أفادت دراسة صدرت حديثا أنّ معدّل حالات كوفيد19 لعدد السكّان هو الأعلى في سسكتشوان في حين إجراءات الوقاية في هذه المقاطعة هي الأقلّ صرامة من بين المقاطعات الكنديّة الباقية.
وأجرى الدراسة مركز الامتياز حول الفدراليّة الكنديّة ، الذي يقع مقرّه في مدينة مونتريال، وهو خليّة تفكير تعمل على تعميق فهم كندا كمجموعة فدراليّة،.
وقام المركز في الثاني والعشرين من آذار مارس الجاري بِتتبّع 12 سياسة عامّة وضعتها الحكومات المحليّة في المقاطعات للحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجدّ.
وانضمّ المركز إلى جامعة أكسفورد البريطانيّة لِمقارنة مدى صرامة هذه السياسات، بما في ذلك حجم التجمّعات وارتداء الكمامات وقيود السفر.

دعا الأطبّاء في سَسكتشوان أواخر العام 2020، رئيس حكومة المقاطعة سكوت مو إلى تكثيف جهود التصدّي للفيروس/ /Michael Bell/ CP
وأظهرت الدراسة أنّ كلّ المقاطعات الكنديّة باستثناء سَسكتشوان، اتّخذت خلال الموجة الثانية من الفيروس إجراءات وقاية متشابهة، وفرضت الإغلاق الشامل، وعادت وفتحت اقتصادها خلال فصل الصيف.
"عندما بدأت الموجة الثانية خلال خريف الماضي، رأينا معظم الاختلافات بين المقاطعات": د. شارل لوبروتون مدير مركز الامتياز حول الفدراليّة الكنديّة.
وأضاف لوبروتون أنّه تمّ اتّخاذ إجراءات وقاية في بعض المقاطعات دون الأخرى، واتّخذ البعض منها إجراءات سبقها إليها آخرون.
وعلى سبيل المثال، كانت سسكتشوان المقاطعة الوحيدة التي لم تفرِض ارتداء الكمامة إلزاميّا في المدارس، وتركت للدوائر المدرسيّة الحريّة في هذا الأمر.
وجمع فريق الباحثين "صورة" snapshot، حول الإجراءات الصحيّة التي اتّخذتها المقاطعات، وتغيّراتها طوال عام، لإجراء مقارنة حول تطوّر حالات كوفيد-19 في كلّ منها.
وأظهرت الدراسة أنّه كان لدى سسكتشوان في 11 آذار مارس، أعلى عدد من حالات كوفيد-19 لِكل 100 ألف شخص، وحلّت المقاطعة في المرتبة الثانية من حيث الإجراءات الأقلّ صرامة مقارنة بباقي المقاطعات الكنديّة.

حملة التطعيم في المستشفى العام في ريجاينا انطلقت في 15-12-2020//Michael Bell/CP
وقال بول ميريمان وزير الصحّة في سسكتشوان إنّ إجراءات الوقاية التي اتّخذتها المقاطعة في ذاك الوقت كانت كافية.
ومن الممكن حسب قوله، أن يتغيّر الوضع في أيّ من الاتّجاهين تبعا لعدد حالات كوفيد-19 وعدد الإصابات بالسلالات المتحوّرة من الفيروس في العاصمة ريجاينا.
وإزاء ارتفاع عدد حالات كوفيد-19 في ريجاينا، قرّرت الحكومة منع التجمّعات العامّة اعتبارا من 23 آذار مارس الجاري وحتّى 5 نيسان أبريل المقبل على الأقلّ، على أن تراجع قرارها على ضوء التطورات.
ومنعت الحكومة التجمّعات في الداخل التي باتت محصورة بالفقاعة العائليّة، واستثنت من الإجراء المساعدين المسعِفين ومقدّمي الخدمات الأساسيّة.
ونصحت السلطات الصحيّة أبناء ريجاينا بتجنّب التنقّل إلى خارج المدينة، ونصحت الموظّفين والعاملين بممارسة العمل عن بعد وتجنّب العمل الحضوري قدر الإمكان.
الرابط بين ارتفاع عدد الحالات والإجراءات الأقلّ صرامة:
ويتحدّث د. كوري نوردوف أخصّائي الوبائيّات في جامعة سَسكتشوان، عن ترابط بين عدد حالات كوفيد-19 المرتفع والإجراءات غير الصارمة في مقاطعة سسكتشوان.
"نلاحظ أنّ المقاطعات التي نجحت في تقليص عدد الإصابات خلال الموجة الثانية من الفيروس هي تلك التي فرضت إجراءات وقاية على المدى القصير خلال عدّة أسابيع": د. كوري نوردوف أخصّائي الوبائيّات في جامعة سَسكتشوان.
وليس من الضروري حسب قوله، العودة إلى الإجراءات المتشدّدة التي تمّ اتّخاذها في بداية الجائحة،.
ومن الأفضل حسب رأيه، تحليل الدراسات والأبحاث التي يُجريها الخبراء وأخذ توصياتهم بالاعتبار.
ويضيف أنّ "ضخامة" موجة جديدة من الفيروس مرتبطة بالتوفيق بين الإجراءات التي تتّخذها حكومة المقاطعة ومدى التزام السكّان بها.
(سي بي سي/ راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.