تقع مدينة موس جو وهي رابع أكبر مدينة في مقاطعة ساسكاتشوان في جنوب المقاطعة، وقد شهدت مؤخرا جدلا بسبب مقالة صحافية شبّهت الحجر الصحي بمعسكرات الاعتقال النازية بحق اليهود إبان الحرب العالمية الثانية/راديو كندا:ROB KRUK

صحيفة كندية تشبّه قيود الحجر الصحي بالمحرقة اليهودية إبان الحرب الكونية

شبّه عمود افتتاحي في صحيفة يومية صادرة في مقاطعة ساسكاتشوان في الغرب الكندي حظر إقامة القداديس الإلهية في الكنائس بسبب القيود الصحية التي تفرضها جائحة كوفيد-19، ببدايات المحرقة اليهودية على يد النازية إبان الحرب الكونية الثانية.

تتساءل جوان ريتشي كاتبة المقال الافتتاحي الذي نشر يوم 24 آذار/مارس المنصرم في صحيفة  Moose Jaw Today اليومية الصادرة في مدينة "موس جو" في مقاطعة ساسكاتشوان، "ألا تفرض الحكومة الفيدرالية وحكومات المقاطعات الكندية على الله أحكامهم المسبقة المتعلّقة بالدين"؟ 

تعود الصحافية الكندية بعد ذلك في مقالها إلى تفاصيل الهولوكوست وإرسال الرايخ الألماني الثالث ملايين اليهود إلى معسكرات الاعتقال. وتلّمح كاتبة المقال عبر جملة من الأسئلة، إلى أن عزل الناس في بيوتهم ليس إلا خطوة أولى نحو الحجر في معسكرات الاعتقال. 

ممرضة تحضر اللقاح المضاد لكوفيد-19 في مستشفى ريجينا العام في مدينة ساسك القريبة من مدينة موس جو التي نشرت صحيفة يومية صادرة فيها مقالة افتتاحية تقارن القيود الاحترازية بالهولوكوست/الصحافة الكندية:Michael Bell

 

وقد أثار المقال الافتتاحي الكثير من ردود الفعل في مقاطعة البراري ساسكاتشوان. 

اعتبر وزير الصحة في الحكومة المحلية بول ميريمان هذه المقارنة غير مقبولة. وشدد على أن الحكومة تريد ضمان سلامة سكان ساسكاتشوان، وهي تتابع في الإصغاء لنصائح السلطات الصحية. 

بدورها، قالت أليانا يونغ الناطقة بلسان الحزب الديموقراطي الجديد في الشؤون الاقتصادية، إنها صُدمت للغاية من المقال الافتتاحي في الجريدة اليومية.

تعتبر هذه المتحدثة بأن هذا النوع من المنشورات يغذي الخوف من فيروس كورونا المستجد ويستحق منتديات نقاش من نوع المؤامرة، تضيف الناطقة بلسان حزب المعارضة الرسمية في ساسكاتشوان في الشأن الاقتصادي قائلة:

يدّل ذلك على مستوى الجهل والجهود التي لا يزال يتعين القيام بها على هذا الصعيد. صدمة شديدة أصابتني وأنا أقرأ المقال، لم أصدق ما كنت أقرأه. (إليانا يونغ، الناقدة الاقتصادية في الحزب الديمقراطي الجديد في مقاطعة ساسكاتشوان).

من جهته ، قال رئيس بلدية موس جو، فريزر تولمي، "إنه لا يقرأ منشورات هذه الجريدة اليومية.  كل ما يهمه الآن هو الحفاظ على سلامة سكان Moose Jaw، بينما يأمل في طي صفحة الوباء في أقرب وقت ممكن".

هذا وتقدّمت المؤسسة المالكة للصحيفة بالاعتذار على موقعها على الانترنت يوم الأحد المنصرم. ذكّرت مؤسسة "كلاسيّه ميديا" : " بأن منشوراتها يجب أن تتجنب الأخبار المجانية، بما في ذلك التوصيف والصور والكتابات المتعلقة بالانتماء العرقي والديني والميول الجنسية وغيرها من الموضوعات التي يمكن أن تؤذي القراء".

وصف أستاذ علم الأحياء الدقيقة في جامعة ساسكاتشوان كايل أندرسون افتتاحية صحيفة "موس جو توداي" بأنها مستهجنة وخطيرة/سي بي سي

من جهته، يجد الأستاذ المساعد في كلية الطب في جامعة ساسكاتشوان كايل أندرسون بأن هذا الاعتذار من قبل الصحيفة لا يكفي، يقول:

لا يجب على الإطلاق إجراء هذا النوع من المقارنة المثيرة مع النظام النازي، خاصة إذا كنت تريد أن تؤخذ على محمل الجد كوسيلة إعلامية.

يذكر أن كاتبة العمود الافتتاحي، قدّمت أيضا في مقالها نظريات تآمرية مثل حقيقة أن عدد حالات الإنفلونزا الموسمية كانت أقل بكثير في خريف وشتاء 2020-2021 بالمقارنة مع السنوات الأخرى.

في هذا الإطار يؤكد علماء الأوبئة الكنديين بأنه على الرغم من أن الذروة الوبائية عادة ما تكون في نهاية العام، إلا أن "ضعف موسم الأنفلونزا، وتراجع الإصابات يُعزى إلى مكافحة فيروس كورونا المستجد".

وتوضح السلطات الصحية الكندية، في رسالة إلكترونية تم إرسالها إلى هيئة الإذاعة الكندية في وقت سابق من هذا الشهر، بأن إجراءات الصحة العامة المتخذة لمنع انتشار داء كوفيد-19 كان لها تأثير على انتشار الإنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى. لخصت وزارة الصحة الكندية في رسالة بريد إلكتروني تم إرسالها إلى راديو كندا في وقت سابق من هذا الشهر.

(المصدر: سي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية)

روابط ذات صلّة:

كوفيد-19: نظريّة المؤامرة تؤدّي إلى “أزمة صحة عامّة” في كندا

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.