تواصل المقاطعات الكنديّة حملة التطعيم ضدّ فيروس كورونا المستجدّ التي انطلقت في البلاد منتصف كانون الأوّل ديسمبر 2020.
وتلقّت الحكومة الكنديّة كميّات كبيرة من لقاحات فايزر- بيونتيك وموديرنا وأوكسفورد- أسترازينيكا، وتقوم بتوزيعها على المقاطعات وفق عدد السكّان في كلّ منها.
وأعطت الحكومات المحليّة الأولويّة في حملة التطعيم لِلمسنّين والعاملين في قطاع الصحّة، على أن يتواصل بعد ذلك التطعيم الشامل.
وباشرت كيبيك بالتطعيم الشامل بعد الانتهاء من تطعيم الفئات التي تحلّ في الأولويّة.
لكنّ مقاطعة نيوبرنزويك اختارت استراتيجيّة مختلفة، يرى خبراء الوبائيّات أنّه يمكن الدفاع عنها.
السلطات الصحيّة في نيوبرنزويك تخطّط لإعطاء الأولويّة لِتطعيم الشباب بين 16 و24 عاما من العمر قبل فئة الستين من العمر/Lee Jin-man/AP
وباشرت المقاطعة تطعيم الفئة العمريّة في الخامسة والثمانين وما فوق، وتليها الفئة من السبعين إلى الرابعة والثمانين من العمر.
لكنّ المقاطعة قرّرت تقديم فئة الشباب بين 16 و 24 عاما على الفئة العمريّة من 60 إلى 69 عاما.
وتتلقّى فئة الشباب اللقاح في حزيران يونيو، وفئة الستين من العمر في الشهر الذي يليه.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتّحدة إنّ الفئة العمريّة بين 50 و64 عاما هي عرضة للاستشفاء 25 مرّة أكثر من الفئة بين 7 و17 عاما من العمر.
بلين هيغز رئيس حكومة نيوبرنزويك/Andrew Vaughan
وبين الفئتين، فإنّ الفئة بين 50 و 64 عاما من العمر معرّضة 400 مرّة أكثر لِخطر الموت بسبب فيروس كورونا المستجدّ.
ويقول د. بول كلافيت الطبيب المتقاعد في نيوبرنزويك، إنّه في السادسة والستين من العمر، ويصعب عليه فهم موقف حكومة المقاطعة.
وتهدف الحكومة كما يقول، إلى التقليل من الإصابات الحادّة بمرض كوفيد-19 وعدد حالات الاستشفاء والوفاة بِسببه، ولكنّ قرار إعطاء الأولويّة للشباب على حساب فئة أكبر سنّا لا يتوافق مع الهدف الذي تسعى إليه.
وتقول د. نيما ميشوف أخصّائيّة الوبائيّات في معهد الصحّة العامّة التابع لِجامعة مونتريال إنّ استراتيجيّة التطعيم هي أهمّ ما في الأمر.
وتتفهّم د. ميشوف الاستراتيجيّة التي اختارتها حكومة نيوبرنزويك ، وتقول إنّ فئة الشباب هي التي تنقل الفيروس ، لا بل هي أكبر فئة ناقلة له.
ويساهم تطعيم الشباب في تجنّب انتقال الفيروس والحدّ من نقله كما تقول د. ميشوف.
مستشفى جورد دومون في مدينة مونكتون في نيوبرنزويك في 08-10-2020، عقب إعلان السلطات الصحيّة عن 17 حالة نشطة في أحد مراكز الرعاية الطويلة الأمد/Marc Grandmaison/The Canadian Press
ومن المنطقي تطعيم المسنّين أوّلا لأنّهم الأكثر عرضة لِخطر الإصابة بمرض كوفيد-19 والوفاة بسببه.
ومن الممكن بالمقابل، من خلال تطعيم الشباب والتقليل من انتشار العدوى، تحقيق هدف خفض حالات الإصابة والوفاة بين المسنّين كما تقول أخصائيّة الوبائيّات د. نيما ميشوف.
والأمر مرتبط بالاستراتيجيّة وبالنتائج التي تخلص إليها سلطات الصحّة في نيوبرنزويك، وفعاليّة استراتيجيّة الوقاية لدى فئات عمريّة معيّنة كما تقول د. ميشوف.
وتقول وزارة الصحّة في نيوبرنزويك إنّ الشباب بين 16 و24 عاما مرتبطون بِحجم كبير من الإصابات ، وتتخوّف من أن يرتفع عدد الإصابات بالسلالات الجديدة المتحوّرة في صفوفهم.
وتذكّر د. ميشوف بأنّ انتشار العدوى في عدد من مدارس مقاطعة كيبيك أدى إلى انتشارها مجتمعيّا.
فقد انتقلت العدوى من التلاميذ إلى أهاليهم الذين نقلوها بدورهم إلى زملاء العمل.
وفي مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور، انتشرت العدوى في العاصمة سانت جونز على أَثر مباراة كرة قدم شارك فيه طلّاب مدارس ثانويّة.
وتوصي اللجنة الاستشاريّة حول التمنيع في كندا NACI، بتمديد المهلة بين الجرعتَين الأولى والثانية من اللقاح إلى أربعة أشهر، من أجل أن يتسنّى تطعيم أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
وأعربت وزارة الصحّة في نيوبرنزويك عن استعدادها لتعديل خطّة التطعيم، واختيار الفئات التي تكون لها الأولويّة على ضوء الإرشادات المتعلّقة بالمهلة بين جرعتَي اللقاح.
(راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.