علّقت عائلة الكندي من أبناء السكّان الأصليّين كولتن بوشي على تقرير مستقلّ يتناول أداء الشرطة الملكيّة الكنديّة المتعلّق بقضيّة وفاة ابنها في حادثة وقعت في سسكتشوان عام 2016.
وخلُص التقرير إلى أنّ الشرطة الملكيّة مارست التمييز بحقّ ديبي باتيست والدة الشاب بوشي كولتِن الذي توفّي بعد أن أطلق المُزارع جيرالد ستانلي النار عليه في أحد ضواحي مدينة سَسكتون في مقاطعة سسكتشوان الواقعة في وسط الغرب الكنديّ.
وبرّأت المحكمة في سَسكتون جيرالد ستانلي من تهمة القتل من الدرجة الثانية الموجّهة إليها.
وأثار القرار غضب السكّان الأصليّين من قبيلة ريد فيزانت التي ينتمي إليه بوشي، وقرّرت عائلته رفع القضيّة إلى الحكومة الكنديّة في أوتاوا.
برّأت المحكمة في سَسكتشوان جيرالد ستانلي (إلى اليمين) من تهمة قتل كولتِن بوشي من السكّان الأصليّين/Colten Boushie/Facebook and Liam Richards/CP
"لم أستحقّ الطريقة التي عومِلتُ بها، وتبرئة الشرطة الملكيّة الكنديّة من كلّ الأخطاء تدلّ على أنّ الإجحاف لن يتوقّف أبدا. وينبغي إحداث التغيير" قالت ديبي باتيست التي فقدت ابنها كولتِن بوش قبل نحو 5 سنوات.
وخلُصت اللجنة المدنيّة لمتابعة الشكاوى ضدّ الشرطة الملكيّة الكنديّة CRCC- CCETP،إلى أنّ التقارير التي وجّهتها الشرطة الملكيّة الكنديّة إلى وسائل الإعلام تسبّبت بالمزيد من الألم لعائلة كولتِن بوشي، وأجّجت الشعور بأنّ الشاب استحقّ الموت على يد المزارِع جيرالد ستانلي.
وتحدّث تقرير اللجنة المستقلّة عن عدد من الأخطاء التي ارتكبتها الشرطة الملكيّة الكنديّة خلال التحقيق في وفاة الشاب، و أضاف أنّها لم تُظهر أيّ تعاطف في تعاملها مع والدته ديبي باتيست.
بيري بيلغارد زعيم جمعيّة الأمم الأوائل في كندا اعتبر أنّ قضيّة كولتِن بوشي تتخطّى حدود مقاطعة سَسكتشوان إلى كافّة أنحاء كندا//Adrian Wyld/CP
"ناضلنا من أجل هذه العدالة وسوف نستمرّ في النضال" قالت ديبي باتيست والدة الضحيّة كولتِن بوشي خلال مؤتمر صحفي يوم الإثنين، وأضافت بأنّ ابنها "كان سيفتخر بها لو أمكنه سماع ما تقول، وأنّه لم يكن قاتلا بل كائنا بشريّا"، و أكّدت أنّها عازمة على متابعة النضال من أجل العدالة.
وقالت الوالدة إنّ تقرير اللجنة المستقلّة يعطي عائلة كولتِن بوشي شعورا بسيطا بالعدالة بعد سنوات أمضتها في البحث عن الأجوبة.
وأقرّت برندا لاكي مفوّضة الشرطة الملكيّة الكنديّة بِصحّة تقرير اللجنة المستقلّة، مشيرة إلى تمييز من قبل الشرطة في تعاملها مع ديبي باتيست والدة الضحيّة كولتِن بوشي.
برندا لاكي مفوّضة الشرطة الملكيّة الكنديّة أقرّت بصِحّة تقرير اللجنة الممدنيّة حول الشكاوى المتعلّقة بالشرطة الملكيّة الكنديّة/Adrian Wyld/CP
ودعت ديبي باتيست من جهتها كلّ الأشخاص الذي تعرّضوا لِلإجحاف إلى عدم الاستسلام لليأس والحفاظ على الأمل.
ووجّهت إلينور سانشايلد محامية عائلة بوشي الشكر إلى اللجنة المدنيّة لِمتابعة الشكاوى ضدّ الشرطة الفدراليّة، ولكنّها أعربت عن أسفها لأنّ تقرير اللجنة لم يتضمّن معلومات كافية حول تقارير الشرطة الفدراليّة والمتعلّقة باليوم الذي وقعت فيه الحادثة في 9 آب أغسطس 2016.
وأضافت بأنّ الشرطة قامت بِمحو بعض المعلومات، وأشارت إلى وجود عنصريّة ممنهجة في هذه القضيّة منذ البداية.
وحدَث أكثر من إهمال في القضيّة، ولم يتمّ العثور على جثّة الضحيّة كولتِن بوشي وتأخَّر صدورمذكّرة التفتيش، ما يدلّ على مدى تجذّر العنصريّة الممنهجة كما قالت المحامية إلينور سانشايلد.
ويتحدّث تقرير اللجنة المستقلّة عن المعاملة التي لقيها الشهود العيان من أبناء السكّان الأصليّين، وكيف تمّ جزّ أحدهم في السجن لبضع ساعات لأنّ ثيابه كانت ملطّخة بدم الضحيّة.
كما أشار التقرير إلى نقص التعاون مع اللجنة من قبل الشرطة الملكيّة الكنديّة،وأنّ هذه الأخيرة لم تقدّم جوابها على التقرير إلّا بعد مضيّ 14 شهرا على صدوره.
وقال بيري بيلغارد زعيم جمعيّة الأمم الأوائل إنّ قضيّة كولتِن بوشي هي أبعد من حدود مقاطعة سَسكتشوان وتمثّل "البحث عن العدالة" للسكّان الأصليّين في كافّة أنحاء كندا.
وأضاف بيلغارد أنّ الشرطة الملكيّة فوّتت على نفسها فرصة إقامة علاقة مع إحدى عائلات السكّان الأصليّين، وأنّنا امام معضلة تغيير سلوك الشرطة الفدراليّة في العمق.
ودعا إلى مراجعة سياسات الحكومة الفدراليّة، على غرار التسامح صفر على صعيد استخدام القوّة، واستخدام الشرطة كاميرات نقّالة، وتعديل عمليّة التوظيف من أجل تجنّب أيّ تحيّز عنصريّ كما قال زعيم جمعيّة الأمم الأوائل بيري بيلغارد.
(وكالة الصحافة الكنديّة/ سي بي سي/ راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.