أعلام صينية وكندية في بكين احتفاءً بزيارة رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إلى العاصمة الصينية في 5 كانون الأول (ديسمبر) 2017 (Fred Dufour / CP / AP)

مجلس العموم يعترف رسمياً بـ”الإبادة الجماعية” بحقّ الإيغور في الصين

تبنّى مجلس العموم الكندي أمس بالإجماع اقتراحاً لحزب المحافظين بتصنيف الفظائع المرتكبة بحقّ أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ (سنجان) في شمال غرب الصين على أنها "إبادة جماعية".

ولم يشارك رئيس حكومة الأقلية الليبرالية جوستان ترودو ولا وزراؤه، باستثناء واحد منهم، في التصويت على هذا الاقتراح الرمزي غير المُلزِم.

لكنّ الكثيرين من النواب الليبراليين صوّتوا لصالح هذا الاقتراح الحسّاس الذي تبناه مجلس العموم بأغلبية 266 نائباً من أصل 338 نائباً يتشكّل منهم المجلس.

والاقتراح حسّاس من الناحية الدبلوماسية فيما تجتاز العلاقات الكندية الصينية أزمة غير مسبوقة منذ أكثر من سنتيْن. فالسلطات الصينية أوقفت الكندييْن مايكل كوفريغ ومايكل سبافور في 10 كانون الأول (ديسمبر) 2018 بعد تسعة أيام على توقيف السلطات الكندية سيدة الأعمال الصينية مينغ وانتشو، المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي" وابنة مؤسس الشركة، في مدينة فانكوفر بناءً على طلبٍ من السلطات الأميركية التي تتهمها بالالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.

وتنفي مينغ ارتكابها أية مخالفة، وهي تخضع للإقامة الجبرية في منزل تملكه في فانكوفر، وبدأ المسار القانوني لتسليمها للسلطات الأميركية.

مينغ وانتشو، المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي"، في طريقها إلى محكمة بريتيش كولومبيا العليا في فانكوفر في 27 أيار (مايو) 2020 (Jonathan Hayward / CP)

ويتمتّع إقليم شينجيانغ بحكم ذاتي وتنتمي غالبية سكانه لشعب الإيغور الذين يدين بالإسلام ويتحدث لغةً توركية وهو من الأقليات العرقية في الصين.

وقال وزير الخارجية مارك غارنو قبل التصويت وبعده إنّ كندا تأخذ على محمل الجدّ الادعاءات بأنّ النظام الصيني يرتكب عملية إبادة جماعية في الإقليم المذكور وإنّ الحكومة الكندية تريد أن تخضع هذه الادعاءات لتحقيق معمَّق يجريه جهاز دولي مستقل وذو مصداقية.

"نظل نشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في شينجيانغ، من ضمنها اللجوء إلى الاعتقال التعسفي وإعادة التربية السياسية والعمل القسري والتعذيب والتعقيم القسري"، قال غارنو في بيان أصدره بعد التصويت في مجلس العموم.

"التصويت الحرّ في البرلمان يضمن لكلّ نائب اتخاذ قرار استناداً إلى الأدلة المتاحة. ووجهات النظر هذه، كلّها معاً، تشكل وجهة نظر البرلمان. نتمنى أن يعمل البرلمانيون معاً وأن يناقشوا هذه المسألة الحاسمة"، أضاف وزير الخارجية الكندي.

مسجد في أورومتشي، عاصمة إقليم شينجيانغ في شمال غرب الصين (Jun Jin Luo / Wikipedia)

وتجنّب رئيس الحكومة الكندية الانضمام إلى المسؤولين الأميركيين وناشطي حقوق الإنسان وفقهاء القانون الذين يؤكدون أنّ الانتهاكات التي يرتكبها النظام الصيني بحق الإيغور ترقى إلى عملية "إبادة جماعية".

ويرى ترودو أنّ مصطلح "إبادة جماعية" ثقيل ويجب بالتالي أن يُستخدَم بحذر ورويّة، لكنه قال إنّ انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تجري حالياً في إقليم شينجيانغ.

ويتناول ترودو هذا الموضوع اليوم في حديثه الافتراضي على الإنترنت مع الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.

رئيس الحكومة الفدرالية زعيمُ الحزب الليبرالي الكندي جوستان ترودو مجيباً على سؤال في مجلس العموم في أوتاوا (أرشيف) (Justin Tang / CP)

زعيم المحافظين إرين أوتول وصف امتناع ترودو ووزرائه عن التصويت بأنه "مُخجل"، مضيفاً أنه لا يخشى أيّة ارتدادات اقتصادية من الصين.

وأضاف زعيم المعارضة الرسمية في مجلس العموم "قِيَمُنا ليست للبيع وكان على السيد ترودو أن يبعث هذه الرسالة اليوم".

وحظي اقتراح المحافظين باعتبار ما يتعرض له الإيغور عملية "إبادة جماعية" بدعم أحزاب المعارضة الأُخرى، من الكتلة الكيبيكية إلى الحزب الأخضر مروراً بالحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، إضافة إلى عشرات النواب الليبراليين.

سفير الصين لدى كندا، كونغ بايوُو، في صورة مأخوذة داخل السفارة الصينية في أوتاوا في 6 شباط (فبراير) 2020 (Justin Tang / CP)

كما صوّت مجلس العموم لصالح تعديل قدّمته الكتلة الكيبيكية ويقضي بتوسيع نطاق الاقتراح ليطلب من اللجنة الأولمبية الدولية نقل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 من الصين "إذا ما واصلت جمهورية الصين الشعبية هذه الإبادة الجماعية".

وكان الليبرالي أنثوني هاوسفاذر، عضو مجلس العموم عن إحدى دوائر مونتريال، قد كتب ظهر أمس أنه سيصوّت لصالح اقتراح المحافظين والتعديل المقدَّم من الكتلة الكيبيكية، لكنه أضاف أنّ "هذا التصويت لا يعني دعماً للمقاطعة إذا لم يتمّ نقل الألعاب (الأولمبية)" من الصين.

يُشار إلى أنّ سفير الصين لدى كندا، كونغ بايوُو، قال يوم السبت في مقابلة مع وكالة الصحافة الكندية إنّ لا أساس من الصحة للأخبار والتقارير التي تتحدث عن وجود ملايين الأشخاص في مخيمات اعتقال في الصين وتعرضهم فيها للعمل القسري والتعقيم وانتهاكات حقوقية أُخرى، وطلب من البرلمانيين الكنديين عدم التدخل في شؤون بلاده الداخلية.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

إجراءات كندية جديدة للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان في إقليم شينجيانغ الصيني

لجنة فرعية في مجلس العموم تقول إنّ ما يتعرّض له الإيغور يرقى إلى "إبادة جماعية"

ترودو يؤكّد أنّ كندا لن ترضخ للضغوط الصينية الهادفة لإطلاق سراح مينغ

سفير الصين يشيد بأوتاوا وينتقد واشنطن، لكنّ الأزمة الدبلوماسية على حالها

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.