أعلنت وزيرة التعليم العالي في كيبيك دانيال ماكّان عن إنشاء لجنة خبراء حول الاعتراف بالحريّة الأكاديميّة، أوكلت إليها مهمّة البحث في وضع حريّة التعبير والرأي في الجامعات، وإجراء مشاورات بشأنها، في وقت يمارس بعض الأساتذة الرقابة الذاتية خلال مزاولتِهم التدريس.
وأعربت الوزيرة ماكّان خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم، عن قلقها إزاء وضع الحريّة الأكاديميّة في الجامعات.
"يدلّ إنشاء اللجنة والمهمّة الموكلة إليها أنّ الحريّة الأكاديميّة وحريّة التعبير بالغة الأهميّة بالنسبة لحكومتنا، وأنّنا نعمل على حمايتها. والمبادئ تلك في صُلب شبكتنا الجامعيّة، ويجب أن تبقى فيها، من أجل تخريج طلّاب وطالبات ذوي الفكر النقدي والرأي المستنير" :وزيرة التعليم العالي دانيال ماكّان.
ويأتي الإعلان عن إنشاء اللجنة في سياق الجدل الذي أثير في جامعة أوتاوا بعد أن استخدمت أستاذة في الجامعة كلمة "نيغر" التي هي تحقير مهين لِكلمة زنجي.

الوزير السابق ألكساندر كلوتييه رئيس لجنة الحريّة الاكاديميّة في كيبيك (ارشيف) /Jacques Boissinot/CP
واستخدمت الأستاذة فيروشكا ليوتنان دوفال الكلمة خلال إعطاء حصّة دراسيّة باللغة الفرنسيّة في الجامعة، وندّد عدد من الطلّاب باستخدام الكلمة، وعمدت إدارة الجامعة إلى تعليق الأستاذة التي تعمل بدوام جزئي عن العمل.
وعبّر عدد من الأساتذة عن تضامنهم مع زميلتِهم، وأكّدوا في رسالة موجّهة إلى إدارة الجامعة، انّ استخدام الكلمة يقدّم قيمة تعليميّة وأنّ قاعة الدراسة مكان للنقاش.
أضف إلى ذلك، التعليقات التي نشرها أمير عطران، أستاذ الحقوق في جامعة أوتاوا، والتي اتّهم فيها أبناء كيبيك بالعنصريّة ، ممّا أثار ردود فعل مندّدة في المقاطعة.
وأوكلت الوزيرة دانيال مكّان رئاسة اللجنة إلى ألكساند كلوتييه نائب رئيس جامعة كيبيك في شيكوتيمي حول الشراكة والشؤون الدوليّة وشؤون السكّان الأصليّين.
ويُشار إلى أنّ ألكساندر كلوتييه نائب سابق في الجمعيّة الوطنيّة (برلمان كيبيك) و شغل منصب وزير في حكومة الحزب الكيبيكي السابقة برئاسة بولين ماروا واعتزل العمل السياسي عام 2018.
وتضمّ اللجنة بالإضافة إلى كلوتييه، كلّا من إيف جانغرا أستاذ التاريخ في جامعة كيبيك في مونتريال (أوكام) و شانتال بوليوت، الأستاذة في معهد الدراسات حول التعليم في جامعة لافال، و ألين نيوباوي الأستاذة في وحدة التعليم والبحث العلمي في جامعة كيبيك في أبيتيبي تيميسكامانغ، فضلا عن طالب أو طالبة يتمّ الكشف عن اسمه (اسمها) في وقت لاحق.

فرانسوا لوغو رئيس حكومة كيبيك دافع عن الحريّة الأكاديميّة عقب الجدل الذي أثارته قضيّة الأستاذة في جامعة أوتاوا فيروشكا ليوتنان دوفال/Jacques Boissinot/CP
وأكّد أكساندر كلوتييه أنّهم من المهمّ توفير توثيق في العمق حول كلّ المخاوف التي أثيرت في الأشهر الماضية بشأن الحريّة الأكاديميّة، ورفع اقتراح للحكومة حول تطبيق كلّ الآليّات المتعلّقة بالحريّة الأكاديميّة.
"تتغيّر الأيّام وتتطوّر العقليّات، ولكنّ مبدأ الحريّة الأكاديميّة يبقى على أهميّته. حريّات التفكير والتعبير والنقاش هي من أُسُس الجامعات والديمقراطيّة. ومن المهمّ حسب اعتقادي، التأكيد بصوت عال على الحريّة الأكاديميّة واحترام كرامة كلّ فرد في آن معا": ألكسندر كلوتييه رئيس لجنة الاعتراف بالحريّة الأكاديميّة".
وأوضحت وزيرة التعليم العالي دانيال ماكّان أنّها ستُجري مشاورات عامّة حول الموضوع، فضلا عن مشاورات مع أحزاب المعارضة في الجمعيّة الوطنيّة.
ومن المتوقّع أن تبدأ اللجنة أعمالها خلال شهر آذار مارس الحالي، وأن ترفع تقريرها إلى الحكومة في فصل الشتاء المقبل.
ورحّبت أحزاب المعارضة بإنشاء اللجنة ونوّهت بأهميّة الهمّة الموكلة إليها.
"الحريّة الأكاديميّة بالغة الأهميّة، وعندما يتمّ استخدام كلمات صعبة، في ظروف محدّدة، ينبغي تأطير الحديث": دومينيك أنغلاد زعيمة الحزب الليبرالي المعارض في الجمعيّة الوطنيّة الكيبيكيّة.
وأعرب بول سان بيار بلاموندون زعيم الحزب الكيبيكي المعارض عن رغبته في الاستماع إلى الخبراء في اللجنة ، ورأى أنّه من الضروري أن يشارك الجميع في هذه المراجعة الأساسيّة حول الحريّة الأكاديميّة.
وقد دافع رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو عن الحريّة الأكاديميّة عقب الجدل الذي أثارته قضيّة الأستاذة في جامعة أوتاوا فيروشكا ليوتنان دوفال، وأعرب عن رفضه للرقابة الذاتيّة من قبل الأساتذة.
وأكّدت وزيرة التعليم العالي دانيال ماكّان أنّ اللجنة سوف تنفّذ أعمالها مع احترام استقلاليّة الجامعات على نحو كامل.
(راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.