مايكل كوفريغ أمام محكمة صينية للمرة الأولى بعد أكثر من سنتيْن وربع من الاعتقال

مثُل اليوم الكندي مايكل كوفريغ أمام المحكمة الشعبية المتوسطة الثانية في بكين بعد أن أمضى أكثر من سنتيْن وربع السنة خلف قضبان السجن في الصين.

وكوفريغ مُتَّهَم بسرقة أسرار دولة وإرسالها بشكل غير شرعي إلى الخارج، أسوةً بمواطنه مايكل سبافور الذي مثُل للمرة الأولى أمام محكمة صينية يوم الجمعة، في مدينة داندونغ، وانتهت محاكمته في ساعتيْن ونيف من الزمن ولم يصدر حكم علني بحقه بعد.

وعُقدت جلسة محاكمة كوفريغ خلف أبواب مغلقة، أسوة بمحاكمة سبافور، فلم يُسمح للجمهور بدخول قاعة المحكمة. وقالت وسائل إعلام صينية إنّ الحكم بحقّ كوفريغ سيصدر لاحقاً.

وكما جرى مع سبافور، لم تطلع السلطات الصينية كوفريغ على الأدلة القائمة ضدّه كما لم تطلع محاميه عليها.

ويبلغ كوفريغ التاسعة والأربعين من عمره، وهو دبلوماسي كندي سابق وكان عند توقيفه في الصين كبير المستشارين لشؤون شمال شرق آسيا لدى "مجموعة الأزمات الدولية" (ICG).

وزير الخارجية الكندي مارك غارنو أصدربياناً اليوم جدّد فيه التأكيد على أنّ "أوليته المطلقة" هي ضمان عودة مايكل كوفريغ ومايكل سبافور "الآمنة" إلى كندا.

وأضاف غارنو أنّ "ممثلي كندا يطالبون بالوصول إلى السيديْن سبافور وكوفريغ بالسبل القنصلية، وبشكل متواصل، طبقاً لأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية وللاتفاق القنصلي بين كندا والصين، وسيواصلون تقديم الدعم لهما ولعائلتيهما خلال هذه المحنة غير المقبولة".

سفير كندا الأسبق لدى الصين غي سان جاك انتقد السلطات الصينية لإجرائها محاكمة في جلسة واحدة في قضية سرقة أسرار دولة وإرسالها إلى الخارج.

"يوم واحد للنظر في حالات تجسس مزعومة، هذا قليل جداً لإقرار العدل"، قال سان جاك في مقابلة صحفية مع تلفزيون راديو كندا، "بالتأكيد هذه ليست الطريقة التي تُجرى فيها الأمور في كندا".

وكانت السلطات الصينية قد أوقفت كوفريغ وسبافور في 10 كانون الأول (ديسمبر) 2018 بعد تسعة أيام على توقيف السلطات الكندية سيدة الأعمال الصينية مينغ وانتشو، المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي" وابنة مؤسس الشركة، في مدينة فانكوفر بناءً على طلبٍ من السلطات الأميركية التي تتهمها بالالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.

وتتهم كندا الصين بأنها أوقفت كوفريغ وسبافور ولفقت لهما تهماً بتهديد أمنها القومي ردّاً على توقيف مينغ في كندا ووضعها قيد الإقامة الجبرية.

لكنّ الصين نفت مراراً أن تكون أوقفت كوفريغ وسبافور رداً على توقيف مينغ، وإن كانت تحمّل كندا مسؤولية تردّي العلاقات بينهما بسبب توقيفها مينغ استجابةً لطلب أميركي.

ويرى سان جاك أنّ كندا واقعة بين المطرقة والسندان منذ بداية هذه الأزمة الكبيرة مع الصين وأنّ على الولايات المتحدة أن تجد حلّاً لها.

وبنظر سان جاك هناك أمل في بلوغ حلّ مع استئناف المفاوضات بين وزارة العدل الأميركية ومينغ وانتشو بهدف التوصل إلى تسوية خارج المحكمة، "وإلّا فلتُبقي (وزارة العدل) على الاتهامات (ضدّ مينغ) لكن مع سحب طلب التسليم، ما يتيح لكندا إعادتها (أي مينغ)" إلى الصين.

وكانت زوجة مايكل كوفريغ، فينا نجيب الله، قد دعت أمس هي أيضاً حكومتيْ كندا والولايات المتحدة للقيام بلفتات دبلوماسية في أسرع وقت ممكن.

"لقد طال هذا الوضع بما فيه الكفاية. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يُحدث فرقاً من الآن فصاعداً بالنسبة لمايكل هو إجراءات دبلوماسية منسقة"، قالت نجيب الله في مقابلة مع تلفزيون "سي بي سي" (هيئة الإذاعة الكندية).

ولم تسمح السلطات الصينية لممثلي سفارة كندا في الصين بحضور جلسة محاكمة كوفريغ، كما رفضت لها السماح بحضور محاكمة سبافور يوم الجمعة، بحجة أنّ القضية متصلة بـ"الأمن القومي".

"نحن قلقون جداً من هذا الرفض بالوصول (إلى مايكل كوفريغ) ومن النقص في الشفافية في العملية القضائية برمتها"، قال نائبُ رئيس البعثة في سفارة كندا في بكين جيم نيكل.

وعلى غرار ما حصل يوم الجمعة خلال جلسة محاكمة سبافور، أظهر اليوم حلفاء كندا تضامنهم معها مجدداً، فوقف 28 دبلومياسياً من 26 دولة إلى جانب المسؤول الثاني في السفارة الكندية أمام مبنى المحكمة التي مثل أمامها كوفريغ، وصفقوا مطولاً عندما شكرهم نيكل على تضامنهم مع كندا.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

مايكل سبافور أمام محكمة صينية للمرة الأولى بعد 830 يوماً من الاعتقال

كندا تنظر بقلق إلى محاكمتيْ سبافور وكوفريغ فيما الصين تشيد بنظامها القضائي

ترودو يتّهم الصين بأنّها اختلقت الاتّهامات بحقّ كوفريغ وسبافور

بايدن عن كوفريغ وسبافور المعتقليْن في الصين: "البشر ليسوا رقاقات للمبادلة"

رئيس مجموعة الأزمات الدولية يناشد الصين الإفراج عن كوفريغ في اجتماع لمجلس الأمن

اتهامات متبادَلة بين كندا والصين في الذكرى الـ50 للعلاقات الدبلوماسية بينهما

ضغوط على حكومة ترودو الليبرالية من وزراء ليبراليين سابقين لإطلاق سراح مينغ