قدّمت العديد من المدارس الكنديّة التعليم عن بعد للتلاميذ حرصا على سلامتهم مع انتشار عدوى فيروس كورونا المستجدّ/Nathan Denette/CP

قدّمت العديد من المدارس الكنديّة التعليم عن بعد للتلاميذ حرصا على سلامتهم مع انتشار عدوى فيروس كورونا المستجدّ/Nathan Denette/CP

كوفيد-19: التعليم عن بعد مرشّح للاستمرار في مرحلة ما بعد الجائحة

فرضت جائحة فيروس كورونا المستجدّ تداعياتها على قطاع التعليم، ودفعت بالحكومات المحليّة في المقاطعات إلى اتّخاذ إجراءات تضمن سلامة الطلّاب ومتابعة التحصيل العلمي في آن.

واختارت بعض المدارس تقديم التعليم عن بعد لتلاميذها، واختارت مدارس أخرى تقديم برنامج هجين يجمع بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، تبعا لتطوّرات الفيروس ومستوى التنبيه من انتشار العدوى في كلّ منطقة.

وشمل التعليم الحضوري مختلف المراحل، من الحضانة إلى الصفوف الابتدائيّة والثانويّة، والدراسة في الجامعات.

وشكّل التعليم عن بعد تجربة أولى للكثير من التلاميذ وأهاليهم والأساتذة، وتعيّن على الجميع التكيّف مع ظروف التعليم الجديدة وما تطرحه من مشاكل وتحدّيات.

وتنقل سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، عن بعض التلاميذ، ارتياحهم للتعليم عن بعد، وعن البعض الآخر ارتياحهم للتعليم الهجين الذي يجمع بين  نموذجي التعليم الحضوري والتعليم عن بعد.

قرّرت السلطات المحليّة في عدد من المقاطعات إغلاق المدارس مع تنامي انتشار عدوى فيروس كورونا المستجدّ/Jonathan Hayward/CP

قرّرت السلطات المحليّة في عدد من المقاطعات إغلاق المدارس مع تنامي انتشار عدوى فيروس كورونا المستجدّ/Jonathan Hayward/CP

ويقول آران راو تلميذ الصفّ التاسع  في ميسيساغا في أونتاريو، إنّ الانخراط في التعليم عن بعد مختلف عن التعليم الحضوري، ومن الأسهل في الحالة الأولى تشتّت الانتباه، وعدم الالتزام بتنفيذ الواجبات المدرسيّة.

و يفتقد رفاقه وأساتذته وأجواء الدراسة التي تؤمّن التفاعل المباشر بين التلميذ والطالب كما يقول.

وتقول ألميرا كاغزي تلميذة الصفّ الحادي عشر ثانويّ في تورونتو إنّ قرار التعليم عن بعد كان الخيار الأفضل هذه السنة، رغم أنّ معظم رفاقها يفضّلون التعليم الحضوري.

ومن حسنات التعليم عن بعد كما قالت، أنّه يوفّر عليها الوقت، والانتقال بالباص إلى المدرسة في الصباح الباكر، ويزيد ساعات النوم التي تنعم بها منذ عدّة أشهر، كما أنّه يمنحها متّسعا من الوقت لِقراءة الكتب والقيام بواجباتها المدرسيّة .

وتقول باحثة ما بعد الدكتوراه بيهان فرهندي إنّ التعليم عن بعد يَضمن بالتأكيد نجاح التلاميذ، خصوصا الذين هم في سنّ يسمح بمتابعة الدراسة باستقلاليّة، والانضباط والتنظيم الذاتي.

ستيفن ليتشيه وزير التربية في أونتاريو /Christopher Katsarov/The canadian Presseش

Christopher

وفي حين كان التعليم عن بعد مفيدا خلال الجائحة، تؤكّد باحثة ما بعد الدكتوراه على مجموعة من القضايا التي كانت تثير قلقها قبل كوفيد-19.

وتتحدّث عن التعب الذي يشعر به بعض الأساتذة في ألبرتا و بريتيش كولومبيا، الذين لا يدعمون التعليم عن بعد.

"لقد علّمتنا هذه السنة أهميّة المجتمع وأهميّة وجود الأستاذ في قاعة الصفّ مع تلاميذه، والإجابة عن أسئلتهم بطريقة لا يوفّرها التعليم عن بعد. و أمكننا رؤية عدد من المشاكل التي لم تكن ظاهرة قبل الجائحة": باحثة ما بعد الدكتوراه بيهان فرهندي.

وتعرب فرهندي عن قلقها إزاء  تنامي توجّه "نموذج انقسام الانتباه" حيث يكون الأستاذ مضطرّا لتقديم التعليم عن بعد والتعليم الحضوري.

وترى أنّ افضل المدارس الافتراضيّة هي تلك التي يكرّس فيها الأساتذة وقتهم بالكامل للتعليم عن بعد.

ويقول هارفي بيشوف رئيس اتّحاد أساتذة المدارس الثانويّة في أونتاريو، إنّ التعليم عن بعد قد يكون في رأي البعض مثاليّا في بعض الحالات، من بينها على سبيل المثال، حالات تلاميذ يقيمون في مناطق نائية أو تلاميذ يعانون من اضطرابات القلق.

ولكنّ الرأي السائد هو أنّ التعليم الحضوري يشكّل أفضل بيئة للتلاميذ، كما تبيّن خلال العام الفائت.

"لقد زادنا العام الماضي قناعة بموقفنا، وشهدنا  لدى أغلبيّة التلاميذ تراجعا في التطوّر العاطفي الاجتماعي وفي الأداء الأكاديمي": هارفي بيشوف رئيس اتّحاد أساتذة المدارس الثانويّة في أونتاريو.

ويشار إلى أنّ مقاطعة أونتاريو ماضية في خطّتها التي تقضي بالحصول على دورتَي تعليم عن بعد Online credits للتخرّج من المدرسة الثانويّة، حسب ما قال وزير التربية في المقاطعة ستيفن ليتشيه.

(وكالة الصحافة الكنديّة/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)

وتفيد وكالة الصحافة الكنديّة أنّ التعليم عن بعد يستهوي عددا لا بأس به من الأهالي في مقاطعة كيبيك.

وقد تابع 12750 تلميذا التعليم عن بعد في كيبيك خلال العام الحالي، مقارنة بـ5964  تلميذا خلال السنة الدراسيّة 2018- 2019، حسب  ما أفادت به أحدث بيانات وزارة التربية الكيبيكيّة.

وتعزو ماري دومون، رئيسة الاتّحاد الكيبيكي للتعليم من المنزل AQED سبب الإقبال المتزايد على التعليم عن بعد، من المنزل، إلى مجموعة من العوامل.

وقد أدرك الكثيرون حسب قولها، أنّ التعليم من المنزل ممكن، وأنّه يجري في أجواء مسلّية ومُريحة كما أمكن للكثيرين أن يختبروا ذلك خلال إغلاق المدارس الذي فرضته الجائحة.

ومن المقرّر أن يعقد وزير التربية الكيبيكي جان فرانسوا روبيرج قمّة حول النجاح التعليمي نهاية الشهر الجاري.

روابط ذات صلة:

كوفيد-19: دعوة إلى الحذر مع إعادة فتح المدارس في بعض المناطق في أونتاريو

كوفيد-19: فوائد أبقاء المدارس مفتوحة في أونتاريو تفوق المخاطر حسب الخبراء

كندا: دعوة لتكييف التعليم ما بعد الثانوي مع متطلبات نمو الاقتصاد

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.