عدنان المحاميد، المحاضر وأستاذ العمل الاجتماعي في جامعة ماكغيل في مونتريال/تقدمة عدنان المحاميد

عدنان المحاميد، المحاضر وأستاذ العمل الاجتماعي في جامعة ماكغيل في مونتريال/تقدمة عدنان المحاميد

فيلم بعيدا عن بشّار: رحلة عائلة عدنان المحاميدي من الحرب في سوريّا إلى كندا

تدخل الحرب في سوريا عامها الحادي عشر في الخامس عشر شهر آذار مارس الجاري.

10 سنوات مضت على انطلاق حركة الاحتجاجات السلميّة للمطالبة بالحريّة ومكافحة الفساد ووقف القمع والإفراج عن المعتقلين.

 وتطوّرت حركة الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها من مدينة درعا، حيث كتب الناشطون شعارات على الجدران تدعو إلى إسقاط النظام، إلى حرب مدمّرة.

10 سنوات من الحرب خلّفت الخراب والدمار وأسفرت عن سقوط ما يزيد على 380 ألف قتيل، وآلاف الجرحى والمفقودين، وشرّدت وهجّرت أكثر من نصف الشعب السوري، وأدّت إلى أزمة اقتصاديّة  واجتماعيّة خانقة.

وفتحت كندا أبوابها لاستقبال اللاجئين السوريّين، واستقبلت نحوا من 60 ألف لاجئ، معظمهم وصلوا بكفالة حكوميّة، والبعض بكفالة من الكنائس والعائلات.

 ويستضيف القسم العربي في راديو كندا الدولي اليوم الأستاذ عدنان محاميد،  الكندي السوري من مدينة درعا،  والأستاذ في معهد العمل الاجتماعي التابع لِجامعة ماكغيل.

وقد وصل عدنان المحاميد مع زوجته وأولاده الأربعة إلى كندا عام 2014، واستقرّت العائلة في مدينة مونتريال، واندمج الأب بعد أيّام على وصوله في برنامج في جامعة ماكغيل يتناول الصراعات في الشرق الأوسط و حول العالم.

 وفتح عدنان المحاميد أبوابه للمخرج السينمائي الكندي باسكال سانشيز الذي  أنتج فيلما يروي قصّة العائلة ومعاناتها وتأقلمها في المجتمع الكندي.

"بعيدا عن بشار"، فيلم يروي فيه عدنان المحاميد وزوجته وأولاده معاناتهم  من ويلات الحرب،  وتجربة التأقلم  في المجتمع الجديد.

يتحدّث عدنان المحاميد في البداية عن انطباعاته مع اقتراب دخول الحرب في وطنه الأمّ عامها الحادي عشر، ويقول إنّ الثورة شرّعت الأبواب وسنحت للشعب السوري من كافّة الأطياف أن يتحدّث عن الحريّة والحقوق والواجبات، بغضّ النظر إن كان المتحدّث يؤيّد الثورة أم لا.

والألم كبير كما يقول عدنان المحاميد، لأنّ أكثر من نصف السوريّين نزحوا في الداخل أو هاجروا خارج البلاد، ويقبع السوريّون تحت الفقر، وزادت جائحة كورونا الأوضاع تفاقما.

ومع مرور الوقت، أصبح أمل العودة شبه مستحيل بالنسبة للذين اقتُلعوا من ديارهم.

ويتحدّث الأستاذ عدنان المحاميد عن ظروف اعتقاله فيشير إلى أنّها كانت مرحلة صعبة للغاية، تركت آثارها نفسيّا وجسديّا، وما زال جسمه يحمل آثارها، والآثار النفسيّة تمتدّ لسنوات، ولكنّه يشعر بالأمل كما يقول.

ويضيف أنّه تمكّن بفضل الله ودعم عائلته، من تجاوز المرحلة الصعبة، وتحوَّل الألم لديه إلى أمل.

الأمل بماذا؟ يجيب الأستاذ عدنان المحاميد إنّ السجن لا ولن يدوم، وهذه المرحلة السوداء من تاريخ سوريا لن تدوم، والأمل يكمن في ما حقّقه الثوّار الذين استطاعوا كسر الأصفاد والتحرّر من الخوف.

ويقول ردّا على سؤال إنّ النظام فقد شرعيّته منذ اليوم الأوّل للثورة، والشرعيّة الدوليّة مختلفة تماما عن الشرعيّة الأخلاقيّة، والويلات التي جلبها نظام البعث منذ عقود، ونظام الأب والابن ، أكبر بكثير من مناقشة شرعيّته حسب قوله.

وما حدث في سوريا يكفي بالمقاييس العالميّة كي يتنحّى الرئيس، ولكنّ النظام متعنّت ويتحدّث عن مؤامرة عالميّة ضدّه.

ويتحدّث عدنان المحاميد عن مشاركته في فيلم "بعيدا عن بشّار"، الذي يروي فيه معاناته في الاعتقال، ويقول إنّ هذه اللحظات حيّة في ذاكرته ولن ينساها أبدا.

وظروف الاعتقال ظالمة ومظلمة، ويفقد الإنسان حريّته وتمارس عليه كلّ أنواع التعذيب، ويفقد أدنى مقوّمات الحياة.

ويشير إلى  ظروف لا إنسانيّة، وغرف اعتقال مكتظّة يتناوب فيها السجناء على النوم، ويذكر أنّه شاهد مرّة جثّة قرب المرحاض، ورفض المسؤول سحبها قبل صباح اليوم التالي.

واعتقلته السلطات بتهمة تمويل المظاهرات وزرع الفتنة والتخطيط لِقلب النظام.

ونشاهد في الفيلم زوجة عدنان المحاميد، بسمة المحاميد، وأولاده الأربعة الذين يتحدّثون عن تأقلمهم في المجتمع الكندي.

ويقول الأستاذ المحاميد إنّ الأولاد يذكرون كلّ شيء من الوطن الأم، وتحدّث كلّ منهم عن "كنز" حمله معهم وقد حملت الإبنة علم سوريا وتحدّثت عنه أمام رفاقها في المدرسة، وجلب الابن منديلا كان يخصّ عمّه الذي توفّي في الاعتقال.

وفقد عدنان المحاميد اثنين من أشقّائه، قُتل أحدهما في أوّل أيّام الثورة، وقٌتل الثاني عندما كان قيد الاعتقال، كما أنّ شقيقين آخرين  خُطِفا ولم يعرف شيئا عن مصيرهما.

ويضيف أنّ الصورة النمطيّة التي تتناقلها وسائل الإعلام عن سوريا حاليّا لا تعكس واقع الشعب السوري، لأنّ سوريا وشعبها أقدم من العام 2011.

ومن واجبه كما يقول، التذكير بالحضارة السوريّة و بأصالة الشعب السوري وإنجازاته، رغم الاضطهاد السياسي الذي يتعرّض له.

وينتهي فيلم "بعيدا عن بشّار" بمناجاة  مؤثّرة من عدنان المحاميد إلى شقيقه زايد، الذي توفّي عندما كان عدنان في الاعتقال.

والمقابلة بأكملها مع الأستاذ عدنان المحاميد متوفّرة على موقعنا الإلكتروني وعلى موقع يوتيوب.

روابط ذات صلة:

سنة على وصول أول دفعة من اللاجئين إلى مونتريال

حدث فني ترحيبي كي يشعر اللاجئون السوريون بأنهم هنا في بلدهم

اللاجئون السوريون وتحدي إيجاد عمل

هل الغرب عاجز عن إيقاف الحرب المأساوية في شمال غرب سوريا؟

فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.