الرئيس الحالي لمجلس الفدرالية، رئيسُ حكومة كيبيك فرانسوا لوغو، مجتمعاً أمس بنظرائه في المقاطعات والأقاليم في لقاءٍ افتراضي (Ryan Remiorz / CP)

المقاطعات تطالب أوتاوا بزيادة تحويلات الصحة من 42 إلى 70 مليار دولار فوراً

حثّ رؤساء حكومات المقاطعات والأقاليم الكندية الحكومةَ الفدرالية مرةً جديدة أمس على زيادة مساهمتها في مجال الخدمات الصحية بـ28 مليار دولار وبشكل فوري، أي من 42 مليار دولار حالياً إلى 70 مليار دولار.

وإذا لم تستجب الحكومة الفدرالية لهذا المطلب سيكون الموضوع في صلب الحملة الانتخابية الفدرالية المقبلة عندما يحين موعدها.

ويأتي تجديد هذا المطلب فيما تعاني الأنظمة الصحية للمقاطعات من ضغط جائحة "كوفيد - 19" المتواصل ومع اقتراب موعد تقديم حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا، وهي حكومة أقلية، ميزانيتها العامة. وإذا لم تحصل الميزانية على دعم غالبية أعضاء مجلس العموم تسقط الحكومة ويُدعى الكنديون إلى انتخابات فدرالية عامة.

وكان الرئيس الحالي لمجلس الفدرالية، رئيس حكومة مقاطعة كيبيك فرانسوا لوغو، في خندق واحد مع جميع نظرائه بعد ظهر أمس في التأكيد مجدداً على أهمية أن تزيد الحكومة الفدرالية في ميزانيتها المقبلة المبالغ المخصصة للصحة العامة التي تحوّلها للمقاطعات والأقاليم لتغطي 35% من إجمالي نفقات الصحة سنوياً بدلاً من نسبة الـ22% حالياً.

ورأى رئيس حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك أنّها مسألة "إنصاف"، فإذا لم ترفع الحكومة الفدرالية تحويلاتها المالية ستواجه المقاطعات والأقاليم عجوزات متتالية في ميزانياتها العامة بسبب ارتفاع التكاليف الإجمالية للخدمات الصحية.

رئيس الحكومة الفدرالية زعيمُ الحزب الليبرالي الكندي جوستان ترودو مجيباً على سؤال في مجلس العموم في أوتاوا اليوم (Justin Tang / CP)

ويتوقع تقرير أُعدّ بطلب من مجلس الفدرالية أن تسجّل الحكومة الفدرالية فائضاً في ميزانيتها العامة ابتداءً من السنة المالية 2033 - 2034 وأن يتجاوز الفائضُ عتبة الـ50 مليار دولار في السنة المالية 2039 - 2040.

وعلى سبيل المقارنة يتوقّع التقرير أن يبلغ إجمالي العجز في ميزانيات المقاطعات والأقاليم في السنة نفسها 208 مليارات دولار.

إنها مسألة "بنيوية"، قال لوغو، "الاحتياجات ترتفع 5% (سنوياً) فيما التحويلات الفدرالية ترتفع 3%. هي إذاً مسألة حسابية، النسبة المئوية من التمويل المقدَّم من المقاطعات ترتفع سنةً تلو الأُخرى"، شرح لوغو المتخصّص في المحاسبة.

"ما نراه إذاً هو أنه، على المدى المتوسط، إذا رفعت الحكومة الفدرالية تحويلاتها (إلى المقاطعات والأقاليم) من 22% إلى 35%، يكون هناك إنصاف، بمعنى أنّ العجز المتوقَّع (...) سيكون متشابهاً بين المقاطعات والأقاليم من جهة والحكومة الفدرالية من جهة أُخرى"، أضاف لوغو.

رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو ينتظر أن تبدأ حاكمة كندا العامة جولي باييت قراءة خطاب العرش بعد ظهر 23 أيلول (سبتمبر) 2020 في مجلس الشيوخ في أوتاوا (Adrian Wyld / CP)

وكانت المقاطعات والأقاليم قد تقدّمت بطلب زيادة تحويلات الصحة إلى الحكومة الفدرالية للمرة الأولى في أيلول (سبتمبر) الفائت قبل خطاب العرش الأخير، ثمّ في لقاء مع رئيس هذه الحكومة في كانون الأول (ديسمبر). ويشكّل خطاب العرش برنامج عمل الحكومة وتخضع على أساسه لتصويتٍ بالثقة في مجلس العموم.

وفي كلّ مرة كانت المقاطعات والأقاليم تعرب عن خيبتها من عدم استجابة ترودو لمطلبها.

وفي الأسابيع الأخيرة التقى لوغو، بصفته رئيساً لمجلس الفدرالية، بزعماء كافة أحزاب المعارضة في مجلس العموم بهدف تعزيز التوعية لديهم إزاء هذا الموضوع. وهو لا يستثني زيادة الضغوط على إذا لم تلحظ الميزانية الفدرالية المقبلة زيادةً في تحويلات الصحة للمقاطعات والأقاليم.

"أمنيتنا الأولى هي أن يستجيب السيد ترودو لمطلبنا. (...) وإذا لم يفعل (...) سنواصل المطالبة وإذا حصلت انتخابات فدرالية سنتوجه فعلاً إلى كافة أحزاب المعارضة"، قال لوغو ردّاً على سؤال.

يُشار في هذا المجال إلى أنّ الكتلة الكيبيكية والحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، والحزب الأخضر، وهي على التوالي ثاني وثالث ورابع أحزاب المعارضة في مجلس العموم، تؤيد مطلب المقاطعات والأقاليم بشأن زيادة التحويلات الفدرالية.

زعيم حزب المحافظين إرين أوتول متحدثاً في مجلس العموم في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 خلال فترة الأسئلة (Adrian Wyld / CP)

أما حزب المحافظين، الذي يشكل المعارضة الرسمية، فأعلن أنه مع المقاطعات والأقاليم من حيث المبدأ لكنه لم يحدِّد الأرقام، كما قال لوغو.

يُشار إلى أنّ زعيم المحافظين إرين أوتول قال في تغريدة على موقع "تويتر" للتواصل إنّ حكومةً مقبلة برئاسته، في حال فوز حزبه في الانتخابات العامة المقبلة، ستعقد اجتماعاً مع حكومات المقاطعات حول موضوع تحويلات الصحة في أول مئة يوم من ولايتها.

من جهتها ترى حكومة ترودو الليبرالية أنّ الحديث عن زيادات متكررة في التحويلات سابق لأوانه فيما البلاد لا تزال في عزّ الجائحة.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

رفض كيبيكي بالإجماع لشروط الحكومة الفدرالية لتخصيص مبالغ إضافية لدور المسنين

كندا: العجز في الميزانية 382 مليار دولار وقد يبلغ 400 مليار تبعاً لمسار الجائحة

حكومة ترودو قادرة على زيادة الإنفاق لكنّ هامش الأمان تقلّص تحت ضغط الجائحة

خطاب العرش: حماية الكنديين من الجائحة الأولويةُ المطلقة ووعد بإيجاد مليون وظيفة

عجزٌ تاريخي في الميزانية في ظلّ الجائحة، "لكن ما كان البديل؟" يتساءل مورنو

فئة:سياسة، صحة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.