أفادت دراسة أجريت قبل وبعد تشريع الماريجوانا لأغراض ترفيهية، شملت نحو 915 طالبا تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما، عبر أنحاء مقاطعة مانيتوبا في وسط الغرب الكندي، بأن تشريع استهلاك القنّب في البلاد كان له أثر ضئيل على مستوى تعاطيهم. علما أن تشريع الماريجوانا في البلاد دخل حيز التطبيق في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2018، لتصبح كندا بذلك أوّل واحدة من بين الدول الصناعيّة السبع الكبرى التي تشرّع استهلاك القنّب.
تلك كانت الخلاصة التي توصلت إليها الدراسة التي أجرتها في عام 2012 وعام 2018 رئيسة العلوم التجريبية في جامعة سان-بونيفاس البروفيسور دانيال دو مواساك وفريقها.
وكان أثار قانون تشريع الماريجوانا الذي صدقت عليه الحكومة الكندية الاتحادية في شهر حزيران/يونيو عام 2018، المخاوف لدى البعض من ارتفاع معدل استهلاكه بين السكان لا سيما في صفوف الطلاب الجامعيين.
توضح الاستاذة الجامعية دو مواساك لمذياع هيئة الإذاعة الكندية، بأن العمر الجامعي يشكل مرحلة حقيقية في الحياة وهي مرحلة انتقالية مهمة في حياة الشباب. "هؤلاء يتمتعون بقدر أكبر من الاستقلالية والاكتفاء الذاتي، وبالتالي فهم يرغبون بخوض غمار المغامرة. وهذا في جزء سبب كونهم أكبر مستهلكين للماريجوانا في البلاد".
فتح مشروع قانون تشريع الماريجوانا في البلاد باب الجدل على مصراعيه وانقسم الكنديون بين مؤيد ومعارض/DAVID MCNEW / REUTERS
و للمفارقة، فإن البيانات التي تم جمعها عام 2019 بعد تشريع الماريجوانا، في ما يتعلق باستهلاك القنب في صفوف الجامعيين، أتت أقل بقليل من البيانات التي كانت جمعت في العام 2012 قبل التشريع.
تشير الدراسة إلى زيادة في استهلاك الحشيش بعد وقت قصير من تشريعه، لكن الاستهلاك انخفض فيما بعد بسرعة.
في هذا الإطار، تؤكد البروفيسور في جامعة سان-بونيفاس:
لم يكن هناك أي تأثير حقيقي لتشريع الماريجوانا على استهلاك الشباب
ووفقًا لهذه المتحدثة، فإن الشباب الذين كانوا في الأصل يتعاطون الماريجوانا، زادوا بشكل طفيف من استهلاكهم، في المقابل لم تكن هناك زيادة ملفتة لمستهلكين جدد في صفوف الطلبة الجامعيين، هؤلاء كانت نسبتهم قليلة جدا.
إن أولئك الذين لم تكن لديهم بعد تجربة في تعاطي الماريجوانا لم يشعروا بميل أكبر إلى تجربتها عندما أصبح استهلاكها قانونيا، توضح الاستاذة الجامعية.
نتائج مماثلة لوحظت في بلدان أخرى حيث تم تشريع القنب الترفيهي. كما تقول البروفيسور دو مواساك وتضيف "إنه لأمر مطمئن أن نرى الشيء ذاته يحدث في مكان آخر".
في سياق متصل، تؤكد دو مواساك على ضرورة توعية الشباب على المخاطر التي تهدد صحتهم خاصة في الحرم الجامعي. "هؤلاء قد يساورهم اعتقاد، على سبيل المثال، بأنه لا يوجد خطر في قيادة السيارة تحت تأثير الحشيش".
حسب الدراسة الجامعية، لم تكن حملات التوعية التي تمت بعد تشريع الماريجوانا في صفوف الشباب فعالة بما يكفي.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
تشريع الماريجوانا: آراء الكنديّين منقسمة
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.