالع بعض التعليقات في المقالات والأخبار، تدعو لإرسال المهاجرين إلى بلدانهم، وهذا مؤلم بالنسبة لنا" قال أحد العمّال الذي تحدّث إلى سي بي سي ، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، طالبا عدم الكشف عن هويّته.
وهناك 205 حالات نشطة من أصل 445 حالة كوفيد-19 في المصنع، وسبق أن أعرب العمّال قبل إغلاق المصنع، عن مخاوفهم من العودة إلى العمل.
ويشعر العمّال بالقلق على صحّتهم ويتخوّفون من نقل الإصابة بالعدوى إلى أفراد عائلاتهم.
وأعرب البعض منهم عن قلقهم بشأن سلامتهم النفسيّة نتيجة التداعيات السلبيّة التي تتسبّب بها ظروف العمل وسط الجائحة.
ومنذ إغلاق المصنع، يتخوّف العمّال المهاجرون من التعليقات والكتابات التي توحي أنّ انتشار العدوى حصل بسبب أعمالهم، في حين تخفّف من الظروف القائمة في محيط العمل.
ويزيد تسريح بعض العمّال دون أجر من القلق والضغوط التي يعانيها العمّال المهاجرون في مصنع معالجة اللحوم اوليميل.
وأعرب الكثير من العمّال الذين تحدّثوا إلى سي بي سي، عن عدم ارتياحهم من مقالة نشرتها صحيفة "ريد دير أدفوكيت" المحليّة.
ساهمت مجموعة من العوامل المتضافرة في ارتفاع عدد حالات كوفيد-19 في مدينة ريد دير حسب د. دينا هينشو رئيسة الخدمات الطبيّة في مقاطعة ألبرتا/Jason Franson/CP
ونشرت الصحيفة صورا يظهر فيها بعض العمّال من دون كمامة، يتحدّثون إلى بعضهم البعض عن قرب وهم يحملون أطباق الطعام، وعنونت مقالها قائلة إنّ العمّال يحتفلون في وقت يرتفع عدد حالات كوفيد-19 في ريد دير.
ويقول العمّال إنّ الصورة تعود إلى العام الماضي، قبل انتشار العدوى في المصنع، ولم تتّصل بهم إدارة الصحيفة قبل نشر المقال.
ويقول أحد العمّال إنّه كان على الصحيفة عدم نشر هذه الصور، وهم لا يعرفون التداعيات التي يمكن أن تؤدّي إليها، والتمييز الذي قد تُلحقه بالعمّال المهاجرين .
وأعلنت د. دينا هينشو رئيسة الخدمات الطبيّة في ألبرتا في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أنّ سلطات المقاطعة قرّرت عدم إغلاق مصنع أوليميل نظرا لأنّه نجح على مدى أشهر في خفض مستوى انتشار العدوى في محيط العمل.
وأضافت مشيرة إلى وقوع بعض الإصابات بصورة متقطّعة لم تتجاوز إصابتَين أو ثلاث في مصنع أوليميل ، وأنّ الإجراءات التي اتّخذها ساهمت في السيطرة على انتشار العدوى.
"للأسف، تضافرت مجموعة من الأحداث، غير تلك التي وقعت مباشرة في المصنع، وأدّت إلى ارتفاع عدد الحالات": د. دينا هينشو رئيسة الخدمات الطبيّة في البرتا.
ويسعى المصنع للتحقّ إن كان لقاء ودّي أقامه العمّال حول مائدة الطعام وراء تفشّي العدوى كما قال المتحدّث باسمه ريشار فينيو.
ويشعر العمّال بالحزن بسبب تحميلهم الملامة في انتشار العدوى، ويرون أنّه كان ينبغي إغلاق المصنع عندما بدأ عدد الحالات في الارتفاع.
(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.