الطبيبة المقيمة الدكتورة هيام حمودات من مدينة هاليفاكس عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا تقول إنها كانت ضحية التمييز العنصري/الصورة مقدمة من الطبيبة نفسها

طبيبة من هاليفاكس تسرد وقائع عن تعّرضها للتمييز العنصري

نددت طبيبة من مدينة هاليفاكس عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا في الشرق الكندي بالعنصرية، وقالت إنها كانت ضحية للتمييز خلال فحص طبي مع أحد المرضى.

تروي الدكتورة هيام حمودات، وهي مسلمة ترتدي الحجاب، أنه أثناء موعد استشارة طبية، بادر المريض على الفور إلى طلب طبيب من العرق الأبيض ليكشف عليه. هذا المريض، على حد قولها، وصف أسئلتها بالـ"غبية" وأمسك ببطانية ليغطي جسده بعد أن حاولت الطبيبة لمسه بغرض فحصه.

قال المريض: "أريد طبيبا أبيض البشرة، لا تلمسيني".

كرد فعل تلقائي في البداية، تجاهلت ما يقوله هذا المريض. قلت له أنا فقط بحاجة إلى الاستماع إلى دقات قلبك. الأمر لن يأخذ الكثير من الوقت حاولت طمأنته. ولكنه كان يردد "أريد طبيبا أبيض البشرة، طبيبا كنديا".

العنصرية كعامل من عوامل الهجرة

وفقًا لرئيسة اتحاد "أطباء نوفا سكوشا" الدكتورة روبين ماكوري، فإن هذا النوع من الحالات غالبًا ما يتسبب في مغادرة الأطباء السود والملوّنين والأطباء المتحدرين من الأمم الأوائل، من المقاطعة الأطلسية لممارسة المهنة في مكان آخر.

لدى "أطباء نوفا سكوشا" برنامج لدعم الأطباء الذين يشعرون بالضغط في أي موقف، أو يكونون عرضة لتمييز عنصري.

فتاة مسلمة من مدينة إدمنتون عاصمة مقاطعة ألبرتا في الغرب الكندي تتدرب كيف تدافع عن نفسها جسديا في حال تعرضت لأي اعتداء/راديو كندا

تقول الدكتورة حمودات إنها ممتنة للدعم الذي حصلت عليه من فريقها، لكنها تشعر بالمرارة لأن المريض تمت معالجته في نهاية الأمر كما أراد على يد طبيب من العرق الأبيض. 

في سياق متصل، تقول أوميسور درايدن من قسم الدراسات الكندية حول السود في كلية الطب في جامعة دالهوزي، إن المرضى من السود والسكان الأصليين الذين يشككون في الرعاية التي يتلقونها، تتم معاملتهم بقدر ضئيل من التساهل على عكس هذا المريض الذي تمت تلبية رغبته بأن يكشف عليه طبيب أبيض.

تقول هذه المتحدثة لمذياع هيئة الإذاعة الكندية إنه عندما يكون لدى المرضى البيض موقف عدواني تجاه الأطباء، فإنهم غالبًا ما يتلقون المزيد من الرعاية، الأمر الذي لا يحصل، على حد قولها، مع السود والسكان الأصليين.

تعرب السيدة درايدن عن أسفها لعدم وجود إجراءات في نظام الرعاية الصحية لمحاسبة المرضى على الأفعال التي تعتبر عنصرية. تضيف بالقول:

حتى لو كان هذا المريض بحاجة إلى رعاية، فإنه تجب محاسبته على العنصرية ومنع حصوله على الرعاية الطبية.

من جهته، صرّح الدكتور أندرو وارن، العميد المشارك للتعليم الطبي بعد التخرج في جامعة دالهوزي، إنه تأثر بشدة بتجربة الطبيبة الشابة هيام حمودات.

وقال في رسالة بالبريد الإلكتروني "إنه يتم تشجيع الأطباء المقيمين على الإبلاغ ومناقشة أي مخاوف تتعلق ببيئة عملهم".

ويضيف بأن جامعة Dalhousie تواصل تنظيم دورات تدريبية للأساتذة والتلامذة حول كيفية التعامل مع العنصرية. ويضيف "إننا على اتصال دائم بشركائنا في السلطات الصحية لمعالجة المشاكل في بيئة العمل".

ليس حدثا منعزلا في مسيرة الطبيبة الشابة

تقول هيام حمودات إنها واجهت أفعالا عنصرية مماثلة في الماضي، بما في ذلك عندما سألها أحد المرضى عما إذا كانت قادرة على السماع جيدا لأنها ترتدي الحجاب.

تذكر الطبيبة المقيمة أيضا أن "أحد زملائها الأطباء طلب منها نزع حجابها عندما دخلت غرفة العمليات، بحجة أن قماش الحجاب غير معقم".

تقول هيام حمودات: 

لم أقم بمناقشة هذه المواقف مع زملائي في السابق، لأنني كنت أخشى أن ينظر إلى ذلك من منظور سلبي.

هذا وتأمل المتحدثة في أن يؤدي تنديدها العلني بتلك المواقف إلى فتح باب النقاش حول العنصرية في مكان العمل.

ليس علينا تحمل ذلك، علينا أن نكون منفتحين حقًا كما علينا مواجهة المرضى لإعلامهم بأن العنصرية في نطلق الرعاية الصحية، أمر لا يمكن التغاضي عنه أو التساهل في التعامل معه. 

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)

روابط ذات صلة:

قلق في إدمونتون من تزايد الاعتداءات على نساء مسلمات محجّبات

فتيات مسلمات في ألبرتا يتلقين دروسا في الدفاع عن النفس لحماية أنفسهن من الخوف

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.