زعيم حزب المحافظين إرين أوتول متحدثاً في مجلس العموم خلال فترة الأسئلة في 10 آذار (مارس) الحالي (Adrian Wyld / CP)

أوتول يرى أنّ على كندا أن تواجه، مع حلفائها، الصين وأن تنوّع أسواق صادراتها

قال زعيم حزب المحافظين الكندي إرين أوتول إنّ على كندا أن تعمل في تعاون وثيق مع حلفائها من أجل موازنة تصرفات الصين، وإن كان يقرّ بأنّ هذا الأمر قد يعرّض بعض صادرات كندا للخطر.

وجاء كلام زعيم المعارضة الرسمية في مجلس العموم في خطاب افتراضي ألقاه أمس أمام مجتمع الأعمال في وينيبيغ، عاصمة مقاطعة مانيتوبا في غرب وسط كندا، خلال لقاءٍ نظمته غرفة التجارة في المدينة.

وسأل الحضور أوتول عن موقفه من علاقات كندا مع الصين وعن رسالته إلى العاملين في قطاع الزراعة الكندي الذين يعتمدون كثيراً على التجارة مع هذا العملاق الاقتصادي العالمي.

ردّ زعيم المحافظين بأنّ على كندا أن تنوّع أسواقها فتدخل أسواقاً جديدة، كسوق الهند والمحيط الهادي، لأنه من المرجَّح أن تواجِه المزيد من المشاكل مع الصين في السنوات المقبلة.

وكرّر أوتول القول إنّ قيم كندا ليست معروضة للبيع وإنّ كندا لن تتجاهل معاملةَ نظام بكين للإيغور المسلمين في إقليم شينجيانغ (سنجان) في شمال غرب الصين من أجل الحفاظ على صادراتها إلى الصين.

عضو مجلس العموم عن المحافظين مايكل تشونغ متحدثاً في مجلس العموم خلال فترة الأسئلة في 26 آذار (مارس) الحالي (Sean Kilpatrick / CP)

وأشار زعيم المحافظين في خطابه إلى العقوبات التي أعلنت الصين مؤخراً عن فرضها بحقّ أعضاء في البرلمان الكندي ينظرون في مسائل متعلقة بحقوق الإنسان، من بينهم عضو مجلس العموم مايكل تشونغ، الناطق باسم المحافظين للشؤون الخارجية وعضو اللجنة الدائمة للشؤون الخارجية واللجنة الخاصة للعلاقات الكندية الصينية في مجلس العموم.

"يتوجّب علينا، كنوعٍ من تحالف ’’الأعين الخمس‘‘ (Five Eyes)، موازنةُ بعضٍ من السلوك السيء للحزب الشيوعي (الحاكم) في الصين والإقرار بأنه قد تكون هناك بعض العراقيل بوجه الصادرات إلى هذا البلد"، أضاف أوتول.

"نحن مستعدون للصمود بوجه هذه العاصفة من أجل فعل الشيء الصحيح"، أكّد زعيم المحافظين.

و"الأعين الخمس" تحالفٌ استخباراتي يضمّ كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا.

نائب رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في مجلس العموم أليكسي برونيل دوسيب (حقوق الصورة لراديو كندا)

يُذكر أنّ الصين أعلنت يوم السبت عن فرض عقوبات على مايكل تشونغ وزميله في مجلس العموم أليكسي برونيل دوسيب، نائب رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان والذي ينتمي لحزب الكتلة الكيبيكية.

وبات محظوراً على هذيْن النائبيْن دخول الأراضي الصينية، ومن ضمنها هونغ كونغ وماكاو وهما منطقتان تتمتعان بشكل من أشكال الحكم الذاتي.

"من واجبنا إدانة الصين على قمعها في هونغ كونغ وعلى الإبادة الجماعية التي تقوم بها بحقّ الإيغور"، قال تشونغ رداً على العقوبات الصينية بحقه.

"نحن الذين نعيش بحرية في الديمقراطيات تحت سيادة القانون يجب علينا أن نتحدث نيابة عمّن لا صوت لهم. وإذا كان ذلك يعني أنّ الصين ستفرض عليّ عقوبات ستكون هذه بمثابة وسام شرف على صدري"، أضاف تشونغ.

وجاءت هذه العقوبات الصينية رداً على إعلان كندا في 22 آذار (مارس) الحالي عن فرض عقوبات على أربعة من كبار الموظفين الرسميين وإحدى المؤسسات الرسمية في الصين لمسؤوليتهم عن انتهاكات لحقوق الإنسان بحقّ الإيغور وأقليات إسلامية أُخرى في إقليم شينجيانغ.

وفي سياق متصل يُذكر أنّ أوتول قال الأسبوع الماضي إنّ الكندييْن مايكل كوفريغ ومايكل سبافور اللذيْن حوكما مؤخراً في الصين بتهمة التجسس على أمنها القومي "محتجزان كرهائن" من قبل نظام بكين بشكل تعسفي، منذ كانون الأول (ديسمبر) 2018، في ما يبدو أنه انتقام لتوقيف كندا المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي"، مينغ وانتشو، في مدينة فانكوفر بناءً على طلبٍ من السلطات الأميركية.

الكنديان المعتقلان في الصين، الدبلوماسي السابق مايكل كوفريغ (إلى اليمين) ومايكل سبافور (AP Photo)

وأمام غرفة التجارة في وينيبيغ قدّم أوتول أمس الخطوط العريضة لخطة المحافظين في الإنعاش الاقتصادي، وقال إنّه، خلافاً لرئيس حكومة الأقلية الليبرالية جوستان ترودو، لا يريد "إعادة تصوّر" الاقتصاد.

"ماذا يحصل إذا كان عملكم في الموارد (الطبيعية) أو في الزراعة أو في أحد القطاعات التي لا يريد (ترودو) إعادة بنائها بشكل أفضل؟"، تساءل أوتول.

يُذكر أنّ ترودو استخدم تعبير "إعادة تصوّر" في أيلول (سبتمبر) الفائت في خطاب ألقاه في قمة دولية إذ قال إنه عندما سيخرج العالم من جائحة ’’كوفيد - 19‘‘ ستكون أمامه فرصة "لتسريع جهودنا لفترة ما قبل الجائحة وإعادة تصوّر أنظمة اقتصادية تعالج فعلاً التحديات العالمية كالفقر المدقع واللامساواة والتغيرات المناخية".

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / سي بي سي / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

الصين تنتقد الدول التي فرضت عليها عقوبات وتندد بمعاملة كندا سكانها الأصليين

عقوبات كندية على موظفين صينيين لمسؤوليتهم عن انتهاكات حقوق الإنسان بحقّ الإيغور

مايكل كوفريغ أمام محكمة صينية للمرة الأولى بعد أكثر من سنتيْن وربع من الاعتقال

مايكل سبافور أمام محكمة صينية للمرة الأولى بعد 830 يوماً من الاعتقال

مجلس العموم يعترف رسمياً بـ"الإبادة الجماعية" بحقّ الإيغور في الصين

إجراءات كندية جديدة للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان في إقليم شينجيانغ الصيني

سفير كندا لدى الأمم المتّحدة يدعو للتحقيق في إبادة بحقّ أقليّة الإيغور في الصين

لجنة فرعية في مجلس العموم تقول إنّ ما يتعرّض له الإيغور يرقى إلى "إبادة جماعية"

كندا تسرّع هجرة طلاب هونغ كونغ وشبابها فيما تضيّق الصين الخناق حول الحريات فيها

دعم لمزارعي الكانولا الكنديين بانتظار حل الأحجية الصينية

فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.