تواجه مراكز الرعاية الطويلة الأمد في كندا تحدّيات كبيرة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجدّ.
وتأثّرت هذه المراكز بصورة خاصّة في أونتاريو وكيبيك، أكبر مقاطعتَين على التوالي من حيث عدد السكّان وحجم الاقتصاد.
وارتفع عدد حالات الإصابة والوفاة بين نزلاء هذه المراكز خلال الموجتين الأولى والثانية من الفيروس، وتفاقم الوضع بسبب مجموعة من العوامل، من بينها نقص اليد العاملة والإرهاق الذي يشعر بها عمّال الصحّة، الذين أخذ العديد منهم إجازات مرضيّة.
ويفيد تقرير أعدّته سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، أنّ بعض هذه المراكز في أونتاريو تنتهك قواعد السلامة.
فبعد سنة على بداية الجائحة، ما زال المفتّشون يعثرون على حالات انتهاك لإجراءات السلامة والحدّ من انتشار العدوى والسيطرة عليها.
دوغ فورد رئيس حكومة أونتاريو ووزيرة مراكز الرعاية الطويلة الأمد ميريلي فولرتن/Chris Young/CP
وتفيد بيانات التحقيق الذي اجرته سي بي سي أنّ كلّ واحد من أصل 12 مركزا لِلرعاية الطويلة الأمد انتهك إرشادات الوقاية التي فرضتها حكومة أونتاريو خلال الفترة الممتدّة من حزيران يونيو 2020 حتّى كانون الثاني يناير 2021.
ويتحدّث د. ناثان ستال أخصّائي طبّ الشيخوخة في مستشفى ماونت سيناي في تورونتو عن مخالفات شائنة تحصل بسبب عدم الالتزام بمعايير الوقاية من انتشار العدوى والسيطرة عليها خلال إجراءات العمل، ويرى من المهمّ محاسبة المشغّلين حسب قوله.
وتسببّبت الجائحة في وفاة 3743 شخصا من نزلاء مراكز الرعاية الطويلة الأمد في أونتاريو منذ بدايتها حتّى 26 شباط فبراير 2021 حسب حكومة المقاطعة.
وحصلت 1848 حالة وفاة قبل آب أغسطس 2020، ما يعني أنّ الموجة الثانية من الفيروس كانت أكثر فتكا من الأولى في مراكز الرعاية الطويلة الأمد.
وتشير تقارير المفتّشين إلى مجموعة من المخالفات، من بينها عدم فحص حرارة زوّار هذه المراكز وعدم التدقيق معهم قبل السماح لهم بالدخول، وتشير إلى ارتفاع عدد المخالفات بصورة خاصّة في المراكز التي تمتلكها شركة "كاريسانت كير" Caressant Care لِمراكز التمريض ورعاية المسنّين.
أفادت التقارير عن انتهاك قواعد السلامة في العديد من مراكز الرعاية الطويلة الأمد في أونتاريو/Nathan Denette/CP
وأشار أحد المفتّشين إلى 12 انتهاك رئيسي لإجراءات مكافحة العدوى في أحد المراكز التابعة لهذه الشركة في غرب تورونتو.
وقد انتشرت العدوى بسرعة في هذا المركز الذي يضمّ 45 مسنّا، واسفرت الانتهاكات عن إصابة 43 من النزلاء ووَفاة 13 شخصا منهم، فضلا عن إصابة 26 من عمّال الصحّة بالفيروس.
ومن بين الانتهاكات التي تحدّث عنها المفتّشون، انتهاك قواعد استخدام أدوات الوقاية الشخصيّة، وعدم غسل اليدين بعد العناية بالنزلاء، وتقديم بعض عمّال الصحّة الرعاية في آن معا لأشخاص حصلوا على نتائج اختبار إيجابيّة وسلبيّة في الكشف عن الفيروس، وعدم توفّر السوائل المعقّمة في بعض الأحيان.
وتملك شركة كاريسانت كير 15 مركز رعاية طويلة الأمد في أونتاريو، وقد حصلت الانتهاكات في أربعة منها.
كما حصلت انتهاكات في مراكز تخصّ شركة "إكستنديكير" Extendicare، أكبر شركة مالكة ومشغّلة ، التي تملك 69 مركز رعاية طويلة الأمد في أونتاريو.
و شكّلت الانتهاكات في مراكزها 13 بالمئة من مجموع 60 مخالفة حصلت في المقاطعة.
ونادرا ما تؤدّي تحقيقات المفتّشين إلى عواقب، ويُطلَب من المراكز المخالِفة حلّ المشكلة دون فرض غرامات أو ما شابه، وغالبا ما يعثر المفتّشون على المخالفات نفسها عندما يعاودون الزيارة.
وتمّ تسجيل 70 بالمئة من المخالفات والانتهاكات في مراكز الرعاية الطويلة الأمد الربحيّة الخاصّة، رغم أنّها لا تشكّل سوى 57 بالمئة من مجموع مراكز الرعاية في أونتاريو.
وأرسلت سي بي سي نتائج تقارير المفتّشين إلى وزارة مراكز الرعاية الطويلة الأمد في أونتاريو.
وردّت الوزارة في بيان أنّ "المخالفات المتكرّرة مثيرة للقلق وقد تؤدّي إلى زيادة الإجراءات والعقوبات".
وما زال عدد حالات العدوى مرتفعا رغم تلقّي عدد كبير من نزلاء مراكز الرعاية الطويلة الأمد في أونتاريو اللقاح المضادّ للفيروس حسب ما قال د. ناثان ستال أخصّائي طبّ الشيخوخة في مستشفى ماونت سيناي في تورونتو.
وإذ أثارت حملة التطعيم مشاعر الارتياح، فأنّه من غير المعروف بالتأكيد إن كان اللقاح يَمنع انتشار العدوى كما قال د. ستال.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.